الثلاثاء 4 يونيو 2024

غناء مصري ورقص شركسي .. في زفاف الحسين ودينا

16-5-2017 | 09:28

عمان: من مندوب "الكواكب"

في قصر زهران..

يوم الأربعاء 30 أبريل سنة 1955 الساعة 25 : 4 في حفل ملكي بهيج، عقد قران جلالة الملك حسين علي الملكة دينا..

وكان جلالة الملك يلبس بدلة عادية، رمادية اللون..

كذلك كان المدعوون بملابسهم العادية.. وكان الأمير محمد سعود وحده يرتدي ملابسه التقليدية.. كذلك كان رجال الدين يرتدون زيهم المعروف..

أما بعثة الشرف المصرية فكان أعضاؤها يرتدون القبعة والروب الجامعيين التقليديين.

وقد دعي الفنان فريد الأطرش لإحياء الحفلة فسافر إلي طائرة خاصة مع أفراد فرقته .

وكان أبرز ما في الحفلة الساهرة ثوب الزفاف الذي كانت تلبسه جلالة الملكة دينا.. وقد صنع في إيطاليا.. ونصفه الأعلي من ساتان "ديشيس" مطرز باليد بأسلاك من الفضة.. وقسمه الأسفل من الدانتيلا فينيس الجميلة..

وكانت الملكة الشابة تحمل باقة من الزنبق الأبيض النادر.. أما وصيفات الشرف الثلاث عشرة فكن يحملن طاقات من القرنفل الأبيض وكانت جلالتها تضع في يدها اليمني خاتما ثمينا، تحليه جوهرة نادرة، مستديرة الشكل زهرية اللون، محوطة بفصوص من الماس.. وقد نثرت جلالة الملكة الوالدة علي العروسين قطعا ذهبية . محلاة بالتاج الملكي، وبحرفي (ح) و (د) .. الحرفين الأولين من اسمي العروسين.

وفي المساء، أقيمت حفلة عشاء كبري.. وقد ازدانت المائدة الملكية بكعكة العرس التقليدية، وقد بلغ قطرها أكثر من متر، وفي قمتها التاج ثم سهرت عمان حتي مطلع الفجر..

كان الشعب سعيدا بميلكه وملكته، يغني ويرقص..

وقد أحيي الأستاذ فريد الأطرش الحفلة الساهرة في القاعة الكبري بقصر بسمان حضرها جلالة الملك، والملكة دينا، والملك فيصل، والملكة الوالدة زين، وولي العهد.

وألقي فريد كلمة رائعة، هنأ فيها الملك والملكة بزفافهما الميمون..

ثم غني فريد.. غني تلك القصيدة الرائعة التي نظمها الأستاذ صالح جودت بهذه المناسبة السعيدة والتي مطلعها:

يا أغلي من أمانينا وأحلي من أغانينا

يا زينة الدنيا يا دينا

وقد استعيدت الأغنية مرات ومرات..

وما ان انتهت الأغنية حتي ذهب مندوب من قبل جلالة الملكة الوالدة وضيوفها وهمس في أذن فريد الأطرش، ثم وقف فريد وأعلن الميكروفون قائلا: تلبية لطلب لطلب حضرة صاحبة الجلالة الملكة الوالدة سأغني لكم أغنية "أنا وأنت لوحدنا" وغني بعدها جميل جمال.

وقد تضمن برنامج السهرة رقصا شركسيا ورقصا قوقازيا جميلين.

وقد اشترك الأستاذ يوسف وهبي مع الفرقة المصرية في الاحتفال بزفاف الملك حسين، والملكة دينا..

ففي قاعة سينما بسمان، قدمت الفرقة رواية "الخيانة العظمي".. ثم قدمت روايات أخري.

وقد شرف جلالة الملك الشاب أولي حفلات الفرقة.. فألقي الأستاذ يوسف وهبي كلمة رائعة، حيا فيها الملك حسين، وهنأه بالزواج.

وإذا كان الفن قد ساهم في إبراز معاني السرور، والغبطة، والسعادة التي يشعر بها شعب الأردن، وتشاركه فيها الشعوب العربية جميعا وشعب مصر بوجه خاص..

وإذا كان الفن قد عبر عن فرحة هذه الشعوب وأجمل تمنياتها بمناسبة الزواج الملكي السعيد .

فإن جلالة الملك حسين، قد عبر عن تقديره للفن والفنانين، حين أنعم علي الأستاذ فريد الأطرش بوسام كوكب الأردن من الدرجة الثالثة وعلي الأستاذ يوسف وهبي بوسام النهضة، من الدرجة الثانية.

الكواكب 195 - 26 أبريل 1955