في حياتنا اليومية ننطق ربما بعشرات الكلمات التي توارثناها من أبائنا وأجدادنا ونحن لا نعرف عنها شيء أو لا نعرف قصتها، كل مانعرفه هو دلالة هذه الكلمات سواء ساق صدمة أو مفاجأة او فرحة أو حزن، وسنتناول يوميًا كل يوم كلمة لنتعرف على حكايته.

"يا خراشي" أشهر الكلمات وأكثرهم استخدامًا، كلمة تناسب العديد من المواقف الحياتا.ية، لو تعرض الانسان للصدمة قال بصوت يملئه القلق "ياخراشي!" وحتى في المفاجأة ربما تتغير تعبيرات وجهه للذهول فيقول مبتسمًا الكلمة ذاتها، وأكثرها عند إستغاثة شخص ما من شيء سلبي يطارده أو كان قد وقع فيه.

"يا خراشي" كلمة مصرية تقال منذ اكثر من خمسة قرون حين تولى الشيخ محمد الخراشي مشيخة الأزهر الشريف، فقد كان شيخًا طيب القلب وديع ويخدم الجميع وينصر المظلوم وله كلمة مسموعة عن الحكام، فكان إذا تعرض أحد لمظلمة ذهب إليه وشكى عنده وإذا حار الناس في مشكلة عويصة سألوه الاستشاره والعمل.

ولما ذاع صيت الشيخ محمد الخراشي وذاع حبه للحق ونصرته للمظلومين حتى وصل إلى أقصى النجوع والقرى في مصر، تعودت الناس حين تقع في مصيبة أن تستغيث به؛ فكانت كلمة "ياخراشي" وهكذا توارثناها حتى يومنا هذا نعبر به عن سياق الموقف الذي نقع فيه.

الجدير بالذكر أن :الشيخ محمد الخراشي هو أبو عبدالله محمد بن جمال الدين الخرشي المالكي وقد ولد عام 1601 وتولى مشيخة الأزهر حين أتم عامه الثمانين وظل حتى وفاته، ويقال إنه كان أول شيخ يتولى الجامع الازهر، وقد سمي بالخراشي نسبة إلى قريته أبو خراش بالجيزة.