نشر الكاتب الكبير محمد التابعي، مذكرات أسمهان بعد رحيلها، في كتاب باسم «أسمهان تروي قصتها»، ورأى البعض أن تلك كانت علاقة وأسرار خاصة وليس على الصحفي أن يحكي كل ما عاشه، ولكن كانت وجهة نظر الأستاذ محمد التابعي أن ذلك كان إنصافاً لأسمهان، لدرء شبهة الجاسوسية المزدوجة عنها، وأن النشر كان وصيتها.
بعد نشر الكتاب اتصلت إحدى المعجبات بالكاتب الكبير محمد التابعي، تناقشه في أحداث وفصول كتابه، ويبدو أن تلك المكالمة كانت السبب في قصة حب توجت بالزواج .. فقد كانت المتصلة هي الآنسة هدى حسن قرني، وبعد مكالمتها للكاتب الكبير اتفقا على اللقاء وتوطدت العلاقة من خلال عدة لقاءات أخرى بالإسكندرية، وتمت خطبتها لأمير الصحافة، وتزوجا وأصبح اسمها هدى التابعي، نسبة لإسم زوجها الأستاذ محمد التابعي.
رزق الكاتب الكبير بأول مولود له عام 1952، ومن المعروف أن اسم محمد التابعي مركب، وقد أطلق على أول مولود له نفس الاسم أيضاً وهو محمد التابعي ، أما الاسم المخفف أو «الدلع» فقد كان «كوكي»، وفور علم كوكب الشرق أم كلثوم بذلك الحدث السعيد ، همت بزيارة أمير الصحافة لتهنئته، فقد كانت تربطهما صداقة قوية، وقد كشف أحد الكتاب عن عاطفة دفينة نشأت بين كوكب الشرق ومحمد التابعي، وقال عن لسان السيدة هدى التابعي أنها لم تر زوجها باكياً في حياته إلا مرة واحدة وهي عندما أمسك بالجريدة وقرأ خبر وفاة أم كلثوم، فقد سقطت الجريدة من يده واهتز جسده من شدة البكاء، وبعد عام وعدة أشهر لحق محمد التابعي بأم كلثوم، وقد ظل مشهد بكائه عالقاً في ذهن زوجته، وبعد فترة عثرت في مكتبه على مغلف خاص كتب عليه «كروانة الكرويين» .. فتحته وإذا بها تجد فيه خصلة من الشعر ومنديل به عطر وأربع رسائل حسب وصف الكاتب ، ثلاث كتبها التابعي بيده ، ورابعة بخط أم كلثوم وعدة صور نادرة لكوكب الشرق.
ولو نظرنا بعمق إلى حدود تلك العلاقة لوجدناها عاطفة شفافة، فمن من الساسة وكبار الدولة والمثقفين آنذاك، لم يقع في غرام أم كلثوم ؟، ومن لم يعجب بها وبثقافتها وسحر حضورها، وطيلة سنوات زواجها لم تلحظ السيدة هدى التابعي حتى رحيل زوجها، أي شيء بينه وبين أم كلثوم، وما رصدته الصور بينهما كانت لقاءات الفن والصحافة وصداقة قوية، حتى لقاءات التابعي بأم كلثوم في القاهرة، كان يحضرها كبار الكتاب ونجوم الفن، أمثال الكاتب الكبير مصطفى أمين وكامل الشناوي ومحمد عبد الوهاب، ولقاءات التابعي وأم كلثوم في مصيف رأس البر كان يحضرها لفيف من الأصدقاء.