حث الإسلام على طاعة الوالدين في الدنيا، لأنها مفتاح دخول الجنة ورضا الله سبحانه وتعالى، لكن هناك بعض الحالات التي قد يتساءل فيها البعض حول حكم طاعة الوالدين فيها كما في حالة الزواج أو الطلاق، وهل طاعة الوالدين في هذه الحالات جائزة أم لا، وهذا ما أجابت عنه دار الإفتاء.
حيث ورد إلى دار الإفتاء سؤالا يقول السائل فيه عن وقوع مشاكل بين زوجته وعائلته، حيث غضبت والدته من زوجته ورغم أنه يفعل كل ما يرضيها حفاظًا على تعاليم الله عز وجل ورسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن ما يرضي إخوتي ووالدتي هو طلاقي لزوجتي، ما حكم الدين في ذلك؟ خاصة أن والدتي عند زيارتي لها تقوم بمقابلتي بطريقة تجعلني أندم على الحياة برمتها وكذلك اتصالي بها في التليفون.
أكدت الإفتاء أن الله عز وجل شرع لعباده الطلاق إذا تعذر استمرار الحياة بين الزوجين؛ فلا يستعمله المسلم إلا إذا كان مضطرًا له؛ وذلك لأنه أبغض الحلال عند الله تعالى؛ قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللهِ الطَّلاقُ» رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي.
وتابعت: الطلاق رخصة للزوج يستعملها عند الضرورة، ولا يجوز لأي شخص أن يتدخل في هذا الأمر حتى وإن كان والديه وإخوته؛ لأنه حق شخصي لا يتعدى إلى الغير، ولا تعد مخالفة الزوج لوالديه في إبقاء زوجته وعدم طلاقها عقوقًا للوالدين طالما أن الزوج مستقر مع زوجته، وأنها تحفظه في نفسها وماله وترعى حقوقه وحقوق الآخرين.
وأوضحت أنه في واقعة السؤال وبناءً على ما سبق: فلا يجوز شرعًا تدخل والدة السائل وإخوته في أمر طلاق زوجته، ولا ينبغي على الزوج طاعتهم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَة الله عَزَّ وَجَلَّ» رواه أحمد.. ومما ذكر يعلم الجواب.