الخميس 28 نوفمبر 2024

ثقافة

في ذكرى رحيله محطات في حياة الفيلسوف عبد الرحمن بدوي

  • 25-7-2021 | 13:14

عبد الرحمن بدوي

طباعة
  • عبدالله مسعد

تحتفي الأوساط الثقافية اليوم بذكرى رحيل الكاتب والفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي والذي رحل عن عالمنا في مثل من عام 2002، أحد أبرز أساتذة الفلسفة في القرن العشرين، حيث عاصر كبار الكتاب أمثال طه حسين، ونجيب محفوظ، وعبد الرحمن الرافعي.

ولد الكاتب عبد الرحمن بدوي في إحدى قرى محافظة دمياط عام 1917، ولديه 21 من الإخوة، بعد أن أنهى دراسته في بدلته اتجه للدراسة في المدرسة السعيدية، وحصل على المركز الثاني في شهادة البكالوريا ومنها إلى كلية الآداب جامعة فؤاد الأول ووقع اختياره على دراسة الفلسفة.

بدأت مرحلة السفر في حياة عبد الرحمن بدوي، مبكرة منذ أن كان طالبا في السنوات الأولى بقسم الفلسفة، حيث تم إرساله في بعثه إلى ألمانيا وإيطاليا لدراسة اللغتين وأتقانهما، وعاش فترة كبيرة من حياته في باريس، وأقام في فندق شهير في قلب الحي اللاتيني، وهو "لوتيسيا" الذي كان يقيم فيه الدكتور طه حسين من قبله.

وبعد حصوله على الدكتوراه وعمله فترة في جامعتي القاهرة وعين شمس، كما سافر إلى سويسرا كمديراً للبعثة التعليمية والثقافية في برلين، وتنقل بين الكثير من الدول الغربية والعربية مثل لبنان وليبيا وإيران وفرنسا، خاصة خلال فترة حكم جمال عبد الناصر، وكان يجيب العديد من اللغات مثل الفرنسية والألمانية والإيطالية والأسبانية واليونانية واللاتينية والإنجليزية والفارسية.

كان الأديب طه حسين من أساتذة الراحل عبد الرحمن بدوي، وهو صاحب قرار إرساله إلى ألمانيا وإيطاليا لإتقان لغتهما، كما أن حسين ناقش رسالة الدكتوراه الخاصة ببدوي والتي حملت عنوان "الزمان الوجودي"، وكان تعليق حسين عليه "لأول مرة نشاهد فيلسوفاً مصريا".

واتَّبع المفكّر المصري الفكر الإسلامي ، فجعل من التراث العربي الإسلامي موضوع استقصائه الرئيس، وتصدّى له تحقيقاً وتثبّتاً وإخراجاً دون أن ينحصر اشتغاله على نصوص الفكر الإسلامي المحض، بل تعداه إلى الروافد الإغريقية والتأثيرات الغنوصية، الفارسية والهندية، واستعادها جميعاً بنفس صرامة المنهج التحليلي، فاستعرض صفحات جريئة من "تاريخ الإلحاد في الإسلام" (1945)، وبنفس الروح أرَّخ لـ"شطحات الصوفية" (1949) وهيام البسطامي، ونَشَر مدوّنات الحِكَم المنبثقة عن أخلاق الفلسفة وتجارب العقل، كتلك التي صاغها المبشر بن فاتك في "مختار الحِكَم ومحاسن الكَلِم" (1958).
 وعزز المفكر المصري، دراساته هذه لعيون التراث بالاطلاع الواسع على أهم ما توصّلت إليه أبحاث المستشرقين، الذين يكتبون باللغات الأوروبية، في موضوعات شديدة التعقيد والتجريد ومنها المتصلة بكليات الفلسفة الإغريقية، مع التركيز على المتن الأرسطي والأفلاطوني، فألف "رَبيع الفكر اليوناني" (1943) وأردفه بـ"خريف الفكر اليوناني" (1946)، في تلخيص أشبه ما يكون بالسرد النسقي لآخر ما توصّلت إليه مدارس الاستشراق حول التلاقي بين الفكرَيْن: الهلليني والعربي على امتداد العصور الوسطى، وهو ما تطلَّب منه اجتراح خطابٍ جديد لم يعهده الدرس العربي وقتها.

انتهت الرحلة العلمية الكبيرة التي وصلت أعداد مؤلفاته فيها إلى 200 في 25 يوليو عام 2002 عن عمر ناهز 85 عامًا، وكانت بعد عودته من باريس بشهور حيث توفى في القاهرة، لقب بدوي بالفيلسوف الوجودي المدافع عن الإسلام، وكان خصص بعض كتاباته في هذا الشأن، مثل "الدفاع عن القرءان ضد منتقديه"، و"دفاع عن حياة محمد ضد الطاعنين فيها"

أخبار الساعة

الاكثر قراءة