تقرير: بسمة أبو العزم
المصريون على موعد مع ارتفاع جديد فى أسعار اللحوم والدواجن مع بداية شهر رمضان لن يقل عن ١٥٪ حسبما توقع التجار والذين راهنوا على العزومات الأسرية والموائد الرمضانية فى كسر حالة الركود وانتعاش المبيعات، مؤكدين تصدر الدواجن تليها اللحوم المستوردة، ثم الأسماك وأخيرا اللحوم البلدية.
البروتين الحيوانى عنصر أساسى على مائدة المصريين فى شهر رمضان فالتاريخ الفنى وثق تلك العادة خلال أغنية «الراجل ده حيجننى» كلمات المبدع حسين السيد، وغناء كل من الراحلين فؤاد المهندس وصباح، فلا يمكن نسيان كلمات فؤاد المهندس حينما يصرخ بأعلى صوته قائلا «عاملالنا وزة بالخلطة وبفتيك وصينية مكرونة بس.. وخضار صنفين وكباب حلة وضرمة باللحمة المفرومة بس.. طب فين اللحمة المشوية والفتة فين والتقلية؟ والسمك البورى اللى أنا جايبه راح فين والشوربة فين هى؟».
لكن للأسف فى ظل الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم بكافة أصنافها, تحول هذا الغذاء المحبب إلى قلوب المصريين إلى ضيف شرف على مائدة الإفطار.
تقول نسرين (ب)، إن أسعار اللحوم والدواجن مشتعلة، وأفكر من الآن كيف أستعد للعزومات مع الأقارب والأصحاب ولم أجد حلا سوى شراء لحوم مجمدة مفرومة لعمل عدة أصناف سواء المكرونة البشاميل أو الكفتة والرقاق، كما سألجأ أحيانا إلى «الفراخ» البيضاء صغيرة الحجم, فللأسف لا يمكننا مقاطعة البروتين الحيوانى فى رمضان.
ويضيف الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة تجار الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أن الدواجن مهما ارتفع سعرها فهى أرخص بروتين حيوانى، فاللحوم الحمراء تجاوزت ١٣٠ جنيها للكيلو, حتى الأسماك مرتفعة فكيلو البلطى أغلى من الدجاج البيضاء، أيضا كثيرا من الأسر لا تفضل السمك فى رمضان خوفا من العطش، وبالتالى فالدواجن تنتعش مبيعاتها فى رمضان وتزيد سنويا بما لا يقل عن ٢٥٪؛ لكن هذا العام فى ظل ارتفاع أسعارها نتوقع زيادة الطلب بنحو ١٠٪ فقط .
متوسط الإنتاج شهريا يصل إلى ١,٧٥٠ مليون طائر؛ لكن فى شهر رمضان يزيد الإنتاج ويصل إلى مليونى طائر، فأغلب المربين الذين خرجوا من المنظومة بسبب تعرضهم للخسائر يدخلون فى دورة رمضان لتعويض خسائرهم.
وقال «السيد» إن الحكومة ممثلة فى الشركة القابضة للصناعات الغذائية قامت باستيراد نحو ٢٠ ألف طن دواجن لطرحها فى المجمعات الاستهلاكية لتحقيق توازن فى العرض والطلب، خاصة أن أسعارها منخفضة بسبب رفع الجمارك عنها. مشيرا إلى أن هناك زيادة جديدة فى أسعار الدواجن تتراوح بين ١٠ إلى ١٥٪ خلال أول عشرة أيام من الشهر الكريم, خاصة أن أغلب الأسر تقلل من استهلاك البروتينات فى النصف الثانى من الشهر لتوفير النفقات لشراء الكعك وملابس العيد.
وعن سعر الدواجن حية بالمزرعة، أكد «السيد» أن سعر الكيلو وصل ٢٨ جنيه لتصل إلى المستهلك بسعر يتراوح بين ٣٣ حتى ٣٥ جنيها، وهناك «الفراخ» البلدى الساسو سعرها حاليا ٣٦ جنيها للمستهلك، أما البلدى الحر فسعره على باب المزرعة ٣٥ جنيها ويصل إلى المستهلك بسعر ٣٤ جنيها, وعن الرومى، فالكيلو بالمزرعة سعره ٣٤ جنيها ويباع مذبوحا ومعبأ بسعر ٤٢ جنيها, وأيضا البيض يسجل سعر الكرتونة ٣٠ جنيها بالمزرعة تصل للمستهلك بسعر ٣٥ جنيه لكنه سيرتفع خلال النصف الثانى من شهر مضان لاستخدامه فى عمل الكعك والبسكويت، مضيفا: أن موائد الرحمن تنعش مبيعات الدواجن واللحوم المجمدة وبالتالى مهما ارتفعت أسعار الدواجن فهناك زيادة فى الطلب كذلك العزومات العائلية.
وعن اللحوم الحمراء، يقول هيثم عبد الباسط نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية: إن موسم رمضان معروف سنويا بزيادة الطلب فيه على اللحوم خاصة الأسبوع الذى يسبق الشهر الكريم، فأغلب الأسر تشترى احتياجات الشهر مرة واحدة؛ لكن بعد الارتفاع الحالى فى أسعار اللحوم والتى تتراوح بين ١٢٠ و١٣٠ جنيها؛ فهناك حالة ركود قوية لن يكسرها شهر رمضان فما يحكم الأسواق ماهو متاح فى جيوب المصريين فالدخل لم يرتفع فى ظل ارتفاع كافة الأسعار وبالتالى فالقوة الشرائية ضعيفة.
وأشار «عبد الباسط» إلى أن أسعار اللحوم البلدية فى طريقها للزيادة مع بداية شهر رمضان ليتراوح سعر الكيلو بين ١٤٠ إلى ١٥٠ جنيها والسبب فى ذلك كبار المربين فهم المتحكمون فى السعر بالسوق خاصة مع خروج العديد من صغار المربين من المنظومة لتعرضهم لخسائر فادحة، فللأسف وصل سعر الكيلو على بلاط المدبح ٩٠ جنيها, أيضا مستوردو الأعلاف يتحكمون فى سعره فيقومون باستغلال الظروف ويرفعون سعره بحجة الدولار ولهذا السبب ترتفع تكاليف الإنتاج.
نمط الاستهلاك المنزلى فى رمضان يعتمد أولا على الدواجن تليه اللحوم المستوردة لعمل الكفتة و»الطبيخ» أيضا، فسعر الكيلو نحو ٧٠ جنيها, وبالطبع يزيد الطلب على لحوم القوات المسلحة والمجمعات أما محال الجزارة فتشهد إقبالا محدودا.