السبوع..عادة تتوارثها  الاجيال .. وكل واحد على قد مقدرته

«السبوع» .. عادة متوارثة بين الأجيال حسب مقدرتهم المادية

ما إن يمر سبعة أيام على المولود من تاريخ ولادته، حتى تقيم أسرته  ما يسمى بـ"السبوع"  كأحد العادات القديمة والمورثة التي يمارسها المصريين بكافة الفئات للاحتفاء بمواليدهم، كنوع من الفلكلور الشعبي الأصيل، حيث يبدأون بشراء العبوات المزينة التي يدون عليها اسم المولود، ليضعوا بها الشيكولاتة والملبس، لتوزيعها على الأقارب والمعارف للاحتفال بالمولود الجديد، بالإضافة إلى حمل المولود داخل ما  يسمى بـ"الغربال"، وإنارة الشموع من حوله كمظهر من مظاهر الفرحة لخروج المولود إلى النور، ولإيقاظة وتنبيهه، ويرجع الأصل في تلك العادة إلى العصر الفرعوني لإتمام المولود 7 أيام، وكانت تعتبر طريقة لمباركة وحفظ المولود لمنحه العمر المديد.

يقف "محمد رشاد"، البائع ذو الثلاثين عام، أمام دكانه بمنطقة العتبة، لوضوع كراتين تحوي كل متطلبات السبوع  بكافة الأشكال والأنواع، والذي حدثنا بقوله: "مستلزمات السبوع  شيء أساسي بالنسبة لأي أسرة عشان يحتفلوا بمولدهم الجديد" لافتًا إلى أن هناك العديد من المستلزمات، تتمثل في "علبة السبوع"، "الغربال"، الشموع، "الملبس"، وتماثيل على شكل عرائس، وتعتبر تلك الأشياء هي أبرز ما يعتمد عليه لعقد السبوع  وتوزيعه على الأهالي والاقارب احتفالًا  بالمولود.

مستلزمات  السبوع

وأوضح "رشاد" أن أسعار مستلزمات السبوع تقاس على حسب النوع والشكل، وتبدأ من 9 جنيهات للقطعة، حتى 50 جنيهًا لمجموعة من القطع، تتمثل في كؤوس فضية اللون لاختلاف خامتها وشكلها، مضيفًا: "الأسعار بتختلف من نوع للتاني، يعني مثلاً في شكل زي العرايس و "الببرونا" دول أسعارهم رخيصة، وفي كاسات وأطباق اسعارها بتبقى أغلى عشان الخامة والشكل"

أشكال وأنواع السبوع

ويشير بائع مستلزمات السبوع، إلى أن أسعار الشيكولاتة والملبس، تبدأ من 15 حتى 120 جنيهًا للكيلو، لكونها محشوة "باللوز"، موضحًا أن الإقبال يزداد على التقاليع الجديدة، كشكل "الاسبونش بوب"، الشخصية الكرتونية الشهيرة، والمصاحف الموضوعة على هيكل خشبي، على هيئة جامع، وتحدد السعر  رغبة  الموطن على حسب مقدرته المادية، حتى لا ينفقما يصعب تحمله.    

حسب الطلب

تجلس "هدى علي"،  ذات الـ40 عامًا، بإحدى الزوايا أمام محل صغير لتعبئة وتزيين عبوات السبوع بالشيكولاتة والحلوى، لتمنحها شكلًا جماليًا بحسب طلب الزبائن، والتي بادلتنا الحديث قائلة: "أنا بزين علب السبوع حسب طلب الزبون والشكل اللي اختاره، لأن ديه بتبقى أذواق وبتختلف من شخص للثاني"، موضحة أنها تغلف العبوة بقماش "التول" بألوان وأشكال مختلفة، حسب الحجم والطلب المتفق عليه.

الأسعار حسب الكمية

وأضافت أنه يتم تحضير مستلزمات السبوع حسب الطلبية والكمية التي يحتاجها الزبون، والتي تبدأ من  20 حتى 300 عبوة، وتقييم التكلفة يكون على حسب الخامة والشكل، لافتة إلى أن اقل تكلفة تكون 300 جنيه، وأعلى تكلفة يمكن أن تصل إلى  10000 آلاف جنيه، بحسب الكمية والنوع المتفق عليه.

الحفيد الأول

وسط عرائس وعبوات مزركشة، تتفقد أميرة أحمد و ابنها الأكبر، أسعار مستلزمات السبوع، استعدادًا للاحتفال بحفيدها حديث الولادة، في حالة من السرور  والبهجة لكونه حفيدها الأول، والتي حدثتنا قائلة: "أنا نازلة اشوف أسعار السبوع، عشان ناويين نحتفل بأول حفيد لي من ابني الكبير، والفرحة مش سايعاني، ونفسي اجيبله الدنيا كلها"، لافته إلى أنها اتجهت إلى منطقة العتبة، لتفقد لوازم السبوع، والتعرف على الأسعار للشراء على  حسب الميزانية الموضوعة بأقل تكلفة ممكنة.

هز الغربال

وأوضحت "أميرة"، أن هناك عادت معروفة في السبوع وموروثة عن الآباء والأجداد، وهي وضع سبع حبات داخل غربال المولود، ووضع صكوك فضة منعًا للحسد، مضيفة: "في عادات معروفة يوم السبوع، عملتها مع ابني أول ما اتولد وهعملها مع حفيدي، هنحطه في الغربال ونهزه فيه عشان يبقى فايق ومنتبه، وهندق الهون عشان السمع بتاعة يكتمل، ويسمع النصايح اللي هنقولهاله، وهنولع الشموع، ونلف حوليه ونغنليه حلقاتك برجالتك عشان يتبسط ويفرح زينا".

وتتمنى الجدة، أن تكون حياة حفيدها أفضل، وأن يحصل على حياة كريمة، وينعم بتعليم وصحة جيدة، وأن تعيش حتى تراه في أفضل مراكز المجتمع.