الجمعة 10 مايو 2024

تيسير علي: المشهد الثقافي في مصر يعاني من حالة إعياء وفتور شديدة (حوار)

تيسير علي صحفية مصرية ورئيس تحرير موقع رؤية وطن

ثقافة27-7-2021 | 18:03

بيمن خليل

- الماضي كان أفضل بمراحل رغم ما كان يعانيه المثقفون 
- مصر منارة ثقافية عظمى ويجب أن تظل هكذا


تيسير علي صحفية مصرية، ومن القيادات النسائية التي استطاعت أن تثبت نفسها في الفترة الماضية كواحدة من أهم َمن أسس مواقع ثقافية ومنابر تعليمية مجانية لتعليم الشباب في مجالات عديدة، واستطاعت أن تنهض بالكثير من الشباب الموهوب الذي يمتلك موهبة الكتابة والفن لصناعة محتوى هادف لهم ولمستقبلهم، ولمستقبل مصر.

وأجرت بوابة دار الهلال حوارًا مع تيسير، حول رؤيتها عن المشهد الثقافي في مصر بإيجابياته وسلبياته من وجهة نظرها، في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وتضمن الحوار رؤية عامة حول رؤيتها عن المشهد الثقافي الظاهر في مصر الآن.

إلى نص الحوار:

 

** ما رؤيتك الآن للمشهد الثقافي الظاهر في المجتمع المصري؟

يبدو أن المشهد الثقافي في مصر أصبح يعاني من حالة شديدة من الإعياء والفتور،  وأصبحت الثقافة مهمشة فى الوجدان المصرى والعربى وغير موجودة على قائمة الأولويات وذلك حتى قبل إصابة العالم بهذا الفيروس الإستثنائي الذي أصاب العقول بحالة من التبلد ولا أحد يعلم كذلك ما الذي أصاب المؤسسات الثقافية التي يبدو أنها أصيبت هي الأخرى بعطل عام، وتوقفت عن إفراز النوع الفعال الجاد من المثقفين، كما يبدو أن المؤثرات العنيفة التي شهدها الوطن العربي بداية من الثورات التي غيرت أولويات المواطن؛ ليصبح الأمن والغذاء أولوية قبل أي شئ وانتهاءً بفيروس كورونا الذي ترك أثرًا قويًّا في ترتيب الأولويات لدى الجميع فنرى أغلب المجتمعات اتجهت نحو السوشيال ميديا بكل قوتها تاركة ورائها فراغًا ثقافيًا هائلًا.

 

** هل المشهد الثقافي في الماضي هو الأفضل عن الآن؟ ورأيك عن معرض الكتاب هذا العام؟

عندما ننظر إلى المشهد الثقافى اليوم، ونرجع للوراء فننظر له منذ أعوام كثيرة سوف نجد أن الماضي كان أفضل بمراحل رغم ما كان يعانيه المثقفين قديما فالمنابر الثقافية اليوم تكاد تكون بلا عمل ثقافي فعال، فنجد أن حركة الترجمة والنشر على سبيل المثال أصبحت تعاني بشدة، فنرى على سبيل المثال معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة نموذجًا حيًا  يؤكد ما أحاول أن ألفت النظر اليه فنجد الكثير من دور النشر تكتفي بطباعة نسخ محدودة جدًّا لبعض الأعمال قد تصل أحيانا لخمسين نسخة وهو أمر غريب على الوضع الثقافي لدينا، نعم قد يعطي ذلك فرصة أكبر للشباب الموهوب ولكن للأسف يعطي أيضًا الفرصة لأنصاف المواهب أن تشارك لمجرد امتلاكها مقابل الطبع، وبكل تأكيد ما زاد الأمر سوءًا وتأثيرًا على القوة الشرائية للكتاب في المعرض هذا العام فكرة التسجيل الالكتروني التي أضعفت من نسبة الحضور وأصبح من الضروري إيجاد بديل لها خاصة أن أغلب المعارض الدولية في معظم الدول لا تعمل بتلك الآلية .

 

** في رأيك.. كيف يمكن معالجة الفتور الذي لحق بالمشهد الثقافي بمصر؟

بداية مصر فقيرة جدًا فى عدد المكتبات العامة حتى بعض المكتبات التي تم تأسيسها منذ عهد مضى أصبحت لا تعمل حاليًا، وأصبحنا في حاجة ماسة لتجديدها، وإنشاء عدة مكتبات جديدة في جميع المحافظات وتجديد نشاطها الثقافي إلى جانب دعم المراكز الثقافية الحالية بشكل أكبر يجذب الأطفال والشباب.

كما يحتاج المشهد الثقافي المصري أيضًا ألا نحصر مسؤولية تنشيط الثقافة في مصر على وزارة الثقافة فقط، حيث نحتاج إلى التعاون والتنسيق بين وزارة الثقافة ومؤسسات الدولة المختلفة حيث تعد هذه الخطوة مهمة جدًا لتشكيل وعي المواطن المصرى وضمان مستقبل أفضل لأبنائنا.

** ما أمنياتك لمستقبل الثقافة في مصر؟

أخيرًا كل ما أرجوه الآن أن تنال الثقافة في مصر في ظل ما نشعر به من استقرار سياسي بعضًا من هذا الاستقرار والنماء ونشعر بطفرة ثقافية حقيقية وتسترد مصر مكانتها في مجال كانت تحتل فيه المركز الأول في الوطن العربي حيث كانت منارة ثقافية عظمى ويجب أن تظل هكذا فمصر تذخر بالمفكرين والمبدعين ومن حقنا أن نستعيد صدارتنا فهذا ما يليق بمصر.

Dr.Radwa
Egypt Air