الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

ذكري إنشاء دار الكتب والوثائق القومية

  • 29-7-2021 | 14:11

دار الكتب والوثائق القومية

طباعة
  • أية جمال

فى مثل هذا اليوم 29 يوليو من عام 1870م، تم وضع قانون دار الكتب المصرية الأول ولائحة نظامها، وبمقتضاه قامت دار الكتب، وبدأت صفحة جديدة من صفحات تاريخ مصر الفكرى، ولكن هل الفكرة بدأت قبل هذا التاريخ وما هى تفاصيل تلك الحدث؟

كانت دار الكتب المصرية - ولا تزال - أحد أهمّ الكيانات الثقافية في مصر، وكانت مُلتقى كبار الكتاب والمفكرين وأعلام العلم والأدب، وعلى الرغم من أنها عند بداية إنشائها كانت تُدار بواسطة الأجانب فإنه مع مرور الزمن تواكب على رئاستها نُخبة من الرموز الأدبية في مصر، كما كان من بين المهتمين بالدار والمترددين عليها نُخبة من رموز مصر الثقافية من أمثال أحمد لطفي السيد، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي، ومنصور فهمي باشا، والشاعر أحمد رامي، وغيرهم كثير من الرموز المصرية، لما لدار الكتب من قيمة ومكانة في مصر وخارجها، ولما لها من دور كبير في التنوير ونشر العلم.

 وحول هذا الأمر يقول "كانت دار الكتب حتى النصف الأول من القرن العشرين تُعَدّ الجامعة الأهلية لمصر، وكان يتوافد عليها كل من هو مهتم بالعلوم، وبالتعرف على مصر، فاستقبلت المُستشرقين والعلماء والباحثين والكُتَّاب، ومنذ إنشائها في عهد الخديوي إسماعيل فقد عُني كثيراً بتطويرها وزيادة أعداد محتوياتها من الكتب، فاشترى لها من ماله الخاص مكتبة أخيه مصطفى فاضل باشا بعد وفاته في اسطنبول بمبلغ 13 ألف ليرة عثمانية، وقد كانت مكتبة لا نظير لها تضم 3458 مجلداً من نوادر المخطوطات ونفائس الكتب، وكانت نواة المجموعة الأجنبية الأولى من الكتب هي كتب الجمعية المصرية التي ألَّفها عام 1836 بعض الأجانب الذين توافدوا علي مصر، وأُهديت إلى الكتبخانة عام 1873، وأوصى كثير من المفكرين والكُتَّاب على مرِّ السنوات بضم مكتباتهم الخاصة إليها بعد رحيلهم، وأهداها ورثتهم إلى الدار، وتضم المكتبات المهداة مجموعات كبيرة لمشاهير الأدباء والمفكرين أمثال الشيخ محمد عبده، وعمر مكرم، وعباس العقاد، وأحمد تيمور باشا، وأحمد زكي باشا، وغيرهم".

وكان سبب فكرة إنشاء " دار الكتب" هو عندما تمت الحاجة إلى المحافظة على ثروة مصر الثقافية، والعلمية، فهى ذاكرة الأمة، وبمثابة مكتبة عامة متاحة للجمهور.

وبدأت الفكرة عندما كانت لدى الخديوى إسماعيل "1863- 1879" رغبة فى إنشاء "كتب خانة عمومية"، لجمع شتات الكتب من المساجد وخزائن الأوقاف وغيرها، لحفظها وصيانتها من التلف، واقترح على مبارك على الخديو إسماعيل إنشاء دار كتب على نمط المكتبة الوطنية فى باريس، حيث أعجب بها حينما أرسل ضمن البعثة التى أوفدت لدراسة العلوم العسكرية سنة 1844، وبناء على ما عرضه على باشا مبارك أصدر الخديو إسماعيل الأمر العالى رقم 66 بتأسيس الكتبخانة فى 20 ذى الحجة 1286هـ "23 مارس 1870م"، فى سراى مصطفى فاضل باشا "شقيق الخديو إسماعيل" بدرب الجماميز لتكون مقراً للكتب خانة.

ثم جعل لها ناظر وخدمة، وصار لها مفهرس من علماء الأزهر مسئول عن الكتب العربية، وآخر مسئول عن الكتب التركية، ونُظمت لها لائحة وضعت أسس الإنتفاع بها، وكانت النواة الأولى لمقتنيات الكتب خانة الخديوية نحو ثلاثين ألف مجلد، شملت كتب ومخطوطات نفيسة، جُمعت من المساجد والأضرحة و التكايا ومكتبتى نظارتى الأشغال والمدارس. ​

 

وبدأت الكتب خانة فى أول عهدها فى سنة 1870 تحت إشراف "ديوان المدارس"، الذى تغير اسمه فى سنة 1875 إلى "نظارة المعارف العمومية"، ثم " وزارة المعارف" فى سنة 1915، ثم "وزارة التربية والتعليم" سنة 1955، وفى سنة 1958 انتقلت تبعية دار الكتب المصرية من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ولا تزال تتبع وزارة الثقافة حتى الآن.

واتخذت دار الكتب عدة مسميات رسمية: فكان اسمها عند نشأتها سنة 1870 "الكتب خانة الخديوية"، ثم "دار الكتب الخديوية" (1892- 1914)، ثم "دار الكتب السلطانية" (1914– 1922)، ثم "دار الكتب الملكية" ( 1922- 1927)، ثم دار الكتب المصرية (1927- 1966)، ثم "دار الكتب والوثائق القومية" (1966- 1971)، ثم "الهيئة المصرية العامة للكتاب" (1971- 1993)، وأخيراً أطلق عليها "الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية" منذ (1993وحتى الآن).

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة