السبت 23 نوفمبر 2024

الاتحادية

رئيس الوزراء يستعرض محاور العمل بالمشروع القومى لتطوير الريف المصرى

  • 15-7-2021 | 23:17

رئيس الوزراء

طباعة
  • دار الهلال

خلال الاحتفالية الكبرى، التي أقيمت مساء اليوم باستاد القاهرة والتي شهدت فعاليات المؤتمر الأول للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، محاور العمل الرئيسة بالمشروع القومي لتطوير الريف المصري ضمن المبادرة، بحضور أعضاء الحكومة والعديد من كبار المسئولين ، ورجال الأعمال، وممثلي المجتمع المدني، والمؤسسات والجهات والأجهزة الحكومية، والإعلاميين، والصحفيين، والفنانين، وآلاف المواطنين من كافة محافظات الجمهورية.

وفي مستهل عرضه، تقدم رئيس الوزراء بأخلص التهاني القلبية للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والشعب المصري، والحضور؛ بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، داعياً الله عز وجل أن يعيده على مصرنا بالخير والرخاء والبركات.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن سعادته بهذا اليوم التاريخي، الذي يشهد إطلاق مشروع هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم، لافتا إلى أن ذلك ليس من قبيل المبالغة، باعتبار أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" هي المشروع الأضخم الذي لم تقم أي دولة في العالم في العصر الحديث بتنفيذه، وفي هذا الصدد توجه رئيس الوزراء بالشكر الجزيل لزملائه من أعضاء الحكومة، لتفويضه بأن يقدم بالنيابة عنهم هذا العرض الذي يعد نتاجا وثمرة لجهدهم جميعاً، وتجميعا لكل الجهود التي سيشهدها شعب مصر في هذا المشروع العظيم.

وخلال استعراضه، أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا المشروع يعد بمثابة "أيقونة الجمهورية الجديدة"، التي وعد الرئيس السيسي الشعب المصري بها، والتي سيكون عنوان إطلاقها الحقيقي هو هذا المشروع العملاق وغيره من المشروعات القومية التي تنفذ اليوم على أرض مصر، والتي تغطي ربوع الجمهورية بأكملها، سواء ما يتعلق بالمشروعات الجديدة التي يتم تنفيذها في المناطق الصحراوية، أو عبر تطوير المناطق القائمة، والتي كانت تعاني من الإهمال لعشرات السنين، وعدم التركيز في عملية التنمية لها. 

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته أن الدولة المصرية نفذت ولا تزال تنفذ على مدار السنوات السبع الماضية العديد من المشروعات القومية، تجاوزت تكلفتها 6 تريليونات جنيه، أسهمت في تعزيز القدرة على البدء في تحقيق التنمية المستدامة للريف المصري، ضمن مبادرة "حياة كريمة"، قائلا إن كل مشروع ينفذ هو مشروع قومي وعالميّ، ولكن يظل مشروع "حياة كريمة" وتنمية الريف المصري هو الأكبر والأعظم في تاريخ مصر.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن كل هذه المشروعات ليست مجرد منشآت حديثة، كما كان يقول البعض، ولكنها في الحقيقة إعادة رسم خريطة مصر وتوزيع البشر والإمكانات الاقتصادية على كافة ربوع الوطن، بما يستجيب لمشكلات الحاضر وتحديات المستقبل، وهذا هو جوهر "الجمهورية الجديدة" المتمثل في إعادة تصميم وإعادة بناء شاملة لمكونات الدولة المصرية، ونصيب الريف في ذلك أن يشهد تنمية حقيقية لا تتوقف عند مجرد إدخال المرافق أو تنفيذ مشروعات أو تحسين وضع منازل، بل إحداث تنمية شاملة ترفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لأهالينا في الريف المصري.

وفي الوقت نفسه، تطرق رئيس الوزراء للحديث عن أن الدولة المصرية على مدار القرون السابقة كانت دوماً تشهد في كل قرن مشروعاً ضخماً ويطلق عليه مشروع القرن؛ فعلى سبيل المثال في القرن التاسع عشر كانت عملية "حفر قناة السويس"، وفي القرن العشرين كانت ملحمة "بناء السد العالي"، لافتاً إلى أن كل مشروع منهما استغرق بالمصادفة 10 سنوات، كما أن كل مشروع منهما كان، رغم أهميته، محصورا في منطقة جغرافية بعينها، فبينما ارتبط حفر القناة بمدن قناة السويس، اقترن السد العالي بمنطقة أسوان وكان هدفه توليد الطاقة الكهربائية، لكن بالنظر إلى مشروع "حياة كريمة" يمكننا القول بكل ثقة أن هذا هو مشروع القرن الحادي والعشرين لمصر، لكون التحدي الأعظم في هذا المشروع أنه لا يرتبط بمنطقة جغرافية واحدة، بل يمتد ليشمل كافة أرجاء مصر، كما أنه ليس عملا هندسيا واحدا، بل ينضوي تحت رايته آلاف المشروعات التي ستنفذ في وقت واحد في جميع القرى المصرية، مشيراً إلى أنه بالرغم من عظمة كل المشروعات الكبيرة التي تنفذ خلال السنوات السبع الماضية، سيظل هذا هو المشروع الأعظم في تاريخ مصر، الذي ندعو الله أن يعيننا لتنفيذه؛ أملا في تحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري.

كما لفت رئيس الوزراء إلى أن مشروع "حياة كريمة" هو مبادرة تشهد تجميع جهود عمل كافة المبادرات التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعددها نحو 20 مبادرة رئاسية، مثل مبادرة "100 مليون صحة"، و "تكافل وكرامة"، و"مصر بلا غارمات"، وغيرها، مشيراً إلى أن هذه المبادرات ستتجمع وتنفذ في وقت واحد في كل القرى المستهدفة، وسيتم تسريع وتيرة تنفيذها في جميع القرى، مؤكداً أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع، كما قال الرئيس، أننا نسعى لتغيير حياة المصريين للأفضل من خلال هذه المبادرة العظيمة، لتطوير الريف المصري.

واستعرض مدبولي 10 ملامح رئيسة لمشروع "حياة كريمة"، ستحدث لأول مرة في تاريخ مصر، مشيراً إلى أن مصر ستشهد لأول مرة ملحمة بناء وتعمير تمتد لكل أرجاء مصر، تغطي 4500 قرية، وأكثر من 28 ألف تابع، تنفذ فيها المشروعات في 175 مركزاً، و 20 محافظة، كما تستهدف الدولة لأول مرة بمشروع قومي واحد أكثر من نصف سكان مصر، حيث يستفيد به نحو 58 % من سكان الجمهورية، كما أنه يعد أول مشروع قومي ليس من مكون واحد بل يشمل كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، وكل ما يحلم به أي مواطن بسيط في الريف سيكون موجودا في هذا المشروع العظيم بإذن الله.

كما أكد رئيس الوزراء أن هذا المشروع العظيم هو أول مشروع مصري يتم تنفيذه بنسبة 100% باستثمارات مقررة تتجاوز 700 مليار جنيه، وقال إن أفكار هذا المشروع بدأت بأحلام الشباب المصري واستجابت له قيادة سياسية حكيمة وأطلقته، ثم بلورت الحكومة خطته التنفيذية في صورة مشروعات وخطط بعقول مصرية، وسيتم تنفيذه بأيدي وسواعد مصرية، كما أن جميع المواد المستخدمة ستكون مصنعة في مصر، كما أن المشروع بتمويل مصري خالص، وهو ما رحب به الحاضرون.

وفي السياق نفسه، لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه لأول مرة سيختار المواطن المصري مشروعاته ضمن تطوير الريف المصري لأجل "حياة كريمة"، حيث تم عقد اجتماعات عديدة مع أهالينا في القرى للتعرف على احتياجاتهم؛ حتى يتسنى للحكومة ترجمة هذه الاحتياجات إلى مشروعات يتم تنفيذها في إطار هذا المشروع، مشيرا كذلك إلى أنه لأول مرة أيضا يشارك الشباب المتطوع من خلال مؤسسة " حياة كريمة" في مجالات متنوعة، منها المتابعة الميدانية والتوعية المجتمعية وتقديم الخدمات الطبية، وسيكون بإمكان عشرات الآلاف من الشباب المشاركة بقوة في هذا المشروع القومي.

كما أشار الدكتور مدبولي إلى أن مبادرة "حياة كريمة" ستشهد لأول مرة إطلاق مؤشرات لقياس جودة الحياة بقرى الريف المصري، وكيفية القيام برفع مستوى كفاءة وجودة مياه الشرب، وتحسين التغطية بالخدمات الصحية، وتحسين نسبة التغطية بالصرف الصحي، وتحسين مؤشرات التعليم، وزيادة فرص العمل المتاحة، كما سيتم خلال المشروع تنفيذ خدمات لم يشهدها الريف المصري من قبل مثل: شبكات الغاز الطبيعي، والاتصالات، والألياف الضوئية، والمجمعات الزراعية، فضلا عن المجمعات الخدمية المتقدمة للمصالح الحكومية في القرى الأم.

وأضاف رئيس الوزراء أن هذا المشروع القومي الكبير، والذي أشار إليه العالم أيضا بأنه المشروع الوحيد الذي يعد تطبيقاً حقيقياً ومُجمعا لجميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة، أصبح محل اهتمام واسع من جانب المؤسسات الدولية المرموقة لكونه أضخم مشروع من نوعه يحقق تلك الأهداف.

وخلال كلمته، أشار رئيس الوزراء إلى أنه منذ إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لهذا المشروع العملاق في بداية عام 2019، بدأت الحكومة المرحلة التجريبية له واستهدفت تنمية القرى الأكثر فقراً وشملت 375 قرية، من خلال تنفيذ عدد من التدخلات، ولكن خلال هذين العامين علمتنا التجربة أنه لكي يتم تحقيق تنمية حقيقية، ويشعر المواطن في الريف بثمار هذا المشروع يجب ألا نركز على قرى منفردة، ولكن لابد من تنفيذ هذه التنمية على مستوى المراكز بكل قراها وتوابعها؛ حتى تتكامل عملية التنمية والخدمات بها، ولذا فقد تحول المشروع من مجرد تنمية قرى منفردة إلى إحداث تنمية حقيقية لجميع مراكز الجمهورية التي يتبعها أكثر من 4500 قرية في 175 مركزا، على أن تشمل المرحلة الأولى التي يتم إطلاقها من جانب رئيس الجمهورية مساء اليوم بصورة رسمية، 52 مركزا، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عوّدنا على ألا يتم إطلاق أي مشروع إلا بعد أن يتم البدء في تنفيذه على أرض الواقع، وهو ما بدأت الحكومة بالفعل في تنفيذه من بداية العام، حيث بدأنا العمل في تنمية الـ 52 مركزا بمشاركة كل الأجهزة والجهات المعنية بالدولة في أكثر من 1400 قرية، بالإضافة إلى 10 آلاف تابع، بتكلفة إجمالية للمشروعات التي سيتم تنفيذها في هذه المرحلة تتجاوز 260 مليار جنيه، مشيرا إلى أنه تم اختيار الـ 52 مركزا وفق دراسات علمية وطبقا لمعايير معدلات الفقر، والمشكلات التي تعاني منها، ونسبة الخدمات المتوافرة، ولذا فقد تم اختيار هذه المراكز باعتبارها الأكثر احتياجا، رغم أنه سيتم تنفيذ المشروعات في باقي الـ175 مركزا الأخرى خلال العامين المقبلين.

وانتقل رئيس الوزراء خلال كلمته إلى شرح مفصل للتدخلات الرئيسة في تنفيذ مشروع "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري، واستهل ذلك بمحور تحسين مستوى خدمات البنية الأساسية، وبناء الإنسان المصري، والتدخلات اجتماعية، والتنمية اقتصادية، لافتا إلى أن كل محور من هذه المحاور يندرج تحته عشرات المشروعات، وقال: على سبيل المثال البنية الأساسية مثل مياه الشرب والصرف الصحي، ففي خلال الفترات الماضية كان أهالينا ونواب البرلمان يطالبون الحكومة بتنفيذ مشروعات لمياه الشرب والصرف الصحي، ولم تكن الدولة في فترات سابقة قادرة على تنفيذ مثل هذه المشروعات، ولكن بفضل الله فالدولة الآن وبفضل توجيهات الرئيس وبقدراتنا الحالية وتراكم خبراتنا وشركاتنا المصرية على مدار السنوات السبع الماضية، سيتمتع الريف المصري بانتهاء هذا المشروع العظيم بكافة خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء بنسبة 100%، بالإضافة إلى تطوير الطرق والمجمعات الحكومية، والغاز الطبيعي.

وقال الدكتور مدبولي: فيما يتعلق بمحور بناء الإنسان المصري سنعمل على تطوير مجالات التعليم، والصحة، والشباب والرياضة، 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة