استقبال الرئيس السيسي، اليوم، لوزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، تأكيدًا على عمق العلاقات المصرية الصينية، وخاصة أنه جاء خلال الذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية، وقد شهدت تلك العلاقات مسارًا ممتدًا من التعاون والتنسيق بين البلدين في شتى المجالات، وكذلك الاستفادة من التجربة الصينية التي تعد قصة نجاح يسعى العالم إلى دراستها بهدف الدفع بالتنمية الشاملة لرخاء ورفاهية الشعوب.
وفي هذا الإطار أكد سياسي أن مصر والصين يجمع بينهما كثير من الملفات، وهناك علاقات تاريخية بينهما، فيما أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الصين حسبما يعتقد تتفهم الموقف المصري، ولا تدخر جدًا من أجل التوسط للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.
مصر والصين يجمعهما كثير من الملفات والعلاقات التاريخية
قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر والصين يجمع بينهما كثير من الملفات، وهناك علاقات تاريخية بينهما، موضحًا أن ملف سد النهضة أحد هذه الملفات إلا أنه يطفو على السطح في الوقت الحاضر.
وأكد في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن هناك ملفات كثيرة غيره تم بحثها مع وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الخارجية الصيني اليوم، متابعًا أن أهمها شراكة الصين في العديد من مشروعات البنية التحتية، حيث أن ذلك شيئًا مهما من أجل التنمية.
وتابع أن مصر تستفيد من التجربة الصينية الرائدة في الجوانب الاقتصادية، حيث أن العالم بأثره يعمل على الاستفادة منها، وأكد أن ملف سد النهضة يحتل أهمية كبيرة، حيث أن مصر أكدت على موقف محدد وثابت وواضح ولا يتغير، وهو الحفاظ على أمنها المائي.
وأضاف أن الصين يمكنها أن تمارس ضغوطًا، على إثيوبيا، ذلك لأن إثيوبيا مدينة للصين بحوالي 14 مليار دولار، مؤضحًا أنها تستطيع أن تستخدم ما يطلق عليه ديمقراطية الديون للتأثير على إثيوبيا، وذلك لأنها طرف فاعل.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن الضغط على إثيوبيا يأتي في إطار الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لكل الأطراف الثلاث، فيما يتعلق بمليء وتشغيل السد، ولتعترف إثيوبيا بحقوق مصر والسودان التاريخية، وتعترف بالاتفاقيات الموقعة في تواريخ سابقة، وتعترف كذلك أن نهر النيل هو حق لكل دول حوض النيل، ويتشاركون فيه، وأفاد أن تلك القوانين يجب أن تصل إلى قواعد وقوانين ملزمة فيما يتعلق بمليء وتشغيل السد، لتحقيق التنمية للجميع، وللاعتراف بالنهاية بأن مقاربة مصر هي الصحيحة، وهي مقاربة التنمية للجميع، في مقابل التعنت والمراوغة الإثيوبية، والمنهج الأحادي الذي تتبعه إثيوبيا، حسب وصف الدكتور حسن سلامة.
الصين تسعى لحل أزمة سد النهضة بعيدًا عن الأضواء
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تعليقًا على زيارة وزير خارجية الصين الشعبية لمصر، إن الصين تقوم بجولة في كل العالم العربي، موضحًا أن الزيارة تتوافق مع الذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، حيث أنها فرصة للطرفين للتأكيد على المصلحة المشتركة.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن تلك الزيارة جاءت بعد الخطاب الذي وجهه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الصيني، بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي في الصين، حيث أن تلك لفتة يقدرها الصينيون جيدا.
وأضاف أن تلك الزيارة كذلك بعد انعقاد مجلس الأمن لمناقشة ملف سد النهضة، وبما أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن فإنها فرصة لتشرح مصر وجهة نظرها في ذلك الموضوع، وتوضح الجرم الذي ترتكبه إثيوبيا في حق القاهرة والخرطوم.
وأوضح السفير حسين هريدي، أن الصين حسبما يعتقد تتفهم جدًا الموقف المصري، ولا تدخر جدًا من أجل التوسط للتوصل إلى اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الصين بعيدًا عن الأضواء تدفع الأمور في اتجاه التوصل إلى اتفاق ملزم لجميع الأطراف.