أثار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل بشأن اختيار شريك الحياة، وذلك بعد انتشار جرائم قتل الأزواج خلال الفترة الماضية.
وتباينت الآراء بين العزوف عن فكرة الزواج والخوف من الوقوع في مثل المشاكل التي تنتهي بالقتل أو الطلاق والتشريد بين الزوجين في المحاكم، وبين التأني في اختيار الشريك؛ متسائلين عن مفهوم الزواج في الشريعة؛ لإعادة التأهيل النفسي والديني لدى الفتيات والشباب قبل الزواج.
ومن جانبها، قالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك"، إن غياب الوعي الديني والمعرفة بأحكام الإسلام عند الأزواج والزوجات من شأنه أن يؤدي إلى ظهور مشكلات سلوكية عدة قد تهدد بانهيار العلاقة بينهما.
وأضافت دار الإفتاء المصرية، أن الله تعالى وصف الزواج "بالميثاق الغليظ"، وهذا الوصف لم يصف الله به إلاَّ ميثاق النبيين قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}، وهذا الميثاق الغليظ يحتم على الزوجين إن تعثرت العشرة بينهما أن يتحمل كل منهما الآخر وأن تكون المعاملة بينهما بالمعروف.
وأكدت أن الزواج ارتباط بين عائلتين لبناء بيت جديد هادئ مستقر، سقفه من الرحمة والمودة، وجدرانه من التفاهم والتشاور، أما التصارع والتناحر واعتقاد أن الغلبة للأقوى؛ فإنه يهدم البيت من أساسه.
وأوضحت أن الشريعة الإسلامية تنهى عن العزوبية، وحضت على الزواج باعتبار أن الغريزة الجنسية هي جزء مكون من البنية البيولوجية للإنسان الذي خلقه الله، وهي طاقة تحرك الإنسان للتناسل لكي يوجد البشر الذين يؤسسون العمران البشري.
وناشدت الإفتاء الأهل: "ينبغي على الأهل ألا يقفوا حجر عثرة في طريق زواج ابنهما أو ابنتهما إن اختار أو اختارت من يُعرف بالصلاح والإيمان، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ». (رواه الترمذي)