استضاف المركز الثقافي المصري بباريس معرضا بعنوان «في الإسكندرية.. التماثيل تتحرك»، حول تاريخ التماثيل والمسلات في مدينة الإسكندرية وانتقالها لمواقع مختلفة في الداخل أو في الخارج.
وقالت المستشارة الثقافية المصرية بباريس الدكتورة نيفين خالد المعرض، والتي افتتحت المعرض أمس وسط حشد من المثقفين الفرنسيين المهتمين بالتراث المصري القديم والمعاصر "إن المكتب الثقافي المصري بباريس يعمل في إطار استراتيجية عامة لربط الفاعليات والمعارض التي تتم في الداخل والخارج، مذكرة بأن هذا المعرض نظم قبل نحو ستة أشهر في الإسكندرية وحقق نجاحا كبيرا".
ونوهت بأن إقامة هذا المعرض بباريس يعكس التعاون العلمي الناجح مع مركز الدراسات السكندرية والمكتب الثقافي المصري بفرنسا.
ومن جانبها، قالت مارى دومينيك نينا مدير مركز الدراسات السكندرية "إن المركز يعمل على إبراز تراث مدينة الإسكندرية المعاصر وزيادة الوعي بقيمته التاريخية، معربة عن أملها في تعزيز الروابط مع المركز الثقافي المصري بباريس وتطلعها لتنظيم المزيد من الأنشطة المشتركة".
وأشاد عالم الآثار الفرنسي جون ايف امبرير بالتراث الفريد، الذي تزخر به مدينة الإسكندرية، واصفا المعارض التي تتناول التراث المصري المعاصر والحديث بأنها في غاية الأهمية على مختلف المستويات، وخاصة لما تطرحه من آفاق جاذبة للسائح الأوروبي.
ويتتبع المعرض بالصور الفوتوغرافية تنقلات 30 تمثالا من وإلى الإسكندرية لشخصيات تركت بصمة في التاريخ المصري في حقب مختلفة، مثل محمد علي باشا، والخديوي إسماعيل، ونوبار باشا، والإسكندر الأكبر، وسعد زغلول.. ويبرز المعرض تحرك التماثيل والمسلات في الإسكندرية منذ العصور القديمة وحتى القرن الـ21، حيث تعكس هذه الرحلات الفكر السائد عندما اقترض البطالمة التماثيل والمسلات من المعبد الفرعوني بهليوبليس أرادوا إضفاء الوقار على عاصمتهم الجديدة وربطها بتاريخ مصر، وفي المقابل أراد الأوروبيون والأمريكيون إضافة عمق تاريخي على عواصمهم عندما منحوها ديكورا مصريا.
فتمثال الإسكندر الأكبر أهدته الجالية اليونانية إلى مصر في عام 2002، وتم نحته بأثينا قبل نقله بحرا إلى الإسكندرية.. وتمثال سعد زغلول البرونزي، قام بنحته الفنان محمود مختار بباريس عقب لقائه بسعد زغلول عام 1919، وقد تم وضع التمثال في الإسكندرية في مواجهة البحر كرمز لانفتاح مصر على البحر المتوسط وكذلك في القاهرة قرب كوبري قصر النيل.
وينظم المعرض، الذي يستمر حتى 29 مايو الجاري، مركز الدراسات السكندرية التابع للمركز القومي للبحث العلمي الفرنسي، والذي تم تأسيسه قبل 27 عاما ويضم نحو 80 باحثا فرنسيا ومصريا هدفهم التنقيب واكتشاف التراث السكندرى.. فيما يواصل المركز الثقافي المصري بباريس أنشطته اليوم الثلاثاء، حيث سيستضيف ندوة حول كتاب يتحدث عن الصحافة الناطقة بلغات أجنبية في دول المتوسط، وستتناول تاريخ الصحافة الناطقة بالفرنسية في مصر.