الإثنين 1 يوليو 2024

أوجعتني أموالي !

16-5-2017 | 10:41

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

 قد يعتبر البعض المال سر السعادة ، لكنه كان سبباً في جلب المتاعب و الأوجاع بل و ضياع أغلى الأحباب .. فأنا فتاة في أواخر العقد الثاني من العمر .. نشأت في أسرة ميسورة مادياً ، فوالدي تاجر معروف و رغم نشأته المتواضعة إلا أنه بنى نفسه  حتى أصبح مليونيراً و والدتي ربة منزل و أنا وحيدتهما .. و منذ أن تفتحت عيني على الدنيا و أنا أسمع من والداي عن طمع أخواته في أمواله خاصة أنني ابنة وحيدة .. بل و كلما أتى أحدهم لزيارتنا لابد و أن تحدث كوارث من جراء الحسد على حد قول أمي .. المهم عشت في عزلة تامة عن عائلتي أبي و أمي بسبب الفلوس ! .. و عندما التحقت بالجامعة .. تقدم لي أبن أحد التجار من أصدقاء والدي .. و قد انجذبت له منذ أول لقاء و بعد خطبة استمرت 6 شهور تحدث والده مع والدي عن مشروع جديد يتشاركان فيه .. و ما أن رفض والدي حتى فسخت خطبتي لأكتشف أنني لم أكن سوى زيجة مصلحة أنقضت بعدم إتمام المراد !.. و كانت تلك هي الصدمة التي أفقدتني توازني و كرهتني في مالي .. هكذا ،.. مرت السنين لأتخرج من الجامعة و اعمل في أحد البنوك الكبرى و فيها تعرفت على زميل يكبرني بثلاث أعوام .. شخصية رائعة حقاً ، ينتمي لأسرة متوسطة الحال لكنه معتز بنفسه و يفتخر بعائلته التي ضحت كثيراً من أجله و أخواته .. و قد شعر كل منا بالانجذاب تجاه الأخر ، ارتباطنا ، فأزداد حبنا لبعض و كان طبيعي أن نتوج تلك العلاقة بالزواج .. لكن كيف و هو لا يملك الحد الأدنى من متطلبات الزواج لمن في مستوى اجتماعي مرتفع ؟!.. و النتيجة ، أنه تركني لظروفه التي يصعب عليه إصلاحها كما يرفض مساعدتي حيث يرى في هذا مساس لرجولته  .. و هنا أدركت أن المال نقمة تمنيت لو زالت علني أحظى بالحب ..فهل من سبيل يخلصني من أوجاعي ؟!

- الرد : لاشك أن كل نعمة من الله سبحانه و تعالى هي رزق في حد ذاتها .. سواء كانت مال ، صحة ، أهل ، زوج ، أبناء ، أو حتى حب .. و منا من يحصل على القليل من كل تلك النعم و أخر على الكثير من أحدها أو بعضها .. المهم أن هذه الأرزاق من القدريات و من ثم لا نملك سوى الخضوع لما قسمه المولى و الدعاء بتغير أحوالنا للأفضل و لكي يأتينا الأحسن علينا أولاً أن نعيد حساباتنا و رؤيتنا لذاتنا بمعنى أنكِ لو نظرتي لما تملكين من إيجابيات بعيداً عن الأموال لانعكس ذلك لا إرادياً على من حولك و بدأ كل منهم يرى فيكِ أشياء أخرى غير ثراءك .. وقتها فقط ستجدين نصفك الأخر الذي يقاسمك الحياة بعيداً عن حسابات الثروة ..