تواصل مصر تقديم كل سبل الدعم لتحقيق الاستقرار في لبنان، للخروج من أزمته التي تعصف به منذ عدة سنوات، في ظل التحديات التي تواجه البلاد من بينها تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أكد سياسيون أن زيارة سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني المكلف تأتي في إطار العلاقات القوية بين البلدين والجهود المصرية لتحقيق الاستقرار هناك، مؤكدين أن مصر تسعى لتقديم كل الجهود لدعم لبنان وإعادة الاستقرار فيه.

 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل اليوم سعد الحريري، المكلف برئاسة الحكومة اللبنانية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بسعد الحريري في مصر، مؤكداً دعم مصر الكامل للمسار السياسي للحريري الذي يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلاً عن جهود تشكيل الحكومة، مع أهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية أية خلافات الخلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.

 

من جانبه؛ أشاد سعد الحريري بجهود مصر الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة في ظل استمرار التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب اللبناني، خاصةً على المستوى السياسي والاقتصادي، مؤكداً اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، وتقدير بلاده للدور المصري الحيوي كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل.

دعم مصر للمسار السياسي

ومن جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة سعد الحريري رئيس الحكومة اللبناني، مصر ولقائه اليوم بالرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في توقيت هام في ظل ما يشهده لبنان من تطورات على المستوى السياسي خاصة محاولات تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفًا أن الحريري يمثل الكتلة السنية في لبنان المعروف أنها تشكل الحكومة في لبنان.

 

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال" أن مصر داعمة للاستقرار في المنطقة بأكملها ولبنان جزء لا يتجزأ منها ولا يوجد سوى المسار السياسي لسعد الحريري لأنه يهدف لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة وتشكيل الحكومة الجديدة، مضيفا أن هذا المسار هو المخرج الوحيد للخروج من تلك الأزمة التي تهدد لبنان.

 

وأكد البرديسي أن تلك الأزمة كبيرة وعاصفة ولن يستقر لبنان إلا بتأكد كل الأطراف اللبنانية أنه لا بديل عن المضي قدما في سبيل التوافق السياسي، مضيفا أن الصيغة الموجودة في لبنان يجب أن تستمر للخروج من أي خلاف، لأنه لا يوجد غالب أو مغلوب في النهاية، فالجميع سيخسر إذا لم يحدث استقرار في لبنان.

 

وأضاف أنه لا يوجد تيار مستقبل في لبنان يبحث عن المصلحة الوطنية اللبنانية الجميع إما أنه موجها من أي من الفرق أو يتناسى مصلحة لبنان، موضحا أن صيغة الطائف 1990 والتأكيد على المسار السياسي سينتهي الارتباك ويخرج لبنان من الأزمة.

 

وأشار إلى أنه معروف أن لبنان مقسم الحكم فيها وفقا للطوائف حيث يكون رئيس الدولة من الأقباط الموارنة ورئيس الحكومة مسلم سني ورئيس مجلس النواب مسلم شيعي، مضيفا أن هذه الصيغة مستمرة وهي الأصلح للنظام السياسي في لبنان، ويجب على الجميع أن يرفع أياديه عن لبنان وأن يعمل كل الفرقاء يعلموا على تحقيق الاستقرار لأن هذه الصيغة هي الموجودة والتي تستطيع أن تخرج لبنان من أزمته.

جهود مصرية

ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن زيارة سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني مصر اليوم هي زيارة هامة وتأتي في إطار العلاقات الثنائية بين مصر ولبنان وخاصة أن مصر تدعو دوما الحل السياسي لكل الأزمات العربية ومن بينها الأزمة اللبنانية، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال مباحثاته مع الحريري دعم مصر لمساره السياسي.

 

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن هذا الحل السياسي ربما يعيد لبنان إلى الاستقرار مرة أخرى، فحتى قبل انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في أغسطس من العام الماضي كان الوضع الداخلي في لبنان متدهور للغاية سواء على الناحية السياسية أو الاقتصادية لكن الوضع ازداد سوءا بعد هذا الحادث.

 

وأشار إسماعيل إلى أن دور مصر خلال هذه الأزمة كان واضحا من خلال إرسال مساعدات وجسر جوي إغاثي للأشقاء في بيروت وكذلك الدعم السياسي المقدم من الحكومة المصرية إلى الحكومة اللبنانية، مضيفا أن الرئيس السيسي التقى الحريري عدة مرات خلال زياراته السابقة مصر وكذلك على هامش عددا من المحافل الدولية.

 

وأكد أن مصر تدعم لبنان بعيدا عن فكرة الطائفية والمنازعات بين القوى السياسية في لبنان لأن ما يهم مصر هو بقاء الدولة واستقرارها، مشددا على حرص مصر على ذلك في إطار العلاقات بين الدولتين وسعيها لتقديم كل الجهود سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي بهدف تحقيق استقرار الدولة اللبنانية.

 

وأضاف أن مصر تدعم كل الأشقاء في لبنان لتحقيق الاستقرار بعيدا عن المحاصصة التي أدت لتدهور الوضع الداخلي هناك.