يحتل طبق الفول عرش الموائد في وجبات الإفطار لدى المصريين، على مدار العام، فيما ينتقل إلى مائدة السحور خلال شهر رمضان.
ويؤكد خبراء التاريخ، والأنثروبيولوجي، أن أكلة الفول المصرية، يعود عمرها إلى 5000 عام، حين صنع الفراعنة الفول المدمس، عبر دفنه في تراب الفرن الساخن، وكانوا يطلقون عليه «الفول المتمس».
وكان الفول في عهد الفراعنة من أهم المأكولات، لدرجة أنهم كانوا يقدمونه كهدايا لملوكهم وآلهتهم، حيث وجد على جدران بعض المقابر رسومات لزكائب الفول، وهي تقدم للإله آمون في عهد الملوك أمنحوتب الأول، والثاني، والثالث.
ويعد الفول بأشكاله المختلفة، الطبق الأساسي لأكثر من 80% من المصريين، ليس بسبب قيمته الغذائية العالية فقط، وإنما لرخص تكلفته، وقدرته على الصمود في وجه الجوع، طوال اليوم.
وتؤكد الدكتورة سامية الميرغني، أستاذ الأنثروبيولوجي، وعلم المصريات، أن الفول أكلة مصرية موجودة منذ عهد الفراعنة، مشيرة إلى أن المصريين يمتلكون عشرات الطرق لتسويته، أهمها وضعه في حفرة عميقة، ساخنة تسهل عملية تسوية كميات كبيرة منه، فيما يعرف بالقدرة.
وأوضحت أن نبات الفول، معروف في مصر منذ القدم، وذكر في القرآن الكريم، عندما اشتكى اليهود، من تناول طعام واحد، فقال لهم الله اهبطوا مصر، وذلك في قوله تعالى بسورة البقرة: «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ»، وهو ما يدل على أن الفول من النباتات التي اشتهرت بها مصر.