الجمعة 22 نوفمبر 2024

ثلاث قصائد للشاعر البريطاني آندي كروفت

  • 20-5-2017 | 12:59

طباعة

ترجمة: عبدالكريم كاصد - شاعر عراقى

إيفتالو *

إلى هارا وناثاسيس

تموج! تموج! أيها المحيط الأزرق الداكن العميق

عشرة آلاف قارب لاقى هلاكه فيك عبثاً

وقد ابتلعت ما حملت من بشر محشورين

مغلوبين

فقاقيع يتصاعد أنينهم

حيث لا أثر يدل على خراب بقعة

عالم ملحي يحرس هذا الساحل الصخري

عالم يجرف كل موت كما لو أنه قطرة مطر

وكل دمعة سرعان ما تغرق وسط أمواجك الوحشية

كما أنت في فجر الخليقة

أيها المحيط انظر هدير أمواجك الساعة

آشور، الناتو، قرطاج، يورب، روما

بلا انقطاع كما البحار وهي تضرب السواحل

عنيفة كالرعد في الزبد

مملكة الحوت أغلقت أشداقها

على من باتوا بلا مأوى.. حروب لا تنتهي

يروون وقد أحنى ظهورهم أمل خائب

أقاصيصهم اليائسة لتصفيق البحر

إلى أن تبتعد موجة الكاميرات

الغريب والعبد والمتوحش كلهم مباعون

* ساحل إيفتالو في شمالي ليسفوس وصله السوريون عبر البحر قادمين من الأراضي التركية سنة 2015.. هذه القصيدة تستعير بعض الأبيات من بايرون في عمله أسفار شيلد هارولد ومن مقطع لسبنسر في قصيدته الشهيرة «ملكة الجن».

***

حكاية خرافية

ما من أحد سمع تلك الصرخة منتصف الليل

تلك الصرخة المرعبة

ولم يصدق أنها الصرخة التي انبعثت لتوقظ الميتين

في يوم الدينونة

الهواء هواء بلدتنا الدافئ

يبدو كما لو أنه انتفخ بعويل وحشي هادر

بأغنية ضارية لأشياء مجهولة، هناك بعيداً

خلف الظل

وحين أصغينا إلى قرع طبول صاخبة

لخصوم مسعورين

قلنا: جيوش قادمة

جيوش أبالسة

في كل حشرجة مرعبة

أبصرنا أطفالنا ميتين، مزارعنا محروقة،

وفي كل صرخة رصاصة، دم، عظمة،

سمعنا أسماءنا

بعضنا سقط مسترحماً الله

أن يقودنا عبر الظلمة

وبعضنا مسلحاً بالمذارة والبندقية والسيف

تهيأ للقتال

الكلاب شرعت بالنباح

جيشنا استعد للهجوم

والشجعان بدأوا الرمي في الظلام الحالك

لكن ما من إطلاقات أو رد

راقبنا طوال الليل، لكن حين فرت النجوم

وأضاء النهار الطرقات

لم نبصر جيشاً أبداً

أبصرنا حشد ضفادع

ولم يكن صوت المذبحة القادم من عالم آخر

ليس سوى بضع ضفادع هائلة

تغني عند الماء

في بركة وندهام

العظة:

من كل المخاوف المنقضة وهي تقترب

حين نكون في أسرتنا

أشدها رعباً تلك التي نحملها

في رؤوسنا

أبطال الليل المضيئون

ليسوا سوى حمقى في النهار

ومخاوفنا هي ما نحتاج إلى قتاله

مواجهة

قيل إن حادثة الضفادع حدثت في ويليمانتك في كونكتكت في الولايات المتحدة سنة 1754

***

درس

سأعمل جاهداً: قال الفتى

سأنتظرك: قالت الأم

سأرميك: فحت الرصاصة

سأدفئك: قال الجدار

سأبقيك جافاً: قال السقف

سأحرقك: زأرت النار

سأعينك: قال المدرس

سأكون صديقك: قالت الفتاة

سأسحقك: صاحت الخرائب

سأجعلك تبتسم: قالت اللوحة المضحكة

سأجعلك تقفز: قالت سلة الكرة الطائرة

سأدفنك: همس الدم

سأنقذك: قال الجندي

سأكون قوياً: صرح الرئيس

سأكون الأقوى: صاح الصوت في الظلام

العالم دار مسرعاً مثل كرة سلة

وكل واحد قام بما أراد

الأطفال، المدرسون، الأصدقاء، السقف، الجدار

تقابلوا مع الرصاص، الخرائب، النار، الدم

وحين أقبلوا جميعاً عند موضع في القاعة

أدركنا آنذاك الفارق ما بين من يعد صادقاً

ومن لا يصدق أبداً

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة