الخميس 23 مايو 2024

جيش قوى وعدالة اجتماعية.. مبادئ ثورة يوليو الستة لإنقاذ مصر

الزعيم جمال عبد الناصر

ثقافة23-7-2021 | 18:01

بيمن خليل

تحتفل مصر اليوم الجمعة 23 يوليو  بالذكرى الـ 69 لقيام ثورة يوليو المجيدة 1952، التي اعتلت فيها إرادة الشعب المصري متوحدة ومترابطة مع بعض الضباط الأحرار في الجيش حينذاك، الذين أدركوا كم الاستبداد والقهر والظلم الذي عانى أجدادهم وعانوا هم منه على فترات زمنية طويلة، متضررين من سطوة الحكم الملكي، والتحكم فيهم، وإذلالهم، وأخذ ثمار ما عملت إيديهم، لتقوم ثورة من قلب الشعب المصري وصوته الثوري الذي لا تقدر أن تقف أمامه أي قوى للاستعمار.

مهدت ثورة يوليو إلى بدء حياة جديدة، ناهية على حكم أبناء محمد علي، حتى يبدأ عصر جديد يحمل الديمقراطية بين أذرع أبنائه المحبين والعاشقين لتراب وطنهم، طاردين كل مستغل لثروة بلادهم العظيمة، التي احتمل شعبها مرارة السطوة الملكية، نحو طريق جديدة مشعة بالحياة والحرية.

 

مبادئ ثورة يوليو

لابد لأي ثورة أن تكون مبنية على مبادئ تكون مفجرة لطاقتها ومصدر قوي لثبات أقدامها، نعلم أن ثورة يوليو قابلت مصاعب وشدائد ومعوقات كبيرة ولكنها استطاعت بحكمة رؤسائها وصوت شعبها أن تكتسح وتهزم كل هذه المعوقات والمشكلات الكبيرة الت لحقت بها حتى صارت على ما هي عليه الآن احتفال كبير وعظيم سرى في دماء كل الأجيال بعد ذلك حتى الآن، فجميعنا فخر وعزة بما حققه أجدادنا لنا.

ومن أهم المبادئ التي قامت عليها الثورة:

1- القضاء على الإقطاع، فقد حولت الثورة الفلاح البسيط من مستأجر إلى مالك، يحصد ثمر ما زرعت يداه، المكلل بعرق جبينه الذي كان يُنهب من الأمراء والملوك، فقد كان الفلاح في العهد الملكي لا يستطيع أن يتملك أرضه التي كانت له، وترتب على ذلك بعد الثورة وإزاحة هذا الحكم الباغض بأنه أعد قانون الإصلاح الزراعي الذي أعطي الفلاح حقه، ووزعت الأراضي الزراعية على الفلاحين مما أثمر عن ذلك وأظهر ثورة زراعية أخرى وازهار كبير في كل المجالات الزراعية.

2- القضاء على الاستعمار، الذي فرضه الحكم الملكي وتدخل الإنجليز في شؤون البلاد، والقضاء على الفساد والاستبداد والظلم الذي سرى في جسد الوطن المصري، وجعله ينزف ويعاني على فترات طويلة، وقضت الثورة على الحكم الملكي المستبد، الذي تسبب في هزيمة فلسطين في 1948 والتمكن من احتلالها من قبل الجيش الإسرائيلي، وتدهور الأوضاع السياسية في البلاد التي ذاعت وتسببت في فوضى عارمة على عهد الملك فاروق.

 

3- القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، وترتب على ذلك قوانين 1961 بتأميم الإشتراكية وتمصير البنوك بإيادي ودوافع مصرية خالصة، بالإضافة إلى شركات الاستيراد والتصدير، وإاقمة أسواق خارجية لتسويق النتجات المصرية وغيرها...

 

4- إقامة جيش وطني قوي يكون قادرًا على الدفاع عن بلاده ضد أي عدوان، بعدما رفضت الولايات المتحدة والدول الأجنبية في إمداد جيش مصر بالأسلحة، ونجح وقتها مجلس قيادة الثورة بمساعدة الإتحاد السوفيتي لبناء جيش مصر وإعداده بالأأسلحة والمعدات اللازمة، وكان الغرض من ذلك ليس الحرب بل إعداد جيش مصر للسلم والحفاظ على أراضيه.

 

5- إقامة عدالة إجتماعية، كانت سطوة الطبقات الإجتماعية في مصر مازالت ظاهرة في هذا الوقت مما دفع مجلس قيادة الثورة للقضاء على الفوارق بين الطبقات الرأس مالية، وإعطاء الشعب الحرية والرحمة والحياة الكريمة لكل مواطنيها، ويأتي تضمين هذا القرار للتكفل بالحماية الإجتماعية للقراء في مصر، وإقامة الوحجات الصحية، والتعليم بالمجان لأبناء وطننا المصريون.

 

6- إقامة حياه ديمقراطية في الوطن تضمن للشعب حقوقه، وترتب على ذلك إقامة التنظيم السياسي الذي عرف باسم جبهة التحرير وبعده بالاتحاد القومي وصار بعد ذلك باسم الاتحاد الاشتراكي والذي استمر لـ 6 أعوام، وبدأت تنمو الديمقراطية منذ ذلك الوقت وتزدهر امتدادًا لأجيال عديدة مثل عصر السادات ومبارك، لأنهم أدركوا أنه مستحيل أن تتحقق العدالة الإجتماعية في وجود أحزاب سياسية عديدة.

وبدأت الثورة بمجموعة من ضباط الجيش في ذلك الوقت، وأقاموا حركة أسموها "حركة الضباط الأحرار" وتآلف مجلس قيادة الثورة في كل من: اللواء محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، ومحمد أنور السادات، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيى الدين، وعبد اللطيف البغدادي، وعبد المنعم أمين، وجمال حماد، وكمال الدين حسين، وزكريا محيى الدين، وحسين الشافعي،  ومصطفى كامل مراد.

ومن أهم النقاط التي جاءت في بيان ثورة 23 يوليو من اللواء محمد نجيب واجهة الثورة:

_ مصر اجتازت فترة عصيبة على مدار تاريخها الأخير متضررة من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.

_ تآمر الخونة على جيش مصر حتى يجعوا مصر دون جيش يحميها.

_قمنا بتطهير انفسنا وتولي أمورنا داخل الجيش برجال نثق فيهم وفي قدراتهم وأخلاقهم وحبهم لوطنهم، وأن لابد لمصر أن تلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب مع التنويه أن من اعتقلوا من رجال الجيش السابقين لن يطولهم أي أذى.

_ الشعب المصري اليوم أصبح كله يعمل من أجل مصالح وطنه وأن الشعب لن يسمح بالخونة ولا لأعمال التخريب والعنف، وأن الجيش يعتبر نفسه مسؤولاً عن الشعب ومصالحهم وأموالهم.