الثلاثاء 21 مايو 2024

أستاذ تاريخ مهاجما يوسف زيدان: ينفذ أجندة خارجية لتشويه الإسلام

20-5-2017 | 14:02

هاجم أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الأزهر، الدكتور عبدالله إبراهيم راجح، تصريحات الكاتب يوسف زيدان بشأن صلاح الدين الأيوبي، معتبرا إياها تشويها لرمز من رموز الإسلام، وتزويرا للتاريخ وقلبا للحقائق، حسب تأكيده.

وقال أستاذ التاريخ إن صلاح الدين الأيوبي «بشهادة الصليبيين أنفسهم» أفضل وأعظم قيادة في التاريخ، وقد اختاره القدر ليقوم بدور لم يفعله أحد من قبل، ولا حتى أستاذه نور الدين محمود ابن القائد عماد الدين زنكي.

وأضاف راجح، في تصريحات لـ«الهلال اليوم»، أن صلاح الدين أتى إلى مصر مع عمه أسد الدين شيركوه لتخليصها من خيانة أحد وزرائها لتعاملها مع الصليبيين، وتطهيرها مما وصفه بـ«دنس الشيعة، الذين عاثوا في الأرض فسادا، وبدلوا في دين الله، وحرفوا وألهوا الحكام»، على حد قوله.

وأوضح أن صلاح الدين تولى قيادة البلاد بعد موت معه وأستاذه، حيث لم يكن أحد قادرا على إدارة الدفة غيره في ذلك العهد، فاستطاع توحيد المسلمين وإقامة دولة تمتد من النيل إلى الفرات لمجابهة جيوش الصليبيين وطردهم من القدس.

واستطرد: «في ليلة الإسراء والمعراج من سنة 583 هجريا، الموافقة 1187ميلاديا، دخل صلاح الدين بيت المقدس وظفر به، فطلب الصليبيون الأمان مقابل بعض المال، فعفا عنهم ولم ينكل بهم كما فعلوا من قبل، اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم».

وعن تصريح زيدان بأن صلاح الدين كان يحب الصليبيين وقتل من المسلمين أضعاف ما قتل منهم، رد راح قائلا: «هذا كذب وافتراء، فصلاح الدين الأيوبى الرجل المسلم السني ليس بهذا النقصان»، متهما زيدان بتنفيذ أجندة خارجية لتشويه رموز الإسلام.

وأكد أن المستشرق اليهودي ستيفن رونسيمان قال عن صلاح الدين الأيوبي إنه الوحيد الذي عفا عن الصليبين ولم يبادلهم قتلا بقتل، وهذا هو المنهج الإسلامي الصحيح.

وأردف: «بعد مفاوضات أكثر من سنة بين القائد المسلم والصليبي ريتشارد قلب الأسد، فيما سمي بعد ذلك بصلح الرملة، لم يتنازل صلاح الدين عن بيت المقدس، بل اعترف ريتشارد بأحقية المسلمين به، بخلاف ما يقوله زيدان بأنه سلم القدس للصليبين».

وأجاب راجح على سؤال يوسف زيدان بشأن اختفاء «دار الحكمة» أو «بيت الحكمة»، قائلا: «الفاطميون العبيديون الشيعة أرادوه منافسا لبيت الحكمة الذي بناه العباسيون في سامراء، ولم يكن لهذا الدار من اسمه نصيب، وإنما كان بيت تدمير للشريعة الإسلامية، لأنه كان يدرس المذهب الشيعي الذي يخل بوحدانية المسلمين».

وتابع: «صلاح الدين أعاد مصر إلى المذهب السني، وما كان لمصر إلا أن تعيش الإسلام السني الوسطي الذي أرجعه إليها».