للكنيسة القبطية بمصر دور هام في نشر الثقافة لشعبها ودعوة الشباب الذين لا يقرأون وتوعيتهم ودفعهم إلى هذا الاتجاه، فلا يقتصر دور الكنيسة والآباء على الكتب المسيحية فقط، بل إلى الثقافة العامة بكل أشكالها، واطلاعهم على كل ما يدور من حولهم، والاهتمام الجيد بكل الكتب الصادرة في مجال الثقافة، حتى أن الكنيسة تقوم بمعارض للكتب في كنائسها، ويحرص الآباء على إتمام ذلك إيمانًا منهم بدور الثقافة العظيم في حياة كل إنسان، ويتم دعوة كل الفئات من الشعب سواء مسيحيون أو مسلمون لأن الثقافة تجمع ولا تفرق، ولا تعرف تمييز، وجميعنا شركاء وأبناء في هذا الوطن.
ولذا قد رصدت بوابة دار الهلال الكثير من آباء الكنيسة الوافدين إلى المعرض في هذا العام لتتعرف على آرائهم في المعرض، وقد التقت الهلال بالقس شنودة حنا بابيارشية مطاي وقال: كل سنة وحضراتكم طيبين، ونظرًا لظروف كورونا فمسموح للآباء التوافد إلى المعرض يوم واحد فقط.
وأوضح القس شنودة حنا أنه حريص في كل عام التواجد بمعرض الكتاب، وهذا بالطبع شيء جميل نشكر الدولة عليه، ونوجه الشكر لكل المسؤولين، لأنه فعلاً في القراءة حياة، وأنا أملك الإيمان بهذا المبدأ، ونحن لدينا في الكنيسة بالايبارشية نكون حريصين على إقامة معرض الكتاب بداخلها، لنستطيع أن نقوم بعملية تنوير للأطفال، وعندما آتي إلى معرض الكتاب في كل عام أكون حريص على أخذ الكتب الثقافية بجانب الكتب الدينية، لأنه يجب على معرفة الإنسان أن تكون شاملة على كل شيء.
وتابع القس شنودة حنا، أننا نهتم بالأطفال، وقد حصلت في معرض الكتاب على موسوعة الطفل، والتي تحتوي على 12 جزء على أساس الأطفال يتمكنوا من قراءتها والخدام يقرأوها لهم.
وأشار "شنودة حنا" أن فكرة المعرض أو وجودنا في المعرض ككنيسة أو حتى أشخاص علمانين يلزم أن نهتم بتنمية عقل الإنسان لأن أعظم استثمار أن نستثمر في الإنسان نفسه، وكلما استثمرنا في الإنسان فهذا يعد نهوض للبلد كلها، فكوننا نمتلك في بلدنا هذه الفعاليات الجميلة بهذا الشكل والتنظيم الرائع فهذا يبشر أن مصر بخير، وأنها ملتقى الحضارات والثقافات وملتقى الشعوب، وستظل مصر دائمًا منارة لكل مكان في العالم.
وواصل القس شنودة حنا بايبارشية مطاي، أن الكتب التي أسعد بالحصول عليها فهي "تاريخ مصر"، فأنا أحب تاريخ مصر خاصة التاريخ القديم، الكنوز الجميلة والكنوز الفرعونية، حتى تتمكن الأجيال القادمة على معرفة كم مصر مهد للحضارة، وكم مصر صدرت كل شيء جميل للعالم كله، ولذلك أنا أحب الكتب التاريخية، وخاصة التي تحكي عن تاريخ مصر القديم بجانب الكتب العلمية وخاصةً الكتب التي تشجع الأطفال مثل آينشتاين أو أحمد زويل وغيرها.
واختتم قدس أبونا القس حنا شنودة نصائحة للشباب لتوعيتهم وحسهم على القراءة، القراءة متعة فعلًا، فالشاب بمجرد ما يبدأ يصادق الكتاب أيًّا كان نوعه أو حجمه، أول ما يتعمق فيه كأنه تعمق في كنز، وسيحب القراءة، ولكننا علينا دور ككبار أننا نحبب الأجيال الجديدة في القراءة، لأن فعلا القراءة متعة وحياة، وجمال، ويتمكن الإنسان أن يطوف العالم من خلال القراءة وهو في مكانه، والقراءة تمكن الإنسان من الاطلاع على أسرار كثيرة، وتمكنه من الدخول في عقول الكتاب الكبار، فأنا أناشد كل الشباب إنهم يهتموا بالقراءة وخصوصًا العمر الصغير، وأناشد الآباء والأمهات مثلما يجلبوا لأولادهم الألعاب والهدايا أن يأتوا لأولادهم بكتاب أيضًا، ونجعل ثقافتنا دائما أن الهدية هي كتاب، حتى نستيطع أن نحبب الأولاد في القراءة.