السبت 18 مايو 2024

رعب الفيضانات يهدد مصير الشعب الهندى

فيضانات الهند

عرب وعالم26-7-2021 | 20:04

إسراء عاصم

تُعرف  مدينة سانجلي Sangli»» الهندية باسم منطقة التربة السوداء الخصبة في الولاية، إلى جانب مدينةKolhapur ، وسجلت الولايتين مستويات عالية من الفيضانات، محطمتا الأرقام القياسية على طول الطريق.

وعندما غمرت المياه مدينة سانجلي غربي الهند، شاهدها حسموخ داني في رعب، إذ شهد هذا الرجل البالغ من العمر 70 عامًا أربع فيضانات منذ عام 1962 في مدينته بولاية ماهاراشترا.

وقال داني، الذي يدير متجراً صغيراً في المدينة: "كان عام 2019 هو الأسوأ فقد ارتفع منسوب المياه إلى ستة أقدام (مترين)، لكن هذه المرة، كنا مستعدين".

وانكسر النهر الجليدي "المعلق" مما تسبب في فيضان الهند، ومع ظهور شبح الفيضانات مرة أخرى فوق سانجلي الأسبوع الماضي، أغلق داني على الفور المحل ونقل جميع منتجاته إلى مستودع، ثم قام بترتيبات السكن في حالة دخول مياه الفيضان إلى منزله.

وقال: "كنا خائفين، ماذا لو حدث شيء مثل عام 2019 مرة أخرى" إذ لقي ما لا يقل عن 149 شخصًا مصرعهم في أنحاء ولاية ماهاراشترا في فيضانات وانهيارات أرضية وحوادث مثل انهيار الجدران، حيث شهدت الولاية أسوأ موجة رياح موسمية في يوليو منذ 40 عامًا.

وتمتلئ وسائل الإعلام المحلية بالصور المؤلمة للسكان الذين يحتمون على أسطح المباني بينما تتدفق المياه إلى الطوابق السفلية، وبقي الآلاف بدون كهرباء ، في حين انقطعت الكهرباء عن البعض تماما بسبب الأمطار العنيفة التي تسببت في انقطاع الكهرباء وأبراج الهاتف المحمول.

والفيضانات تحدث سنويًا في الهند خلال موسم الرياح الموسمية الذي يستمر من يونيو حتى سبتمبر، لكن الخبراء يقولون إن تغير المناخ الناجم عن الاحتباس الحراري جعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا وأكثر تواترا، وقد ساهم ارتفاع مستوى سطح البحر في حدوث هذه المشكلة.

وفي سانجلي، التي تعد واحدة من أكثر المناطق تضررا، غمرت مساحات من المياه الموحلة البني 40 موقعا يوم السبت، مما أدى إلى إغراق المنازل وترك العديد من المواقع الأخرى على وشك الانهيار، وقالت الشرطة إن أكثر من 60٪ من المدينة غارقة في المياه منذ ذلك الحين، لكن على عكس المناطق الأخرى، فإن عملية الإنقاذ في سانجلي تعد بمثابة قصة نجاح ، كما تقول السلطات، وتم بالفعل إجلاء حوالي 50٪ من سكان المدينة المقيمين في المناطق المنخفضة من منازلهم ونقلهم إلى أماكن آمنة وسط أنباء عن ارتفاع منسوب المياه، وفقًا للمسؤولين.

وقال عامل الإنقاذ نيتين تشوجولي إن هذا كان بسبب "التجارب السابقة" للسكا، وأنهم  قد رأوا فيضانات عامي 2019 و 2005، واستعدوا وغادروا منازلهم في الوقت المحدد، لكن لم يكن جميع السكان مستعدين للطوفان.

وقالت رينا شاه "65 عاما" وهي تشير إلى منزلها المغمور جزئيا بالمياه "رأينا فيضانات 2019 لذا لم يكن هناك خوف، لكن مع ارتفاع منسوب المياه بوصة بوصة، زاد قلقنا كذلك".

وقالت شاه إنها وحفيدها علقوا في منزلهما لمدة يومين بدون كهرباء ، بينما كان ابنها في المستشفى مع زوجها، الذي تم إدخاله هناك، وسحبتهم فرقة إنقاذ بعد ظهر يوم الأحد، وقالت السيدة شاه إنها تمكنت فقط من إحضار عدد قليل من متعلقاتهم المهمة.

ويوم الأحد، واصل مئات الجنود وضباط البحرية والمسعفين في سانجلي البحث في الأنقاض لإنقاذ الناس، تم إجلاء حوالي 169 ألف ساكن حتى الآن، وبينما خفت حدة هطول الأمطار بحلول يوم الاثنين ، كانت المياه لا تزال تتدفق على ارتفاع الخصرعبر الشوارع وسط أكوام متداعية من الحطام.

وبينما كان رجال الإنقاذ يسبحون ذهابًا وإيابًا ، أثار بعض السكان تساؤلات حول ما إذا كانت السلطات مستعدة لكارثة بهذا الحجم، قال رجل يبلغ من العمر 70 عامًا بينما كان يساعد زوجته في الصعود على متن قارب الإنقاذ: "كنا نعلم أن هذا قادم، الأمطار والفيضانات، لكننا لم نعتقد أن الأمر سيكون بهذه الخطورة".

وحوصر الزوجان طوال الليل بعد ارتفاع منسوب المياه إلى خمسة أقدام ، مما أدى إلى غرق منزلهما والمناطق المحيطة بهما، وأضاف الرجل "قالت الإدارة إن المياه لن ترتفع إلى مثل هذه المستويات المقلقة. لذلك بقينا في المنزل".

وقالت القوة الوطنية للاستجابة للكوارث (NDRF) إنها ستواصل جهودها لإنقاذ الناس،  وقال ناريندرا كومار المسؤول البارز في الجبهة الوطنية للإصلاحيات "نوفر الحليب والمواد الغذائية والضروريات لأولئك الذين ما زالوا محاصرين بسبب الفيضان".

الاكثر قراءة