الخميس 28 نوفمبر 2024

ربع جنيه

  • 20-5-2017 | 13:09

طباعة

محمد خليل  - كاتب مصري

 ركب الميكروباص متعجلا فى طريق عودته من عمله يكاد يسقط من الإعياء. أعطى صبي السائق جنيها كاملا. انتظر أن يعيد له باقى الجنيه. "حقه". هو لا يبخس أحدا حقه والأحوال المالية الوظيفية صعبة. عندما تأخر الصبى فى إعطائه ربع الجنيه طلبه منه. بدا واضحا له أنه يتلكأ فى رد "ربع الجنيه". نظر إليه شزرا ولم يرد. بعد دقائق كرر الطلب مرة أخرى:

ـ  لما تبقى تيجي فكة.

راح ينفث دخان سيجارته فى سقف السيارة ناظرا ناحية الشارع. تطوع أحد الركاب معلقا:

ـ يا سيدى يعنى جات على الربع جنيه؟

شعر الرجل بالحرج.

ـ نعم يا سيدى أنت لا تعرف ماذا يعنى الربع جنيه بالنسبة للموظفين أمثالى؟

ضحك بعض الركاب. تطوع آخر:

ـ هايكون إيه يعنى؟!

ـ يا سيدى أنا أستخدم الميكروباص فى اليوم أربع مرات. صباحا ومساء. فلو أنى تركت "هذا المبلغ" يكون مجموعه فى اليوم الواحد جنيها بالتمام والكمال. فى ثلاثين يوما فكأنى دفعت من مرتبى شهريا بدون وجه حق ثلاثين جنيها. إخصم أربعة أيام راحة يصبح ما يذهب منى عنوة واقتدارا ستة وعشرين جنيها تدخل جيب هذا الصبى أو السائق بدون وجه حق يشعل فيها النار وينفثها دخانا فى الهواء. بينما أبحث أحيانا عن نصف هذا المبلغ لأكمل فاتورة الكهرباء أو المياه فلا أجده. فإذا عرفت أن علاوتى السنوية من الوظيفة قيمتها خمسة جنيهات شهريا فماذا تقول؟

  تبلدت وجوه بعض الركاب من طريقة الحساب وقهقه آخرون. بينما لاحت من بعيد محطة الوصول.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة