بقلم : ماجدة محمود
معيار الإجادة فى حكومة المهندس شريف إسماعيل يميل إلى نساء الوزارة ، لدينا أربع وزيرات مجدات يملكن خبرات قيمة ويشكلن حالة نشطة فى وزارات تعانى ندرة المتميزين وكثرة المرتعشين وضعف مستويات الإجادة لدى البعض فيها . وزيرات الحكومة ، سحر نصر «الاستثمار والتعاون الدولى» وغادة والى «التضامن الاجتماعى» ونبيلة مكرم «الهجرة» وهالة السعيد «التخطيط» يشكلن مربع العمليات الحرجة فى حكومة شريف إسماعيل ويضفين عليها وقارا ناعما وهى حكومة خشنة الطباع من فرط التقشف .
الأولى د.سحر نصر ، تحمل عبئا ناء بحمله أعتى الرجال ، ومهمتها ثقيلة فى تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار ، قاطرة الاقتصاد المصرى تقودها هذه السيدة التى نالت ثقة القيادة السياسية وهى أهل لها فهى حاصلة على درجة الأستاذية من المجلس الأعلى للجامعات ومحاضرة فى العديد من الجامعات الأجنبية والمصرية ، قدمت أكثر من 60 ورقة بحثية فى مجالات التمويل الدولى وتنمية القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمكين المرأة اقتصاديا ومجتمعيا، وقبل توليها وزارة التعاون الدولى شغلت منصب كبيرة اقتصاديين فى البنك الدولى قرابة 22 عاما ثم عضوا بالمجلس التخصصى للتنمية الاقتصادية بالرئاسة وقد شاركت من خلال عضويتها به فى تقديم المشورة الاقتصادية للرئيس السيسى وأخيرا تم إسناد حقيبة الاستثمار إلى جانب حقيبة التعاون الدولى لتصبح فى أخر تعديل وزارى فبراير 2017 وزيرة للاستثمار والتعاون الدولى ومسئولة عن تحريك عجلة الاستثمار فى مصر وهو ما دعاها إلى تقديم مشروع قانون الاستثمار الذى أقره البرلمان الأسبوع الماضى، فعلا «ما يجيبها إلا ستاتها». والوزيرة سحر نصر لم تنس أنها سيدة مسئولة عن بيت وزوج وأبناء تهتم بمنزلها تهوى الطبخ وتفضل إعداد الأكلات المصرية الصميمة وقت فراغها، أنجبت سارة وأحمد وهى جدة لحفيدة جميلة تدعى «لينا» تختار ملابسها بنفسها ولا تعتمد على استايلست، وتردد دائماً أن أفضل مكان تحب الذهاب إليه هو عملها، تعتز بقوة المرأة المصرية وترى أنها حققت كثيرا من النجاحات فى العديد من المجالات وأننا سنبذل قصارى جهدنا لتمكينها اقتصاديا. والثانية د.غادة والى التى تتحرك فى دوائر الفقر المدقع ببرامج مخططة جيدا للوصول إلى الطبقات الأكثر احتياجا ، لضمان حد الكفاف لمن لايملكون قوت يومهم، فى رقبتها ملايين الفقراء مسئولة عنهم وتسعى دائماً لتحسين أوضاعهم من خلال عدد من المبادرات مثل معاش «تكافل وكرامة» والقروض والمشروعات الصغيرة حيث كانت قائدة فريق القروض الصغيرة ببرنامج تنمية المجتمع كما شغلت منصب الرئيس المشارك لمجموعة فرعية من الجهات المانحة وخبيرة فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، ويأتى فى مقدمة أولوياتها ملفات أطفال الشوارع والجمعيات الأهلية والأسر المنتجة، وترى الوزيرة غادة ضرورة تطبيق عقوبة قانونية على الأزواج الذين يكثرون الإنجاب خاصة وأن مصر بها 9 ملايين طفل تحت خط الفقر يتعرضون للأمراض وتمارس ضدهم كافة أشكال العنف كالزواج المبكر وختان الإناث والضرب وكل هذا مرتبط بالفقر والسبب كثرة الإنجاب، وحماية لهؤلاء الصغار يعمل مشروع «تكافل وكرامة» على توفير دعم نقدى لمليون وثلثمائة ألف أسرة من أجل تعليم الصغار خاصة ، وحسن تكليفها بهذا الملف الذى يشكل رافعة حكومية لإنقاذ بشر من الموت جوعا تحت خط الفقر ، أما حياتها الشخصية فلا تقل نجاحا عن التى حققتها فى كل مهامها الوظيفية فهى أم لثلاثة أبناء عمرو 30 عاما ومحمد 27 عاما وأحمد 20 عاما وكما صرحت فى أحد حواراتها لمجلة «حواء» بأنها حاولت أن تنقل لهم القيم التى تربت عليها إلا أن المسألة لم تكن سهلة فقد عاشت مع أسرتها فى مجتمع كانت القراءة هى نزهته أما اليوم فيتعرض الأبناء لمجتمع منفتح وثقافات مختلفة فتجد فى النهاية أن لك شركاء فى تربيتهم وهو ما يؤثر بالسلب والإيجاب عليهم، وعن زواجها تقول: يعمل زوجى أستاذا فى كلية الهندسة وكان مهندسا فى مكتب جدى د. هلال رحمه الله وتشاء الأقدار أن التقى «مجدى» صدفة عندما قرر جدى تغير الدهانات بمكتبه فأقام مكتبا مؤقتا فى بيته ليرانى ذلك المهندس المعيد وقتها بكلية الهندسة لنتعارف ويجمعنا النصيب . أما السفيرة نبيلة مكرم التى تجاوزت صدمة التكليف الوزارى سريعا «واقعة النص كم الشهيرة» باتت أكثر تفاعلا مع مشكلات المهاجرين ، وحظيت بقبول الجاليات المصرية فى الخارج ، وتكثيف زيارتها الخارجية جعلها على بينة من تفاصيل هذا الملف الحيوى الذى أهمل طويلا ، وعليها أن تذهب بعيدا وراء المصريين حتى تسترد ثقتهم فى وطنهم الأم وهى خليقة بأن تكون حلقة الوصل ، وصل ما انقطع ، الوزيرة الصعيدية منضبطة فى سلوكها كونها تربية مدارس راهبات، أنيقة ولم لا والمظهر أساس عملها الدبلوماسى لم تشعر يوما بأنها مختلفة لأنها مسيحية بل على العكس تتذكر جيدا «تانت» عايدة الجارة المسلمة التى كانت تتولى رعايتها هى وشقيقها لحين عودة والدتها إلى البيت وعندما انتقلت الأسرة للإقامة بالقاهرة عند التحاقها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لم تجد فروقا فى المعاملة حيث كانت البيئة متشابهة وعندما التحقت بالخارجية كانت مدللة لأنها كانت المسيحية الوحيدة فى دفعتها، عن زوجها وأبنائها صرحت فى أحد حواراتها بأنها زوجة لمهندس ناجح يساندها وقد عبرت عن امتنانها له بقولها «باحبك يا هانى» وبنفس الروح والأسلوب الذى تربت عليه تتفانى مثل والدتها فى تربية أبنائها الثلاثة رامى 22 عاما ، أندرو 17عاما ، وجون 12 عاما حيث تحرص على حضور كل المناسبات الخاصة بهم من حفلات مدرسية وجامعية ومجالس أولياء الأمور . أما أحدث وجه وزارى والوافدة الجديدة لحكومة المهندس شريف إسماعيل هى د. هالة السعيد عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة السابقة وأول عميد بالانتخاب، والدها هو المهندس حلمى السعيد وزير الكهرباء والسد العالى عام 1970 ويمثل لها القدوة والحنان والنموذج، فرغم مشاغله لم يتأخر يوما عن متابعتها هى وأشقاؤها، لم تشعر بأى تمييز ضدها داخل الأسرة كونها أنثى وكانت والدتها مثالا للعطف عليها ومساعدتها على فهم الحياة وهو ما ساعدها على أن تكرر التجربة نفسها مع أسرتها ، الوزيرة هالة تثبت قدميها يوما بعد يوم حيث تتمتع بظهور لافت فى المؤتمرات، متمرسة على الخطاب الجماهيرى، ذات عقلية تخطيطية منظمة وذاكرة رقمية قوية وخيال خصب فى التعاطى مع المشكلات المزمنة التى يعانى منها الاقتصاد الوطنى تملك أفكارا مدروسة جيدا تؤهلها لمواقع أكثر حيوية فى دولاب الحكومة المصرية أو هكذا أتمنى لها. حالة الإجادة للرباعى النسائي فى حكومة شريف إسماعيل تفتح الطريق واسعا وممهدا لزيادة حصة النساء فى الحكومة وزيادة عدد الحقائب الوزارية التى يحملنها، ولطالما واتت القيادة السياسية الفرصة لتعيين المهندسة نادية عبده محافظا للبحيرة ولم يخش فى تعيينها لومة لائم أو رفضا من السلفيين كما شاهدنا حيث كانت المصلحة الوطنية هى الحاكم فلربما نرى قريبا وزيرة للخارجية أو وزيرة للمالية ونائبة لرئيس الوزراء، أعتقد هذا بل أكاد أجزم بأن النساء قادمات وبقوة فى التشكيلات الوزارية المقبلة . وقبل أن اختتم حديثى أود الإشارة هنا إلى أن وجود السيدة فايزة أبو النجا التى تعمل فى موقع مستشار الرئيس للأمن القومى وحملت هذه الحقيبة المهمة والمسئولية الخطيرة بكفاءة واقتدار وبدون ضجة إعلامية يتوج الحضور النسائى ويؤكد أننا أمام ظاهرة استثنائية تشير إلى كفاءة العنصر النسائي إذا ما أسند إليه الأمر وأن حالة التمكين تأتى فى مقدمة مسوغاتها الإجادة لسيدات الوزارة وأظنهن أثبتن حضورا لافتا. وعليه أحلم بوزارة مقبلة غالبيتها من النساء بل وأحلم برئيسة وزراء فلنعطهن الفرصة الجادة لأن نساء مصر اللاتى استطعن تحويل مسارها وكن فى طليعة ثورة الشعب المصرى وسجلن أسماءهن شهيدات من أجل أن يبقى الوطن وعليهن السعى دوما نحو صدارة المشهد الذى أفسده طويلا مجتمع ذكورى لا يرى إلا نفسه فقط.