تقع مدينة بلاط على بعد 35 كيلو مترا من مدينة موط بمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، وتعتبر هذه المدينة من أقدم المدن ذات الطوابع الإسلامية النادرة، التى ترجع إلى العهد المملوكى، وتتميز بأنها ذات طابع أثرى خاص ومميز لما لديها من مقومات تاريخية وطبيعية ، وبنيت المدينة فى مكان مرتفع لتفادي خطر المياه الجوفية، وللتكيف مع شدة الحرارة المميزة للطقس القاري، وأيضًا للتمكن من الدفاع عن المدينة ضد هجمات أعدائها .
يرجع تاريخ مدينة بلاط إلى 1163هجريًا، ويعود تاريخ المدينة إلى العصر العثمانى وذلك لعدة أسباب فمثلاً عمارة المدينة والطرز المعمارية التى شيدت عليها المدينة ترجع إلى العصر العثمانى، إضافة إلى الأعتاب الخشبية التى تعلو مداخل المنازل، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مقر للبلاط الملكى فى العصر العثمانى، كان يوجد بالقاهرة أيام الحكم العثمانى للبلاد .
وتتميز مدينة بلاط بطراز خاص فى التخطيط والمنازل والشوارع، وتكرار الفناءات المكشوفة ووجود الأعتاب المزخرفة والمؤرخة فوق الأبواب، وانتشار السقائف وسمك الجدران وضيق الطرق وارتفاع المباني علي جانبيها لتحقيق ظاهرة تظليل المبانى لبعضها البعض وكانت تنتشر عيون الماء ومظاهر الحياة البدوية، ومن أشهر هذه العيون، "عين علم" ومسجدها المعروف باسم مسجد عين علم، وهو من أغرب التصميمات المعمارية التى مر عليها حوالى 400 عام .
وتضم المدينة العديد من العمائر الدينية والمدنية مثل المساجد والكتاتيب والمنازل المكونة من طابق أو طابقين أو ثلاثة، كما ضمت العديد من العمائر الخدمية كالطواحين، والعصارات، والموانئ، والحوانيت، ومن أبرز وأهم المناطق فى مدينة بلاط مجموعة "الخطايبة" الأثرية وتشمل ديوان العمدة والبيت الكبير ويعرف بإسم "العمود"، ومعروف عند هيئة الآثار باسم "بيت الشيخ إبراهيم أبو العيون"، وكذلك "الطاحونة" وتعرف عند هيئة الآثار باسم "طاحونة البرنس"، وكذلك العصارة و"طاحونة أبو ياسين" وغيرها من معالم المدينة المتميزة، والشوارع والحوارى تحمل أسماء العائلات، وحرصت كل حارة على وجود باب كبير لها، يغلق عند الخطر .