فى ظل التحديات التى تواجه مصر.. ومعركة الدفاع عن الوجود.. وضمان الحقوق، فإنها لم تنس قضايا أمتها العربية، فهى تعتبر الأمن القومى العربي.. وأمن الخليج جزءاً من الأمن القومى المصري.. إن مصر التى تواصل رحلة البحث عن الحقوق العربية فى فلسطين وليبيا وسوريا والعراق ولبنان فى الأمن والاستقرار والسيادة.. وتلك حقوق مشروعة.. ترفض المساس بسيادة الوطن العربى وتعمل للحفاظ على مقدراته ومكتسباته، ووحدة وسلامة أراضيه.. لم تفرط أبداً فى حقوق أمتها العربية فى منطقة تموج بالاضطرابات والصراعات.. وهو ما يستوجب أن تكون الأمة العربية على قلب رجل واحد.. وهو جل أهداف وثوابت مصر الشريفة.
مصر على مدار الساعة مع أشقائها العرب، تنسق معهم وتدافع عن حقوقهم المشروعة، وتعمل على استعادة الأمن والاستقرار فى دولهم، ترفض بشموخ وكبرياء كل محاولات التدخل الأجنبى غير المشروعة وتطالب بخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضى العربية.
تدرك مصر جيداً أن الأمة العربية تواجه أخطر التحديات والتهديدات فى تاريخها.. ومن هذا المنطلق تبذل جهوداً متواصلة لترسيخ التكاتف والتضامن العربى وضرورة التقارب والتكامل والتعاون والعمل العربى المشترك بين دول الأمة.
ترى مصر أن المنطقة تشهد اضطرابات غير مسبوقة وتموج بالتهديدات والمخاطر.. وأن ما حدث فى ثورات «الخراب العربي» كانت له تداعيات كارثية على بعض الدول العربية بالإضافة إلى تنامى الأطماع والمخططات والأوهام من بعض القوى الإقليمية والدولية فى ثروات ومقدرات وحقوق الوطن العربي، والسعى للهيمنة على أراضيه وما يحظى به من جغرافيا فريدة فى إطار مصالح الدول الكبرى وما تخلفه من صراعات وتوترات تستنزف وتنال من أمن واستقرار المنطقة وثروات ومقدرات الدول العربية.. لذلك فإن الجهود المصرية.. تصب على أهمية استعادة اللحمة والتقارب العربى.. وتوحيد الصفوف والكلمة,
وأيضاً التكامل العربى دفاعاً عن الوجود والحقوق.. لذلك نرى مصر وبقوة تدافع عن حق ليبيا فى الأمن والاستقرار والسلام وأهمية الحفاظ على وحدة أراضيها وأهمية استعادة الدولة الوطنية، وأن يكون لها جيش وطنى يستطيع التصدى لكل مظاهر الفوضى والانفلات والإرهاب التى تهدد أمن واستقرار الشعب الليبي.. وأيضاً المطالبة فى كافة المحافل الدولية بأهمية خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضى الليبية.. وأيضاً المقاتلين المرتزقة فى ظل الأطماع فى ثروات الشعب الليبى وما يشكله تواجد هذه القوات من انتهاك ومساس بالسيادة العربية والليبية.. وكذلك مصر أيضاً ترى ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا وأن يكون الحوار السورى السورى استناداً للقرارات الدولية والأممية هو المسار الصحيح للتعامل مع الأزمة السورية.
لا شك أن الوطن العربى يواجه تحديات وتهديدات خطيرة.. خاصة فى ظل وجود أطماع من قوى إقليمية ودولية.. لذلك أصبح التكاتف والتضامن والوحدة العربية هى السبيل الوحيد لدرء هذه المخاطر والتهديدات التى تمس شرف وأمن واستقرار ومقدرات الأمة العربية.. مصر أيضاً ترى منع التدخل الأجنبى غير الشرعى فى شئون الأمة العربية هو أهم وسائل استعادة قوة العرب، وأيضاً استعادة الدولة الوطنية بسيادتها واستقلالها فى الدول التى تواجه أزمات أو تعانى من تداعيات الخراب العربى فى عام 2011.
الحقيقة.. ورغم كثرة التحديات والتهديدات التى تواجه الدولة المصرية إلا أنها لم تنس أو تتجاهل قضايا أمتها العربية.. فالرئيس عبدالفتاح السيسى لا يتوقف عن مناقشة وبحث الشأن العربى يومياً سواء فى المحافل أو الاتصالات الدولية أو بالتنسيق مع الأشقاء العرب ولا تدخر مصر جهداً.. وتتحدث بشموخ وقوة عن الحق العربي.. فها هى تنجح منذ أسابيع فى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعدوان السافر على غزة وأيضاً فى تثبيت الهدنة بين الجانبين.. وأقامت جسراً برياً للمساعدات الإنسانية فى غزة.. وفتح معبر رفح لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين الناتج عن العدوان الإسرائيلى فى مستشفيات شمال سيناء والإسماعيلية والقاهرة.
وتطلق مصر مبادرة تاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة إعمار غزة وتخصيص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار.. ولمصر موقف ثابت وشريف تجاه القضية الفلسطينية التى لم تغب عنها أبداً.. وزاد اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية فى عهد الرئيس السيسي.. ويطالب دائماً ويبذل جهوداً خلاقة لترسيخ حل الدولتين.. وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، حفاظاً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، لم تترك مصر أى قضية أو أزمة عربية إلا ودافعت عنها، ودعمت الأشقاء فيها بجسارة وشجاعة ومواقف شريفة.
أمس الأول الأربعاء.. كان الرئيس السيسى على موعد مع استقبال مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتى.. وأكد الرئيس السيسى على المبدأ الثابت: إن أمن الخليج مرتبط بالأمن القومى المصرى.. معنى ذلك أن أمن مصر القومى سيتأثر بأمن الخليج، والعكس صحيح.. لذلك فمصيرنا نحن العرب واحد.. وما يهدد أى دولة عربية تتأثر به الدول الأخري.. فما بيننا من جغرافيا وتاريخ وقواسم مشتركة يجعلنا مثل الجسد الواحد، وهذا ما تدركة وتعيه مصر جيداً.. وتعمل بما يتسق مع إيمانها ومبادئها وثوابتها.
الرئيس السيسى أكد أهمية التنسيق العربى المشترك، وأيضاً التنسيق المصرىــ الكويتى لمواجهة التحديات التى تموج بها المنطقة.. والحقيقة أن العلاقات المصرية ــ العربية فى القلب منها العلاقات المصرية ــ الكويتية، تتسم بالعمق والتاريخ والشراكة الكاملة، وذات خصوصية فريدة على المستويين الرسمى الشعبى، وجاءت كلمات رئيس مجلس الأمة الكويتى أيضاً لتعبر عن عن خصوصية هذه العلاقات، حيث ثمَّن دور مصر فى الحفاظ على أمن واستقرار الكويت والوطن العربى بأكمله، ومساهماتها فى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمى.. تحقيق وحدة الصف العربى.
التحديات التى تواجه مصر لم تشغلها أيضاً عن دعم الشقيقة لبنان التى تواجه منعطفاً تاريخياً.. يستوجب كما أكد الرئيس السيسى إعلاء مصلحة لبنان الوطنية بما يساعد على صون مقدرات هذا الشعب الشقيق ووحدة نسيجه الوطنى.
فى وسط التحديات التى تشهدها مصر، أكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل للمسار السياسى، الذى يهدف إلى استعادة الاستقرار فى لبنان، والتعامل مع التحديات الراهنة، التى تواجه الدولة الشقيقة.. وكذلك تشكيل الحكومة مع أهمية تكاتف مساعى الجميع لتسوية أى خلافات فى هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التى يعانى منها حالياً، وذلك بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية.
لقد رسم الرئيس السيسى خارطة طريق لإنقاذ الشقيقة لبنان، سواء بتشكيل حكومة وطنية تستطيع التعامل مع الوضع الراهن والتحديات الهائلة لتحقيق تطلعات اللبنانيين، وأيضاً إعلاء المصلحة الوطنية اللبنانية وتسوية الخلافات.. والسمو فوقها من أجل المصلحة الوطنية العليا.
لا شك أن مصر فى ظل مشاغلها وتحدياتها حريصة على دعم ومساندة الأشقاء العرب.. وترى أن استعادة الدولة الوطنية فى بعض الدول العربية التى تعرضت لتداعيات عام 2011 سوف يساهم فى أمن واستقرار المنطقة.. وأنه لا سبيل للعبور بالأمة العربية إلى بر الأمان إلا بالعمل العربى المشترك والوحدة والتكاتف والتضامن والتكامل فى مواجهة أخطر التهديدات وفى منطقة تموج بالصراعات والمتغيرات والتوترات والأطماع.. فى مرحلة فاصلة ووجودية.. حيث تواجه الأمة أطماعاً وأوهاماً تستهدف أمنها واستقرارها، ووحدة أراضيها وثرواتها ومقدراتها، لكن مصر بأمتها العربية بالمرصاد لكل محاولات الهيمنة والسطو على مقدرات الأمة.
إن مصر وهى تدافع عن وجودها وحقوقها المشروعة فى مياه النيل قضيتها المصيرية.. لم ولن تنسى قضايا أمتها العربية لأنها كانت وستظل هى قلب الأمة وركيزة وجودها واستقرارها وهى المطمع والهدف لأعداء الأمة العربية.. فمصر هى الجائزة الكبرى فى مخططات ومؤامرات قوى الشر والهيمنة، لأنهم يدركون أن النَيْل من مصر يفتح الطريق على مصراعيه لالتهام دول الأمة.. لكن مصر ستبقى القوية القادرة الصلبة، مقبرة الغُزاة والمستعمرين والطامعين والمتآمرين.
تحيا مصر