فى مساء يوم الخميس الموافق 15 يوليو 2021، انعقد فى استاد القاهرة المؤتمر الأول للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والتى حضر فيها عشرات الآلاف من المواطنين، ليتعرفوا على خطة الجمهورية الجديدة بشأن المواطن المصرى، لتحسين أحواله، وأن يعيش بحق حياة كريمة، من خلال الحفاظ على أمنه الصحى، والغذائى، والبيئى، والتعليمى، كى يتسنى له المساهمة بفاعلية، وإيجابية، فى رسم ملامح المستقبل.
وما لفت انتباهى فى هذا المؤتمر، بل لفت انتباه كل الشعب المصرى، والوطن العربى، والعالم أجمع، الخطاب الموجه من القلب، الذى وجهه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لجموع الشعب المصرى، بشأن سد النهضة الإثيوبى، وتداعياته، ومدى مساسه بالأمن المائى المصرى، حيث أكد فخامته على مسألتين فى غاية الأهمية هما: الأولى تتعلق بالموقف المصرى الحكيم، والمعتدل، من ملف سد النهضة، حيث النوايا الصادقة من الجانب المصرى تجاه الشعب الإثيوبى، وحقه فى التنمية، وفى الحياة الكريمة، وأن مصر قد أكدت ذلك فى كل المناسبات، سواء على المستوى الإقليمى، أو على المستوى الدولى.
أما المسألة الثانية تتعلق بحق الشعب المصرى فى أن يقلق، لأن الأمر يخص الأمن القومى، ومن حق أى شعب من الشعوب أن يقلق، إذا كان الأمر يرتبط بمصير، ووجود، هذا الشعب، ولكن استطاع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن يبث الطمأنينة بين جموع الشعب المصرى، وأكد للجميع أنه "لا يليق بنا أن نقلق" !
تلك العبارة التى هزت وجدان عشرات الآلاف الموجودين فى ستاد القاهرة، وملايين المواطنين الموجودين أمام شاشة التليفزيون، لمتابعة فعاليات المؤتمر الأول بشأن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ويمكننى القول فى هذا الصدد، ودون مبالغة، أن عشرات الملايين من الشعب المصرى، قد انتظرت هذا الحدث العظيم أمام مختلف الفضائيات، كى تستمع لخطاب السيد الرئيس، ورغم أهمية المشروع القومى الخاص بمبادرة "حياة كريمة" وخاصة أنه المشروع الأول، والأوحد، على مستوى العالم، إلا أن الملايين من المصريين، كانت فى لهفة من الشوق، لسماع كلمة السيد الرئيس عن أزمة سد النهضة!
وبحكمته المعهودة، وابتسامته الصادقة، وكلامه النابع من القلب المخلص، والوفى، استطاع السيد الرئيس، أن يأخذ جموع الملايين من حالة الاندفاع، والاستجابة للاستفزازات، إلى حالة أخرى، تسيطر عليها الحكمة، ومهارات التعامل بهدوء، وبذكاء، وبعقلانية، وبخطط مدروسة، مع القضايا التى تهم الوطن، لأن المسائل المتعلقة بالأمن القومى المصرى، لا يمكن التهاون بشأنها، ولا يمكن معالجة تداعياتها بتسرع، ودون دراسة، وأن ما يتم إعداده فى كل المجالات، ليس بالضرورة أن يعلن للجميع!
هذا هو الرئيس الصادق، الذى حافظ على الأمانة، وما زال محافظاً عليها، وسيستمر فى رد كل محاولات المساس بأمن واستقرار مصر، وسيفعل الكثير على أرض الواقع، مؤمنا بأن صون حقوق مصر، وحمايتها، فرض، وواجب وطنى، لا يدفعه إلى ذلك، البحث عن مجد شخصى، أو مناصب زائلة، ولكن ما دفعه إلى ذلك هو إيمانه بالوطن، وإخلاصه للشعب، وتنفيذاً لما وعد به.
ولذلك، فى ظل وجود هذا الرئيس الإنسان، الوطنى، الصادق، المخلص، الأمين، علينا ألا نقلق، وأن نطمئن لقيادة حكيمة، ورشيدة، فى كل تصرفاتها، وسلوكياتها، وقد عاهدت، وبصدق، أن تقدم حياتها، فداءاً للوطن، وكرست كل وقتها، للعمل بجدية، بحثاً عن حياة كريمة، وآمنة، لكل المواطنين، وبالفعل مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى "لا يليق بنا أن نقلق"!
أستاذ القانون ونائب رئيس جامعة أسيوط