السبت 18 مايو 2024

فى عيد تذكاره.. تعرف إلى الراهب الذى حمل المسيح على كتفيه

البابا تواضروس بجوار جسد الانبا بيشوي

تحقيقات14-7-2021 | 22:08

حازم رفعت

 تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، الكثير من الاحتفالات منها عيد تذكار استشهاد القديسين بولس وبطرس الرسول، وابرزها هو تذكار عيد نياحة ( رحيل) الأنبا بيشوي والملقب بحبيب المسيح، وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أمس الثلاثاء، القداس الإلهي من دير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون، بمشاركة مجمع رهبان الدير، إذ يحرص قداسته الإعتكاف في هذا الدير كل فتره كما إنه من أبناء هذا الدير، حيث ترهب فيه قبل أن يعتلي سُدة الكرسي المرقسي ويكون بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

دير الأنبا بيشوي

يقع دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون وهو دير قبطي أرثوذكسي؛ وتبلغ مساحته نحو فدانين، ويُعَد أكبر الأديرة العامرة بوادي النطرون الواقع غرب دلتا النيل شمال مصر، ويشرف عليه قداسة البابا عقب رحيل رئيس الدير الأنبا صرابامون وتم تأسيسه في القرن الرابع الميلادي، وقد دٌمر هذا الدير في القرن الخامس الميلادي بسبب غارة شنها اللبيين البدو علي الاديرة في عام 407 أي من منذ 1614 عامًا، وبالرغم من إعادة بناؤه مرة أخرى إلا أن دُمر الدير في غارتين تاليتين في عامي 734 و444، كما تعرض هذا الدير مرة أخرى للتخريب خلال غارة رابعة للبربر قرب نهاية القرن السادس الميلادي، وقد أعيد بناؤهما في عهد البابا بنيامين الأول  عام 645م. 

ويحتوي الدير على خمس كنائس وهي كنيسة القديسة العذراء مريم، وكنيسة القديس الأنبا بيشوي وهي الكنيسة الرئيسية والأثرية، وكنيسة الشهيد مار جرجس الروماني والملقب بأمير الشهداء، وكنيسة الشهيد أبا سخيرون، وكنيسة الملاك ميخائيل بحصن الدير، وكنيسة القديس بنيامين الثاني.

ويشير الدير الذي يحتوي على أبرز المعالم الأثرية في التاريخ القبطي ترجع الي فترات تاريخية مختلفة فبينما يُشير الهيكل الرئيسي إلى القرن السادس أو السابع الميلادي؛ فإن التفاصيل الأخرى مثل إضافات القباب المرتفعة والزجاج الملون والزخارف الجصيّة وعمارة الصحن ربما ترجع جميعها إلى القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي، إذ عاش فيه الانبا بيشوي.

نشأت القديس الأنبا بيشوي

وُلد في قرية شنشا، بمحافظة المنوفية، حوالي سنة 320 م.، وكان أحد ستة إخوة بنين تنيح والدهم وقامت والدتهم بتربيتهم، وبعد أن بلغ من العُمر عشرون عامًا ترهب في بريت شهيت (صحراء وادي النطرون) في عام 340 م وتتلمذ علي يد القديس الأنبا بموا، وقد عكف هذا القديس علي العبادة والوحدة استمرت 3 سنوات داخل قلايته (مكان إقامة الراهب في الدير)، إذ اجتهد هذا القديس في الصلاة والصوم، حيث صنع ثقبًا في أعلى المغارة جعل فيه وتدًا، وأوثق فيه حبلًا ربط به شعر رأسه، حتى إذا غلبه النعاس وثقلت رأسه يشدها الحبل فيستيقظ، أما من جهة الصوم فصار يتدرب عليه حتى صار يصوم طوال الأسبوع ليأكل يوم السبت، وقد امتزجت صلواته وأصوامه بحبه الشديد لكلمة الله، فحفظ الكثير من أسفار الكتاب المقدس، وكان لسفر ارميا مكانة خاصة في قلبه؛ قيل انه كثيرًا ما كان يرى ارميا النبي أثناء قراءاته للسفر، وقد دُعيّ "بيشوي الإرميائي.

يحمل المسيح على كتفيه

كان الرهبان يعرفون عن القديس أنه يرى السيد المسيح مرارًا، طلبوا منه أن يشفع فيهم لينعموا برؤيته مثله، وإذ سأل ذلك من أجلهم وعده الرب أنه سيظهر على الجبل في ميعاد حدده، ففرح الإخوة جدًا، وانطلق الكل نحو الجبل وكان القديس بسبب شيخوخته في المؤخِرَة، إذ التقى الكل بشيخ تظهر عليه علامات الإعياء والعجز عن السير فلم يبالِ أحد به، أما القديس أنبا بيشوي فاقترب منه وسأله إن كان يحمله، وبالفعل حمله وسار به ولم يشعر بالتعب؛ فجأة صار الشيخ يثقل عليه شيئًا فشيئًا فأدرك أنه السيد المسيح جاء في هذا الشكل، فتطلع إليه وهو يقول له: " السماء لا تسعك، والأرض ترتج من جلالك، فكيف يحملك خاطئ مثلي"؟، وإذ السيد المسيح يبتسم له ويقول : " لأنك حملتني يا حبيبي بيشوي فإن جسدك لا يرى فسادًا"، ثم اختفى"، وبعد رحيل القديس تم دفنه في الدير وجسده موجود صحيحًا لا يتحلل ولم يرى فساد. 

الاكثر قراءة