الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

تعرف على تاريخ مدينة الفسطاط منذ نشأتها على يد عمرو بن العاص

الفسطاط

ثقافة25-7-2021 | 23:23

عبدالله مسعد

مدينة الفسطاط تعد أول وأقدم العواصم الإسلامية إذ بنيت بعد الفتح العربي الإسلامي لمصر في عام 20 هجرية 641 ميلادية، ولتأسيس العاصمة الجديدة،  اختار عمرو بن العاص هذا الموقع الذي كان  خاليا من البناء والعمارة فيما عدا الحصن الروماني المعروف بحصن بابيلون.

 

أطلق على العاصمة الجديدة  اسم "الفسطاط" أي الخيمة، وتعرف حاليا باسم "حي مصر القديمة"، وهو من أعرق الأحياء بالقاهرة الكبري، حيث يضم العديد من المواقع الأثرية منها جامع عمرو بن العاص، الذي كان أول مبني يتم إقامته بالمدينة، بالاضافة إلى عدد من الكنائس منها الكنيسة المعلقة و كنيسة ابي سرجة التي بنيت فوق المغارة التي احتمت فيها  العائلة المقدسة أثناء رحلتها في مصر، و كذلك معبد بن عزرا اليهودي، وحفائر أطلال مدينة الفسطاط، ومقياس النيل بجزيرة الروضة، وقصر المانسترلي، وقصر محمد علي بالمنيل.

 

تشير المصادر التاريخية إلى أن أول ما تم إنشاؤه في المدينة كان مسجد عمرو بن العاص فهو أول بناء اختط في المدينة تلاه إنشاء دار الإمارة والتي جرت العاده على إنشائها لسكن الولاه منذ العصر الإسلامي المبكر، ثم شيدت البيوت حوله، وسرعان ما اتخذت الفسطاط مظهر المدينة بجامعها الكبير  وبأسواقها التجارية التي أحاطت به، وبدور السكن وكثرت بها الحارات والأزقة والدروب، التي تعتبر مظهًرا من مظاهر التوسع العمراني والإزدهار الإقتصادي، وفي اواخر العصر الفاطمي تعرضت المدينة لحريق ضخم أدي الى احتراق نصف المدينة الشرقي و بمرور الوقت تحول هذا النصف الشرقي الى تلال و ظلت هكذا حتي عام ١٩١٢م، حين بدأت أولي الحفائر الأثرية بها.

 

بدأت الحفائر الأثرية والعلمية في مدينة الفسطاط خلال  القرن العشرين عن طريق مصلحة الأثار المصرية حينذاك والتي قام بها عالم الآثار المصري علي بهجت والمهندس الفرنسي ألبرت جبرائيل حيث قاما بعمل حفائر منظمة نتج عنها  الكشف عن بعض بيوت ومنشآت مدينة الفسطاط ترجع لفترات متلاحقة بدءًا من العصر الطولوني وحتى العصر الفاطمي أي منذ القرن ٩ و حتي القرن ١٢ الميلادي، وتعرف هذه البيوت "ببيوت الفسطاط" و قد تم بنائها من الطوب الأحمر و تتكون  من صحن مكشوف وقاعة رئيسية ومجموعة من الحجرات علاوة علي حديقة، و كان يصل ارتفاع هذه البيوت إلى أربعة طوابق. ولا تزال بقايا هذه البيوت موجودة حتي الآن و لكن يتراوح ارتفاع بقاياها ما بين ٥٠ سم و حتي ٢,٥٠ متر كما لايزال أغلبها محتفظا بوسائل تزويد وتصريف المياه حتي الآن.

 

قام حسن الهواري باستكمال أعمال الحفائر التي بدأها علي بهجت حيث اكتشف بقايا البيت الطولوني والذي يعود تاريخه للقرن الثالث الهجري حين تولى أحمد بن طولون ولاية مصر واستقل عن الخلافة العباسية، وكذلك بقايا الحمام الفاطمي، ثم توالت أعمال الحفائر بالمدينة وهي حفائر الدكتور جمال محرز سنة 1964م، ثم حفائر كلية الآثار جامعة القاهرة برئاسة الدكتور سعاد ماهر فيما بين عامي 1973-1975 في منطقة جامع الأولياء، وحفائر البعثة المصرية الأمريكية خلف جامع ابو السعود  علي يد العالمان جورج اسكانلون وكوبياك، و حفائر المعهد الفرنسي بمنطقة اسطبل عنتر، بالإضافة الى حفائر البعثة المشتركة ما بين مركز دراسات الشرق الأوسط الياباني مع تفتيش آثار الفسطاط ومركز البحوث الأمريكي بمنطقة الفواخير خلف جامع عمرو بن العاص.