الجمعة 31 يناير 2025

أحب التراث .. "ملك العود".. يُغنى بالعربية الفُصحى

  • 16-5-2017 | 09:30

طباعة

كتب : محمد بغدادى

فريد الأطرش أو "ملك العود" كما اشتهر بين عمالقة الفن من نجوم الزمن الجميل، ينتمي إلى إحدى العائلات العريقة بجبل العرب جنوب سوريا (جبل الدروز)، اسمه الحقيقي فريد فهد فرحان إسماعيل، والكواكب تحيى في هذه الأيام ذكرى مرور 100 عام على ميلاده.

فريد الأطرش شارك في العديد من الأعمال السينمائية في الفترة من 1941م إلى 1974، حتى بلغت أعماله لما يقرب من 31 فيلمًا، وحقق من خلالها الأطرش نجاحًا كبيرًا، كما قدم عدداً كبيراً من الأغنيات باللهجة المصرية وباللغة العربية الفصحى، فقد نجح فريد بجدارة في الحفاظ على سطر الغناء النغمي شرقيًا بين المقامات المصرية والشامية، وبرع الأطرش فى الغناء باللغة العربية الفصحى ومن بين أغانيه "أضنيتنى بالهجر، عدت يا يوم مولدى"، وغيرهما.

وقد ترجمت أغنيات الفنان الراحل إلى أكثر من سبع لغات منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية والفارسية، بل وإن هناك عدداً من كبار المطربين العالميين فى القرن الماضي، قاموا باقتباس مقاطع من أغانيه ومن بينهم داليدا وأنريكو ماسياس وفادى إسكندر .

وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن الراحل فريد الأطرش برع فى غناء قصائد العربية الفصحى، لكونه من أصول درزية فى جنوب سوريا، بالإضافة إلى أنه ظهر فى زمن كانت هناك منافسة فنية راقية بين عمالقة الشعر والموسيقى فى ذلك الوقت، من بينهم عبد الوهاب ورياض السنباطى وزكريا أحمد ومن الشعراء مأمون الشناوى وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم، وغيرهم.

وأضافت موريس: لم نعد نقرأ قصائد الشعر ولكننا ما زلنا نستمع لقصائد عبد الوهاب الغنائية وأغنيات فريد الأطرش بالفصحى ومن بينها "اضنيتنى بالهجر" وغيرها، مشيرة إلى أن الفن المصرى كان فى أزهى عصوره وبالتالي كان من الطبيعى أن يسعى كل مطرب لتقديم الأفضل للجمهور، بشكل يتناسب مع طبيعة وفكر العالم فى ذلك الوقت، مختتمة حديثها أن الأطرش وشقيقته الفنانة الراحلة أسمهان استطاعا أن يقدما فنًا راقيا يتناسب مع المناخ الفنى الرائع الذى كانت تمثله مصر فى هذه المرحلة.

فيما قالت الناقدة خيرية البشلاوى، إن الفنان الكبير فريد الأطرش يعد واحدًا من النجوم المحترمين الذين غنوا بالفصحى ومن بينهم الموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب، ويرجع ذلك إلى كبار الشعراء المحترمين فى ذلك الوقت ممن لديهم انتماء قوي للتراث العربى والقصيدة العربية، وكان بالطبع الأطرش واحدًا من بين هؤلاء، مشيرة إلى أن الأغنية المصرية بدأت التراجع منذ السبعينيات وعصر الانفتاح والانفلات الذى سمح لبعض المنتجين بتحويل الأفلام السينمائية إلى سلعة تجارية رخيصة على حد قولها.

وأضافت البشلاوى، أن الأطرش كان من النجوم الذين يعتزون بفكرة احترام اللغة والرقص، لافتة إلى أن فريد الأطرش لم يستغن عن الراقصات فى أغلب أغانيه، وهذا دليل على مدى احترامه للرقص الشرقى الذى يعد جزءًا من الثقاقة المصرية، ولكن الرقص فى شكله المهذب المحترم، ليس كما يقدم فى الوقت الحالى من ابتذال ومحاولة لإبراز المفاتن الأنثوية فقط، حيث إن الرقص فى الزمن الجميل كان عبارة عن لغة جسد مهذبة وراقية ولها أصول يحترمها المطربون.

واستطردت البشلاوى حديثها: "فريد الأطرش يعبر عن ثقافة عصر وجمهور ولم يكن منفصلاً عن المجتمع ولذلك كان من الطبيعى أن يقدم هذه النوعية من الأعمال الفنية الراقية، حيث إنه دائماً ما تعكس الفنون عصرها، ولذلك فالجمهور يشتاق فى الوقت الحالى إلى أفلام الأبيض والأسود لما تتمتع به من صورة راقية لمصر من ملابس وسلوك وعادات وتقاليد مختلفة".

    الاكثر قراءة