يستعد المسلمون في مثل هذه الأيام من كل عام للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، من خلال شراء الأضحية وتركها بالمنزل لعدة أيام حتى يأتي يوم النحر وذبحها، وذلك لعدم نفاد الأضحية من السوق، وتسير الأمور عكس ما توقعه المضحي، وتتعرض الأضحية إلى المرض الذي ينذر بالموت قبل حلول يوم العيد، فما حكم ذبح شاة الأضحية قبل العيد في الشريعة الإسلامية؟

ومن جانبها، أجابت دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بشأن ذبح شاة الأضحية قبل العيد، حيث جاء نصه كالتالي: "اشتريت شاةً للأضحية، وقبل حلول عيد الأضحى بثلاثة أيام أكلت فوق طاقتها وأشرفت على الموت، فقمت بذبحها خوفًا من نفوقها وقمت بتوزيعها على الفقراء، فهل تعتبر أضحية أم صدقة؟

وأكدت الدار، أن الأضحية سنةٌ مؤكَّدةٌ في حق المسلمين المستطيعين، وتتعين الأضحية بالتعيين، فإذا تلفت الأضحية المعينة قبل العيد بغير تفريطٍ أو تقصيرٍ من صاحبها فليس عليه الإتيان بغيرها، وما فعله مقدِّمُ السؤالِ من قيامه بذبحها قبل العيد عندما أصابها المرضُ وأشرفت على الموتِ، وقيامه بتوزيع لحمها على الفقراء، عملٌ مشروعٌ، إلا أن لحمها هذا لا يعد أضحيةً، بل هو صدقةٌ تصدَّق بها، والله سبحانه وتعالى يجزيه خيرًا؛ لأن الأضحية لا تكون إلا بالذبح بعد صلاة العيد كما هو مقررٌ شرعًا.

واستشهدت دار الإفتاء المصرية، بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]، ولقول سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَنَسَكَ نُسُكَنَا فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ» رواه أبو داود، والله سبحانه وتعالى أعلم. حكم ذبح الأضحية في بلد غير سكن المضحي وفي نفس السياق، أجابت الدار على سؤال ورد إليها بشأن مكان ذبح الأضحية، وجاء نص السؤال كالتالي: هل يجوز ذبح الأضحية في غير البلد الذي يسكن فيه المضحي؟

وأوضحت الدار، أنه يجوز شرعًا ذبح الأضحية في غير بلد المضحِّي؛ سواء كان الذابح هو المضحِّي أو نائبه أو وكيله، ولا حرج في ذلك شرعًا.