السبت 4 مايو 2024

3 ألوان و9 قرى مصرية شاركت فى صناعتها.. تاريخ كسوة الكعبة الشريفة

كسوة الكعبة الشريفة

دين ودنيا19-7-2021 | 10:33

محمود بطيخ

لكسوة الكعبة المشرفة تاريخ طويل، بدأ منذ قبل الإسلام، حيث أنها تدل كيف كان اهتمام العرب بالكعبة الشريفة، لمكانتها العظيمة التي جعلتها مقصدًا للحجاج، قاصدين التبرك بها والتعبد عندها، إلا أنهم كانوا يعبدون الأصنام بحجة أنها تقربهم إلى الله.

 

واستبدلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة السنوية، فى الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين 9 من ذى الحجة "يوم عرفة".

ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عددًا من "الانفوجرافات" التي تشرح مدى عظم الكسوة الخاصة بالكعبة المشرفة والتي توضح مدى جمال بيت الله الحرام وجلاله، واستشهد المركز بقول الله عز وجل "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنما من تقوى القلوب".

 

أول من صنع الكسوة

وأكد المركز أن أول من صنع الكسوة الخاصة بالكعبة هو عدنان الجد الأعلى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، موضحًا أنه صنع كسوة جزئية للكعبة بينما أول من كسا الكعبة كسوة كاملة بالبرود اليمانية، وجعل عليها بابًا وجعل لها مفتاحها هو نبع اليماني، من ملوك حمير باليمن.

أول من صنعها من النساء

وأما من كسا الكعبة من النساء، فقد أوضح مركز الأزهر للفتوى، أن نتيلة بنت جناب، وهي إحدى زوجات عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، وأم العباس بن عبد المطلب.

كسوة الكعبة في الإسلام

بعد أن فتح النبي الكريم، مكة، لم يشأ ان ينزع كسوة قريش من علي الكعبة، إلا أن شرارة من النار التقطت الكسوة من احدى النساء أثناء تبخيرها لها، مما جعل النبي يستبدل كسوة قريش بكسوة جديدة من البرود اليمانية، وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء، فكانت أول كسوة في عهد الإسلام.

 

في عهد الخلفاء الراشدين

وأما في عهد الخلفاء الراشدين، ففي عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، كسوها بالقطابي، وهو ثوب دقيق الصنع محكم النسيج رقيق أبيض كان يصنع في مصر، ومن ثم جاء سيدنا عثمان بن عفان، فكساها كسوتين، الأولى بالبرود اليمانية، وكان ذلك في يوم التروية، وكسوة أخرى فوقها، بالقطابى المصرية، في اليوم السابع والعشرين من رمضان، وهو أول من كستا الكعبة بكسوتين.

 

صناعة الكسوة الكعبة الشريفة في مصر

وفي عهد الدولة العباسية، كان الخلفاء يبحثون عن أمهر النساج، لصناعة كسوة الكعبة، ويقيمون لرحلتها إلى البلد الحرام، إحتفالات مهيبة.

وكانت مدينة "تنيس" التي تقع بالقرب من بحيرة المنزلة في مصر، تحوي أمهر النساج، في ذلك التوقيت، فأوكل لهم نسج  الكسوة، التي ظلت فيهم ستمائة سنة.

وفي عهد السلطان العثماني، سليمان القانوني، أصبحت تسع قرى مصرية موقوفة على صنع كسوة الكعبة الشريفة، وكان المحمل المصري في عهد المماليك يبدأ من سرادق في بركة الحاج "المرج حاليًا"، وكان يجتمع إليه العلماء والأمراء، والوزراء، وأهل الخير، وكان يحمل الكسوة جمل عليه هودج، وحولة جمال وخيل وجند، وكانوا يدورون به في البلاد، ويستمرون على ذلك أيامًا، تقام فيها الاحتفالات، ويتلي فيها القرآن والمدائح النبوية، حتى خروج، المحمل مع بدء موسم الحج، إلى مكة المكرمة عبر البحر.

 

سبب جعلها باللون الأسود

وأما عن سبب كسوة الكعبة باللون الأسود، فإن الناس قد شكو غلى الخليفة العباسي، جعفر المتوكل، ذهاب بهاء الكسوة  من كثرة التمسح بها، وكانت تصنع من الحرير الأحمر، فأمر أن يصنع لها إزاران كل شهرين، ثم جاء بعده الخليفة الناصر العباسي، فكساها باللون الأخضر، وثم اللون الأسود، واستقر المسلمون على ذلك.

ولمن يأخذ من كساء الكعبة، فلا حرج أن يحتفظ بقطعة من الكسوة القديمة للكعبة، من باب التبرك، والذكرى الحسنة، أما الأخذ من الكسوة المتصلة بالكعبة فيعد من التخريب الذي نهى عنه الشرع.

Dr.Randa
Dr.Radwa