الأحد 5 مايو 2024

نائب رئيس محطات الطاقة النووية لـ«دار الهلال»: علينا أن نشارك في الاندماج النووي (حوار)

الدكتور على عبد النبي

تحقيقات16-7-2021 | 18:31

محمود بطيخ

 

تمتلك مصر من الكوادر البشرية، في كافة المجالات، ما يمكنها من قيادة العالم، وبالحديث عن مجال الطاقة النووية، فإن مصر هي من صدرت للعالم الكوادر التي ساعدت الدول الكبرى في تطوير الطاقة النووية.

 

وفي حوار الدكتور على عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق عن إذا ما كانت مصر تمتلك كوادر تستطيع تشغيل محطات الطاقة النووية أم لا؟.. قال إن مصر تمتلك كوادر فنية واقتصادية وقانونية على مستوى عالمي، وأن العقول المصرية من أرقي وأقوي العقليات بالعالم، وبالتطرق لموضوع الاندماج النووي تابع أن على مصر الإشتراك لتجلب ذلك المفاعل إلى مصر سريعًا، وإلى نص الحوار:

 

في بدء الحوار.. هل مصر قادرة على إخراج كوادر لتشغيل وصيانة المحطة النووية؟

دعني أقول لك إن ما قام به أجدادنا في تشييد الحضارة المصرية القديمة، خير دليل على تفوق المصريين في جميع المجالات، حتى مع التقدم العلمي الرهيب الذى نشهده الآن، لم تستطع التكنولوجيا الحديثة الكشف عن أسرار هذه الحضارة.

 

أحب أن أنبه إلى أن العقلية المصرية من أرقى وأقوى وأذكى العقليات على مستوى العالم، ونحن نشاهد تفوق العلماء المصريين والكوادر المصرية فى دول العالم المختلفة. يكفينى فخرا أن أقول أن العقول المصرية هى المسيطرة على المجال النووى فى أمريكا وكندا، وفى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

برأيك هل مصر دولة صناعية؟

بالتأكيد إن مصر دولة صناعية من قديم الأزل، وتمتلك العديد من الجامعات التى تغطى جميع التخصصات، وتمتلك كذلك كوادر فنية واقتصادية وقانونية على مستوى عالمى.

 

ما هو دور الكوادر المصرية في مجالات الطاقة؟

ليس مجال الطاقة فقط، فإن الكوادر المصرية هي التي تقوم بتشغيل وصيانة محطات توليد الكهرباء، ومصانع الأدوية، ومعامل تكرير البترول، وقيادة وصيانة الطائرات الحربية والمدنية، ومصانع البتروكيماويات والأسمدة والأسمنت، وخلافه.

 

حدثني عن الكوادر في محطة الطاقة النووية؟

بالحديث عن المحطة النووية، فإن بها أطقم صيانة وأطقم تشغيل، وأطقم الصيانة تتكون من مختلف التخصصات، ويعد مهندس الميكانيكا هو الجوكر فى أطقم الصيانة، يليه مهندس أجهزة القياس الألكترونية والكهربائية، ثم مهندس كهرباء قوى، ثم باقي التخصصات.

 

أما أطقم التشغيل من الممكن أن تكون من المؤهلات العليا أو من المؤهلات المتوسطة أو فوق المتوسطة كما يحدث في بعض دول العالم.

 

وأنا من مؤيدي فلسفة الاعتماد على المؤهلات المتوسطة أو فوق المتوسطة فى تكوين أطقم تشغيل المحطة النووية، لأن وجود مهندس فى أطقم تشغيل المحطة النووية يعتبر قتلا لطموحه الهندسي.

 

وكما تعلم فإن الحياة الهندسية للمهندس تعتمد على المعايشة مع التكنولوجيا وتطورها، ولذلك فقدراته الهندسية ترتقى كلما ارتقت وتطورت التكنولوجيا، فهو يتعامل ويتفاعل مع التصميمات والتنفيذ والاختبارات والصيانة للمعدات المتطورة ويحدد الأعطال، ويضع الحلول الهندسية.

 

وفي حال عمله ضمن أطقم التشغيل؟

في حال علمه ضمن أطقم مشغل المحطة النووية، يظل خلال وردية عمله فى تشغيل المحطة النووية، يراقب ويلاحظ قراءات العدادات، وشاشات الحاسبات، ولا يتدخل فى شىء، لأن الحاسبات الآلية هى التى تدير المحطة النووية، حتى أثناء الحوادث لا يتدخل لفترة من الزمن، نجده فى بعض المحطات النووية، لا يتدخل إلا بعد مرور 20 دقيقة من وقوع الحادثة.

 

هل الكوادر الموجودة في مصر قادرة على تشغيل وصيانة المحطة النووية؟

لكي تتضح الصورة أكثر، ويطمئن شعب مصر، ويثق فى أن الكوادر المصرية تستطيع تشغيل وصيانة المحطة النووية، نعطى مثالا بسيطا، ألا وهو طيار المقاتلات المصري.

 

طيار المقاتلات عليه مهام جسام، ولذلك يتم اختياره من المؤهلين صحيا وعقليا ونفسيا وعلميا وعمليا لاستيعاب التكنولوجيات المتطورة والتعامل معها بكفاءة، يتم تأهيله فى مدة ثلاث سنوات، ويصبح بعد ذلك طيار مقاتلات على مستوى عالمي.

 

هذا الطيار يقود طائرة مقاتلة سرعتها أعلى من سرعة الصوت، وهو معلق فى الجو بين السماء والأرض، وعليه مهام كثيرة منها التصدى لطائرات العدو، كما حدث فى معركة المنصورة الجوية فى 14 أكتوبر 1973، فى أكبر هجوم جوى تشنه إسرائيل، بحوالى 120 طائرة، ودارت معركة من أكبر المعارك الجوية فى التاريخ، واستمرت 53 دقيقة، وانتهت المعركة بفشل الطائرات الإسرائيلية فى تحقيق أهدافها من الهجوم وانسحابها من المعركة، وهذا يدل على مدى كفاءة الكوادر المصرية، والتى هى من أعلى المستويات عالميا.

ألا يوجد فارق بين قيادة الطائرات وتشغيل محطة طاقة نووية؟

 

اعتبر ذلك رأيي الشخصي، إن قيادة الطائرات الحربية المقاتلة تعتبر أصعب بكثير من تشغيل محطة طاقة نووية، والعالم يشهد على كفاءة الطيار الحربى المصرى، وهذه الشهادة من العدو قبل الصديق، كما تقوم الكوادر المصرية بصيانة أحدث الطائرات المقاتلة الحربية.

 

ونجاح الكوادر المصرية في قيادة الطائرات، فإن نجاحهم في صيانة وتشغيل محطة طاقة نووية، ليس به أي مجال للشك، فإن المصريين أثبتوا للعالم، أنهم قادرين على العمل في كل المجالات، وبكفاءات عالية.

دعني أنتقل معك إلى موضوع آخر وهو إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر..

من المفترض أن يتم إنشاء مصنع في مصر.. كم تنتج وحدة إنتاج الهيدروجين؟

شركة سيمنز الألمانية تصنع "Silyzer 300" وهي وحدة إنتاج الهيدروجين، والمصفوفة الكاملة التي تحتوى على 24 وحدة، تنتج  330 كيلوجرام من الهيدروجين في الساعة الواحدة.

           

وفي حال عرفنا عدد المصفوفات الكاملة في المصنع المزمع إنشاؤه، بإمكاننا أن نعرف الكمية المنتجة من الهيدروجين في الساعة بالكيلو جرام.

 

هل يمكنك أن توضح أكثر ما هو الهيدروجين الأخضر؟

الهيدروجين الأخضر، يولد من خلال عملية التحليل الكهربي، حيث تستخدم تيارًا كهربائيًا لفصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأكسجين الموجودة في الماء، وحينما نستخدم الكهرباء الصادرة من طاقة متجددة كالشمس أو الرياح، تكون العملية بدون أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، ولهذا تسمي بالهيدروجين الأخضر.

هل إنتاج الهيدروجين الأخضر مكلف؟

بالطبع إنتاج الهيدروجين مكلف، إلا أن العالم يتجه لذلك الاتجاه، ونحن لا يمكننا أن نتأخر عن العالم كالسابق، فقديمًا كنا نسير خلف العالم، أما اليوم نريد أن نسير بجواره في نفس المستوى، وفي الخارج، يسيرون في اتجاه إنتاج الهيدروجين، والطاقة الشمسية الكهروضوئية والنووي.

 

ومن جانبي.. حقًا أناشد الرئيس السيسي، أن نرسل كوادر مصرية تشارك في مفعل الاندماج النووي الذي لا يزال تحت الاختبار، الموجود في فرنسا، والذي تشترك فيه دول العالم إلا مصر، حتى عندما يصبح ذلك المفعل تجاري، يكون لمصر يد ونتكمن من جلبه إلى مصر بسرعة.

 

من هي الدول المشاركة في ذلك المفعل؟

الاندماج النووي هو مستقبل الطاقة على مستوى العالم، ويشارك فيه الصين والهند وروسيا وفرنسا، وكندا وأمريكا، وإنجلترا وإيطاليا، وألمانيا، إلا أن مصر لم تشارك إلى الآن.

ما الاستفادة من ذلك المفعل؟

ذلك المفاعل يعد أفضل بكثير من محطة الضبعة، لأنه لا ينتج عنه نفايات مشعة، وفى حال تشغيل ذلك المفاعل في مصر، سنوقف شراء محطات نووية جديدة من نوع محطة الضبعة التي تعمل بالانشطار النووي، لكن ما نمتلكه من مفاعلات الانشطار النووي ستظل تعمل حتى ينتهى عمرها الافتراضي.

 

وفى حال تفعيله ، ستقتصر مصر على ما لديها من مفاعلات الانشطار النووي، وباقي المفاعلات ستكون اندماج نووي، وللعلم محطات الاندماج النووي لا ينتج عنها أي نفايات نووية.