«إن خلص الفول أنا مش مسئول»، «اللي أنت عاوز تدفعه»، هذه هي العبارات التي تلازم الحاج عبدالله خميس، صاحب إحدي عربات بيع الأكلة الشعبية الأولى لملايين المصريين، وهي «الفول»، في منطقة الدلتا بحي شرق شبرا الخيمة، حيث يسعى إلى جلب زبائنه من خلال الكلمة الحلوة، والأهم هو «حلاوة الفول».
عند دفع الحساب، تفاجأ بأن السعر المطلوب هو 2.5 جنيه، نظير الحصول على طبق فول ورغيفين، وطبق سلاطة صغير، ومن هنا كان الباب لفتح الحديث مع الحاج عبدالله.
وقال الحاج عبدالله، صاحب الـ60 سنة، إن سعر طبق الفول لديه ثابت بهذا السعر سنة ونصف، لم يرفعه على الرغم من التعويم، مضيفا: «الناس تعبانة برده، وأنا مش عاوز حد يمشي من عندي لأني غليت عليه السعر، لكن الغلاء قلل الرزق والبركة».
وعن تأثره من الغلاء، قال: «هو مين في مصر متأثرش، أنت عاوز تعرف أنا اتضريت قد إيه؟ أنا هقولك، من سنة كنت بطب 5 لـ7 علب فول، والعلبة عبارة عن 5 كيلو، وكنت بنزل بقدرتين، وكل ده بترخيص من الحي، وأنا في المكان ده أكتر من 35 سنة».
واستطرد: «دلوقتي الطلب على الفول انخفض بنسبة التلتين، وبقيت بطبخ علبتين ونص»، مبديا حزنه على غياب الابتسامة من وجهه، التي لم تفارقه قبلها، كونه كان يبيع «قدرتين»، ويخرج من منزله عقب صلاة الفجر، و«القدرتان» مستويتان و«آخر تمام»، يأتي بهما من منزله عبر «توكتوك»، حيث يبعد المنزل كيلو مترا عن مكان العربة، ومع حلول التاسعة صباحا ينتهي عمله ويجبره الله، كما يقول، حتى أنه يعتذر لمن لم يتمكن من الحصول على طبق فول.
بينما الآن، يستمر الحاج عبدالله حتى الثانية عشرة ظهرًا، قائلا: «أنا ورزقي، يا إما أخلص والحمد لله، يا أما آخد الباقي وأروح وأجيبه بكرة»، وتطرق إلى الارتفاع الجنوني لسعر كيلو الفول، حيث قفز سعر الكيلو المستور من 3 إلى 7 جنيهات، والبلدي من 7 و8 جنيهات إلى 12 جنيها و«أنت طالع»، و«محدش بيعرف يجيبه».
«الهلال اليوم» سألت الحاج عبدالله كيف يعيش حياته في ظل استمراره في بيع طبق الفول دون رفع سعره، فرد: «الناس تعبانة، ومن غير ما أرفع اللي كان بياخد 4 شقق دلوقتي بياخد 2، وناس كتير بطلت تيجي».
وتابع: «بعد 35 سنة من العمل في بيع الفول، أصبحت امتلك منزلا من 4 أدوار بمساحة 70 مترا في شبرا، الدور الأرضي لي ولزوجتي، والأدوار الأخرى لأبنائي الثلاثة للزواج فيها والسكن برفقتي».