تقرير يكتبه: عبد اللطيف حامد

أكد عصام الصغير رئيس هيئة البريد أن فيروس «الفدية» الذى هاجم العديد من المؤسسات والشركات فى الكثير من القطاعات فى قرابة ١٠٠ دولة لم يستطع اختراق شبكة بريد مصر؛ لأن الهيئة اتخذت هذه السيناريوهات الخطيرة فى الحسبان، واعتمدت على ربط مكاتبها التى يصل عددها لنحو ٤ آلاف مكتب على مستوى الجمهورية من خلال شبكة داخلية بعيدا عن شبكة الإنترنت.

وقال الصغير إن هيئة البريد وضعت بعض الاحتمالات لحدوث قرصنة أو هجوم فيروسى على غرار الفدية أو غيره عن طريق دخول بعض الموظفين على الإنترنت من أجل متابعة الرسائل الإليكترونية «الإيميلات»؛ سواء الخاصة بمكاتب البريد أو بشكل شخصى إلى جانب تصفح أى موقع إخبارى أو تواصل اجتماعى؛ ولذلك هناك حرص متواصل من قطاع الدعم الفنى بالهيئة على الاستعانة بأحدث الأنظمة وبرامج الحماية ضد الفيروسات لقطع الطريق على أية محاولات قرصنة على قاعدة بيانات البريد المصرى الذى يصل عدد عملائه إلى نحو ٢٤ مليون عميل، وتتجاوز مدخراتهم مبلغ ١٨٨ مليار جنيه، وهذا يستحق توخى أعلى درجات الحيطة والحذر لحماية الشبكة، لكنه فى الوقت نفسه لا يمكن تأمين أى نظام بنسبة ١٠٠٪ على مستوى دول العالم، بدليل أن الفيروس الأخير أصاب مؤسسات مالية وطبية وغيرها رغم إمكانياتها الهائلة فى مكافحة الاختراق.

وتعهد رئيس هيئة البريد بمواصلة تطوير منظومة العمل خلال الفترة المقبلة فى كافة القطاعات خاصة ميكنة كل الخدمات، وخلال فترة قريبة سيتم إطلاق تطبيق خاص بالبريد على المحمول، يتيح لكل عميل أداء جميع الخدمات البريدية من بيته أو موقع العمل دون الذهاب لمكتب البريد سواء كانت حوالة فورية أو سداد بعض الفواتير أو متابعة حسابه بشكل لحظى؛ بل إن هذا التطبيق يمكن العميل من معرفة أقرب مكتب بريد له، وحجز دوره أون لاين إذا كان يحتاج لمقابلة مسئولى البريد.

وأكد أن الهيئة نجحت فى تحقيق فائض بنهاية الربع الثالث من العام المالى ٢٠١٦ - ٢٠١٧ وصل إلى٣,٦ مليار جنيه،  وهذا الأمر جاء من خلال زيادة الاستثمارات، وتقليل تكلفة عمليات التشغيل بنحو ٧٠ فى المائة بعد ميكنة العمل، والتخلص من الأسلوب اليدوى، وربط الدخل بالإنتاجية للعاملين مما زاد حجم العمل، وخلق أجواء من المنافسة بينهم فى معدلات الإنجاز، وعقد اتفاقيات مع اتحاد البريد العالمى والإفريقي جعلت من البريد المصري مركزا لوجستيا للخدمات البريدية فى قارة إفريقيا، واستقبال وإرسال كافة الشحنات والطرود من وإلى معظم الدول الإفريقية، مما يدر دخلا كبيرا على الهيئة، كما أن الحوالات البريدية الخارجية ارتفعت إلى ٥ آلاف حوالة شهريا بعد قرار تعويم الجنيه، وتقارب سعر الدولار سواء فى الجهات الرسمية أو السوق السوداء.

أما بخصوص الدور المجتمعى للبريد قال عصام الصغير إن الهيئة دائما تدرك أهمية مواصلة هذا الدور بشكل متزايد لصالح عملائها فى المقام الأول، بالإضافة إلى خدمة المصلحة الوطنية، وتعد مهمة تحديث بيانات بطاقات التموين عبر مكاتب البريد آخر الجهود فى هذا الإطار، ونستقبل المواطنين فى نحو ١٠٠٠ مكتب لاستلام الأوراق والمستندات المطلوبة دون تحميل المواطن أى مبلغ، من أجل التشجيع على إنجاز مشروع قاعدة بيانات متكاملة لمستحقى الدعم فى مصر، وبالفعل قدم حتى بداية هذا الأسبوع أكثر من ٧٥٠ ألف مواطن أوراقهم لتحديثها عبر مكاتب البريد، وما حدث من زحام يرجع إلى أن غالبية أصحاب البطاقات التموينية توافدوا على المكاتب بمجرد الإعلان عن عملية التحديث رغم أن المدة مستمرة حتى شهر يونيه المقبل، كما أن المسئولية المجتمعية دفعتنا لإجراء مسابقة بين عملاء دفتر البريد، وفاز منهم ٢٠٠ مواطن ومواطنة برحلات العمرة إلى جانب ٧٦ مرافقا، فضلا عن القيام بمبادرة لأول مرة تتضمن سداد ديون أكثر من ٥٠ من الغارمات قبل حلول شهر رمضان المبارك، وسيفطرن أول يوم فى بيوتهن، تصل ديون بعضهن إلى ١٠ آلاف جنيه، بالتعاون مع جمعية مصر الخير.