بقلم – أمانى عبد الحميد
على الرغم أنه جاء إليها من بعيد يحمل خبرته الأمنية معه ليعين أهل عروس النيل على الشعور بالأمن والاستقرار؛ لكن معاناة البسطاء داخل القرى والمراكز جعلته يستشعر أهمية التنمية الثقافية والحضارية لتلك المحافظة التى تقف عند حد المنتصف من القطر المصرى كله فالبشر هم من سيحمون تاريخ الأمة وآثارها وهويتها لذا يرى من وجهة نظره أن الإرهاب لم يكن نابعا من أرض المنيا ولن يدوم طويلا على أرضها؛ لأن ناسها طيبون ومتجانسون ومتعايشون بسلام بين أحضان النيل والجبل على أرض المنيا عروس صعيد مصر.
ماذا عن تطوير المناطق الأثرية مثل تونة الجبل وتل العمارنة ومقابر بنى حسن؟
هناك تنسيق مع وزارة الآثار لتطوير كل المناطق الأثرية فى المنيا لتكون مريحة ومناسبة للزيارة، وهناك اقتراح لإقامة عروض للصوت والضوء داخل منطقة آثار تل العمارنة، علاوة على تطوير منطقة تونة الجبل, على سبيل المثال تم تحويل بيت الأثرى سامى جبرة أول أثرى مصرى من قام بعمل حفائر علمية فى منطقة تونة الجبل إلى مزار سياحى أثرى، خاصة أنه نفس البيت الذى شهد تصوير فيلم «دعاء الكروان» لقصة الأديب طه حسين, مع العلم أن عميد الأدب العربى استمد قصته من قصة الفتاة التى اشتهرت أسطورتها خلال العصر الرومانى اليونانى «إزادورا» شهيدة الحب والتى لا تبعد مقبرتها شسوى خطوات من البيت داخل المنطقة الأثرية.
على الرغم من ثرائها الأثرى لم نعد نرى فيها زوارا أو سياحا أو حتى رحلات قادمة من أقاليم مصر؟
هذا صحيح، المحافظة تحتاج إلى مزيد من الجهود فى مجالات مختلفة مثل الطرق والمياه والصرف الصحى والأهم تطوير منظومة الحياة اليومية والارتقاء بها, حتى يتمتع المواطن بالحد الأدنى من الحياة الكريمة, للأسف تلك المنظومة كانت متوقفة لأسباب بسيطة يمكن حلها بسهولة؛ لأنها تقف عند حدود موظف, لذا وضعنا خطة استراتيجية تخدم كل المشروعات الكبرى لتذليل كل العقبات, وأعتقد أن ذلك يساعد على استعادة عشاق المنيا ودفعهم لزيارتها مرة أخرى.
كما نرى فالمنيا محافظة ثرية وجميلة لماذا تعانى أعلى نسبة إرهاب وموطن للفتن الإرهابية فى مصر؟
أولا: لا يوجد فى المنيا أعلى نسبة إرهاب كما يشاع عنها, هناك بعض قيادات الإرهاب خرجت من المنيا فقط؛ لكن أهالى المنيا يعيشون فى سلام وتعايش, وهم أصحاب حضارة وثقافة, ولا يوجد بها أعلى نسبة للحوادث الإرهابية, صحيح هناك الأحداث الدامية التى واكبت ثورة ٣٠ يونيو والتى شهدتها المحافظة, إلا أن هذا لا يعنى أنها مكان مؤهل لاحتواء الإرهاب, ولا أحد ينكر أن لها علاقة بمن يدعم الإرهاب والذين يقومون بتوظيفه لصالح أغراضهم الإرهابية, علما بأنها حلقة الوصل بين الشمال والجنوب، وبالتالى هناك دائما من يريد إحداث البلبلة داخلها ووضعها فى بؤرة الاستهداف.
وأرفض تماما أن يكون هناك فتنة طائفية داخل حدود المنيا, هناك صراع مجتمعى كما هو الحال فى كل محافظات مصر,عائلتان يشب بينهما خلاف لأى سبب, لا صلة له بالعقيدة؛ لكن هناك من يحب تصنيف الخلاف على أنه فتنة طائفية بهدف اكتساب التعاطف والاهتمام الشعبي, جلست مع عائلات عدة وتحدثنا معا ولم أجد أية جذور للفتنة أو للخلاف العقائدي, نجدهم يخرجون معا منذ الصباح الباكر, يتعاملون بشكل طبيعى فى متطلبات الحياة اليومية بغض النظر عن دينه.
كيف يمكن دعم المواقع الأثرية ؟
فى الحقيقة نحن لا نقدم أى دعم للمناطق الأثرية، نكتفى بما يقوم به مجلس المدينة من الإشراف على نظافة المواقع ووضع اللافتات الإرشادية.
لماذا لا تلعب المحافظة دورا فى نشر الوعى بين الأهالى خاصة بعد وقوع حوادث مثل حفائر الخلسة وسرقة متحف ملوى بالكامل وغيرها من الحوادث التى تتعرض لها المواقع الأثرية؟
أنا كرجل أمن أعتقد أن حادثة متحف ملوى وتعرض مقتنياته للتدمير أو للسرقة هى جريمة لتدمير الهوية والتراث والتاريخ كما حدث فى العراق وسوريا, وكثير من الباحثين أكدوا ضرورة الربط بين المتحف أو الموقع الأثرى وبين السكان المحيطين به؛ لذا نظمنا رحلات مدرسية بصفة دورية, وأقمنا أنشطة لممارسة الحرف التقليدية داخل المتحف خاصة للأطفال, على أمل إقامة علاقة ودودة بينهم حتى يكونوا هم الدرع الواقية للمتحف أو الموقع الأثرى, وهو ما سنقدمه أيضا من خلال المتحف الآتونى عندما يكتمل.
أين دور رجال الأعمال فى دعم مشاريع النهضة والتوعية الثقافية والأثرية داخل المحافظة؟
نحن أولا نحاول بناء الثقة بين رجال الأعمال وبين الدولة متمثلة فى المحافظة, نحاول خلق أجواء إيجابية لهم, على أمل أن يستجيب رجال الأعمال فيما بعد عندما نطالبهم بالمساهمة فى دعم النشاطات المجتمعية والثقافية والأثرية فيما بعد, على سبيل المثال عندما يقوم أحد رجال المستثمرين ببناء مصنع نقوم بتشجيعه على بناء مصنع صديق للبيئة على أن توفر فرص عمل لأهالى المنيا، وبالتالى نضمن أنه سيلعب دورا فى تنمية البيئة المحيطة به وتوعية سكانها بما يخدم شكل المنيا الحضارى والثقافي, ومع ذلك نسعى إلى إقامة مصانع حديد وصلب وأسمنت وأخرى للصناعات الطبية والأدوية, وللصناعات السياحية.