الخميس 16 مايو 2024

فريد شوقى.. «الفتوة» الطيب والشرير

فريد شوقي

فن27-7-2021 | 20:08

محمد أبو زيد

فنان من طراز خاص برع في التقمص وتجسيد شخصيات أفلامه تجده الشرير الذي يتزعم العصابة أو أحد أفرادها في"ريا وسكينة" أو الأب الطيب المغلوب على أمره في "الكرنك" وتجده "هريدي" الصعيدي الساذج في "الفتوة"، والمجرم "سلطان" ضحية المجتمع في "جعلوني مجرما"، تنوعت الأدوار والموهبة واحدة، هو أحد أهم الفنانين في السينما المصرية، حقق شهرة كبيرة سواء في كتابة القصص السينمائية لأفلامه أو في التمثيل هو حقق ملك الترسو، ووحش الشاشة، الفنان فريد شوقي، الذي تحل اليوم الذكرى الثالثة والعشرين لوفاته.

 

ولد فريد محمد شوقي عبده في حي السيدة زينب بالقاهرة في 30 يوليو 1920، لأب يعمل مفتشاً بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، حصل على الابتدائية من مدرسة الناصرية، أحب التمثيل منذ نعومة أظافره، كان والده صديقاً للكاتب المؤلف المسرحي عبدالجواد محمد سكرتير فرقة رمسيس، ويذهب "فريد" مع والده لمشاهدة مسرحيات الفرقة، عندما التحق بالفنون التطبيقية، انضم لفرقة مسرحية مخرجها عزيز عيد، وعمل كومبارس في عدة فرق منها "الريحاني، وعلي الكسار، ويوسف وهبى ونجيب الريحاني".

 ما إن حصل على دبلوم المدرسة الفنون التطبيقية عمل موظفاً في مصلحة الأملاك الأميرية مع والده ولكنه قدم استقالته وتفرغ للفن.

 

بدأ فريد شوقي مشواره الفني في منتصف الاربعينات في أدوار الكومبارس والثانوية في أفلام أنور وجدي أبرزها "غزل البنات، ريا وسكينة، أمير الأنتقام" وتعتبر إنطلاقته الحقيقية من فيلم "الأسطى حسن" 1952 مع هدى سلطان، بينما كان على موعد مع الشهرة عندما كتب قصة فيلم "جعلوني مجرمًا" 1954 وجسد دور "سلطان" ووقف بطلا مع يحيى شاهين، وهدى سلطان.

توالت أعماله في فترة الخمسينيات وقدم العديد من الأفلام أبرزها "صراع فى الوادي" في دور "رياض" الشرير الأرستقراطي، و"رصيف نمرة خمسة"، قام بتأليف فيلم "الفتوة"، وقدم واحد من أهم أدواره الصعيدي "هريدي عمران" صاحب الطموح الذي يدخل في صراع مع "المعلم أبو زيد" زكي رستم، ويقع في حب "حسنية" تحية كاريوكا.

توالت أعماله بلا توقف فقدم "سواق نص الليل، سلطان، باب الحديد" وغيرها، وفي فترة الستينيات قدم عدد كبير من الأفلام أبرزها "بداية ونهاية، وإسلاماه، عنتر بن شداد، صاحب الجلالة، رابعة العدوية، بطل للنهاية، أمير الدهاء، هارب من الأيام، الطريد" وقدم دور "أمشير" في "30 يوم في السجن"

فترة السبعينات قدم عدد من الأفلام أبرزها "كلمة شرف، العنيد، أبو ربيع، الأبطال، وبالوالدين إحسانا، أفواه وأرانب، البؤساء" وتألق في "الكرنك" في دور "دياب"، بينما وصلت ذروة تألقه في"السقا مات" عن قصة الأديب يوسف، وإخراج صلاح أبوسيف، وجسد شخصية "شحاتة أفندي"، الذي يسير خلف الجنازات.

ومع يوسف شاهين قدم شخصية "شاكر بيه" في "اسكندرية ليه"، وفي فترة الثمانينات قدم عدة أفلام أبرزها "الغول، يارب ولد، فتوة الناس الغلابة، خرج ولم يعد، الليلة الموعودة، قضية عم أحمد، عفوا أيها القانون، سعد اليتيم، الكف، إعدام ميت، آه يا بلد آه، المتمرد".

مطلع التسعينيات قدم للسينما على استحياء عدة أفلام أبرزها"شاويش نص الليل، آه وآه من شربات، الطيب والشرس والجميلة، الغاضبون"، وتألق في مسلسل "البخيل وأنا" ومسرحية "شارع محمد علي".

تزوج فريد شوقي 5 زيجات الأولى وهو في سن 18 عامًا من سيدة وانفصل عنها، وكانت الزيجة الثانية من السيدة زينب عبد الهادي، وانجب منها ابنته "منى"، وتزوج من الفنانة هدى سلطان وانجب منها "ناهد ومها"، وكانت آخر زيجاته من سهير ترك وانجب منها "عبير ورانيا".

له 14 فيلماً في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية أبرزها فيلم "باب الحديد"، وحصل على أكثر من 92 جائزة أبرزها وسام الفنون.

بعد مشوار فني حافل استطاع من خلاله فريد شوقي أن يكتب أسمه بحروف من نور في السينما المصرية، رحل عن عالمنا في  27 يوليو 1998 عن عمر ناهز ال78 ، وكانت جنازته مهيبة خرجت من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، رحل ولكنه ترك خلفه أفلاما شاهدة على موهبته.