تنشر "دار الهلال" قصيدة للكاتب القاص والشاعر "محمد متولي".. بعنوان "كما جئتَ.. رحلتَ إلى العدمْ"
تُنسى
تُنسى كأنك لم تكن
كأثرٍ غارقٍ في القِدَمْ
كنبتةٍ وطأتها قَدَمْ
كأنك كما جئتَ
رحلتَ إلى العدمْ
وتُنسى
كقطرةِ ماءٍ ابتلعها النهرُ
كحبةِ رملٍ أخفاها الصخرُ
كورقةٍ جافةٍ لفظها الشجرُ
كأنك كما وُلدتَ
متَّ بلا ألمْ
وتُنسى
كيومٍ يشبه الأيام
كنومٍ بدون أحلام
كضوءٍ لا ينير ظلام
كأنك لست بريئاً
ولست بمتهم
وتُنسى
كقمرٍ تخفيه السحب
كنجمٍ عن الكون احتجب
كجمرةٍ فارقها اللهب
كأنك فريسةٌ
خُلقت لتُلتَهَم
وتُنسى
كأخبارِ نشرةِ المساء
كقمةٍ حضرها الرؤساء
كشخوصٍ ليس لها أسماء
كمقاتلٍ لم يقوَ على الحربِ
فهُزِم
وتنسى
كخوفٍ بدده الأمان
كحزنٍ أخفاه الزمان
كبيتٍ ليس له عنوان
كخطوطٍ شخبطها طفلٌ
ولما كَبُر... رَسَم.
يذكر أن محمد متولي كاتب مصري ولد في 1979 ودرس الصيدلة ثم الأدب الإنجليزي في القاهرة.. وصدر له مجموعتان من القصص القصيرة باللغة العربية "الرحلة" (2008) و ”بريود- صمتٌ أنثويٌ صاخبٌ“ (2013) تصنفان من الكتابات النسوية التي تركز على عالم المرأة ومشاعرها وتجاربها المختلفة، ومجموعة من القصص القصيرة باللغة الإنجليزية: “Requiem"(2010) قام بتأليف المسرحية الغنائية الملحمية ”أخناتون“ إلى جانب المخرج هشام عبد الخالق والمقرر عرضها في برودواي بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدد من المقالات والقصائد باللغتين العربية والإنجليزية.