الآن الوقت صار بوقتين بقطارنا المجنون.. هكذا عشت التجربة المملة، تخيلوا أننى حتى الآن منذ ساعات طويلة، امتدت إلى 10 ساعات، وأنا ما زلت بالقطار العجيب الرهيب، الذي يقف كل وقت، وبأى وقت ومكان على ترعة ممكن.. غيط مفيش مشكلة.. أعلى قمة رأس بيت متهالك يشبه قطارنا المستفز.. المزاجي.. أى شيء.. المهم إنه غاوى وقوف واستفزاز لنا.. وغيظ فينا، غير مهتم بتعليقات السادة المسافرين الجلوس والوقوف.. والتى تنم عن ضيق وتذمر وتعب وسخرية.. ودعاء ورجاء.. لكن لا مستجيب ولا منقذ ولنا الله.
والعجيب يا سادة يا كرام أن أقاربي الأحباء نصحونى به، وصفوه بأنه رهوان عصره في السرعة والتزامه بمواعيد وصوله، فترى من السبب في هذه الورطة التى أصابتني وكبدتني حرق أعصابي.. أهم أقاربي الكرام؟ إٔم حظي العاثر دائما؟ أم دعوة عجوز مسافر من زمن لم يصل حتى الآن إلى بلدته التى ملت انتظاره فآثرت الاختفاء من الغلب هى الأخرى؟
وأتساءل الآن: هل ضحايا القطار ماتوا من النار أم من الألم والقهر؟ رحمهم الله شهداء العذاب والسفر وانتظار ما لا يأت أبدًا.
ومن الغريب في حوادث قطارنا بمصر العجيبة، هي عثور مسئولي هيئة السكك الحديدية عام 2014، على قطار ضل طريقه وتاه عن مساره، في صحراء الوادي الجديد، بعد أن ظل مفقوداً لمدة 8 سنوات بسبب سرقته من اللصوص، ولكن الغريب أيضا أنه إلى الآن ما زال مصير راكبيه مجهولًا، لكننا نتمنى ـن يكون مصيرنا معروفا بقطار مصر المستقبل، حتى لا أقولها للمرة الأخيرة "أنا غلطت يابووووووي.. وآاااااه يا غلبي".