الأحد 24 نوفمبر 2024

ماسبيرو.. وشريف إسماعيل

  • 1-2-2017 | 13:17

طباعة

بقلم –  أكرم السعدنى

أتمنى أن يجد سعادة رئيس مجلس الوزراء حلا لمبنى ماسبيرو، الذى ارتبطت به أجيال بأكملها لا فى مصر وحدها، ولكن على امتداد خريطة الأمة العربية بأكملها.. صحيح أن المبنى شاخ بالحجر وبالبشر وأصبحت أية مهمة للنهوض مكتوبًا عليها الفشل ولكن بالتأكيد هناك حلول وأفكار ممكن أن تبعث بالحياة فى هذا الكيان، الذى أهملناه علشان خاطر عيون حضرات السادة رجال الأعمال الذين أصبحوا أصحاب محطات فضائية هدفها الأوحد هو مصلحة “صاحب المحل” بكل تأكيد.. وعليه فإننى أعتقد أن يكون الدواء من صنف الداء فإذا كانت الكارثة، التى حلت بمبنى ماسبيرو جاءت بفضل المحطات السابحة فى الفضاء والتى تعود ملكيتها لرجال الأعمال..

فعلينا.. إما أن يدفع أصحاب هذه القنوات ضريبة تحددها الدولة تخصص من أجل دعم ماسبيرو واستكمال مسيرته أو أن نغلق كل هذه المحطات، التى ليس لها هدف قومى وتدمج أموالها مع هذه الجيوش الجرارة من الفنيين والموظفين فى ماسبيرو.. ربما ينعدل الحال ويلعب الزهر من جديد ويعود ماسبيرو لينير ليالى هذه الأمة كما تعودنا حتى التسعينيات من القرن الماضى.. ولكن أن نترك تليفزيون الدولة ونتحجج بأن هناك ٤٠ ألف موظف هم عقبة بالنسبة للمركب فإننا بهذا الشكل متحكم على ريادتنا بالموت وعلى أصحاب الخبرات النادرة داخل ماسبيرو الهروب بعيدًا عن المبنى الآيل للغرق.. والحق أقول إن الناس على مواقع التواصل الاجتماعى يتساءلون من محطة فضائية بعينها يظن الناس أنها تتبع الدولة وأنهم خصصوا لها مبالغ طائلة لكى تنطلق وسط هذا المولد الإعلامى، الذى ليس له صاحب حيث يقوم الفضائيون فى قنوات رجال الأعمال بتجريس المسئولين وبهدلتهم والعمل على إزاحتهم من مناصبهم إذا تعارضت مصالحهم مع هؤلاء المسئولين بالطبع مثل هذا السلوك مرفوض، لأنه ليس له نظير فى الدنيا.. فالتليفزيون فى كل بيت وعملية اصطياد المسئول ليس هناك أسهل منها خصوصًا أن نعانى من فساد عمره ٤٠ عامًا فليس هناك وزير ولا محافظ يملك عصا سحرية يستطيع أن يتخلص من كل السلبيات وعليه فإن على السيد رئيس مجلس الوزراء أن يحمى وزراءه ويحمى حكومته ويحمى المحافظين بإعلام وطنى يستطيع أن يقف لكل متطاول بالمرصاد، وأن يفند أى حملات منظمة ضد أى مسئول ويفضح الأسباب التى من أجلها تنظم هذه الحملات والأهداف التى يرجوها أصحابها من ورائها.. هذا بالإضافة إلى أن إعلام الدولة، بالتأكيد يترك الحبل على الغارب لظهور هذه الكائنات المشوهة، التى أفرزتها قنوات الغير وكل هذا الدم الذى امتلأت به الشاشات وهذا العنف غير المبرر للدراما المصرية، والتى أصبحت أسوأ دعاية لمصر فهى تنقل صورة بشعة لمصر فى محيطها العربى على عكس ما أثرته الدراما المصرية على مدى سنوات العطاء لمبنى ماسبيرو العظيم وحتى السينما المصرية أيام الأبيض والأسود كانت هى أعظم سفير لبلادنا فى محيطنا العربى بأكمله وأذكر أن الفنان سمير صبرى تقدم برسالة دكتوراه لإحدى الجامعات البريطانية العريقة موضوعها هو أثر السينما المصرية فى الدعاية للطب فى مصر والسياحة والإقامة والاستثمار فقد كان الفيلم المصرى يعتمد على قصص هؤلاء المبدعين العظام من الأدباء والكتاب ويتصدى لإخراجه أسماء تدوى، كما الطبل فى العالمين وكان المنتج أيامها فنانًا من الدرجة الأولى.. لا يزن الفيلم بالكيلو ولا يقيس المساحة داخله بالأمتار، وقد كان لغياب ماسبيرو أبلغ الأثر فى تمهيد الطريق للدراما التركية لكى تحل محل الدراما المصرية، وهو جزء من مؤامرة كبرى كانت تستهدف لمصر وللعالم العربى أن يصبح رقما فى أعداد الدول، التى تسبح فى الفلك التركى ولكن ولولا ستر الله سبحانه وتعالى وشعور أهل مصر بالخطر العظيم وخروجهم فى الثلاثين من يونيه لربما وجدنا أنفسنا اليوم نعود لكى نلبس الطربوش ونجح إلى الاسطنبول ونسبح بحمد أردوغان أفندى لا سامحه الله على ما فعله بالشعب والجيش التركى.

المهم أننا نتوجه بالنداء إلى معالى الدكتور المهندس شريف إسماعيل بأن ينظر نظرة رضا وشفقة ورحمة إلى هذا المبنى الذى كان هو شخصيا فى صباه المبكر بالتأكيد أحد الذين أسعدهم لا أذهلهم ما خرج من فنون من هذا المكان.. وأول هام على هذا الطريق ياسيادة رئيس الوزراء هو تعيين وزير للإعلام يتولى مهمة بعث الحياة إلى المبنى الذى كان له فى تاريخنا.. تاريخ وأعدك ياسعادة رئيس الوزراء.. بأن مصر أقدمت على هذه الخطوة.. سيكون لك ثواب.. لو تعلم.. عظيمًا!!

    الاكثر قراءة