الثلاثاء 18 يونيو 2024

وزير الصحة اليمني: 300 ألف مهددون بالموت بسبب الكوليرا (حوار)

20-5-2017 | 19:30

  • «الصحة العالمية» تحذر من وفاة 300 ألف شخص خلال 6 أشهر
  • الحوثيون دمروا 286 منشأة الصحية وقتلوا وشردوا الكوادر الطبية
  • غياب الموارد المالية والمستلزمات الطبية ينذران بمقتل الآلاف

أكد وزير الصحة اليمني، ناصر باعوم، أن الحرب الجارية في بلاده تهدد المواطنين بكارثة إنسانية، بسبب انتشار مرض الكوليرا الفتاك، مشيرا إلى تقارير منظمة الصحة العالمية، التي تحذر من أن معدلات انتشار المرض، تهدد بوفاة 300 ألف شخص خلال الأشهر الـ6 المقبلة.

وأوضح في حوار أجرته معه «الهلال اليوم»، أن القطاع الصحي في اليمن يشهد ترديا خطيرا في الخدمات المقدمة للمواطنين؛ جراء الحرب الدائرة هناك، لافتا إلى أن شح الموارد المالية، يهدد بمزيد من التدهور والانهيار في الخدمات المقدمة للمواطنين، ويعزز فرص انتشار المجاعة والأمراض، التي تحصد المئات أسبوعيا، في مختلف أنحاء البلاد، وإلى الحوار.

هل يمكن أن تصف لنا الوضع الصحي في اليمن حاليا؟

القطاع الصحي في اليمن متردٍ بشدة، خاصة أن الخدمات الصحية، كانت قبل الحرب لا تغطي سوى 75% من المساحة الجغرافية للجمهورية اليمنية، وأدت الحرب لمزيد من التردي في الأوضاع الصحية؛ بعدما دمر الانقلابيون من ميليشيات الحوثي، 286 منشأة صحية، وقتلوا وشردوا الكوادر الطبية، والعاملين في القطاع الصحي.

وإلى أي مدى يؤثر الوضع الاقتصادي على القطاع الصحي؟

‏لدينا شح في الموارد المالية، مما لا تتوافر معه القدرة على شراء المستلزمات الطبية، كما تغيب البيئة الآمنة للعمل، وكسب أرزاقهم، مع التضييق الذي تمارسه ميليشيات ‏الانقلابيين، على المزارعين، والصيادين في المناطق التي يسيطرون عليها، كما أنهم يمنعون دخول المساعدات الإنسانية، والشحنات الطبية، والأدوية، ولقاحات الأطفال، كما يمنعون المواد الغذائية بما أدى لانتشار المجاعة، التي تقتل المئات أسبوعيا.

ما العوامل التي أدت إلى انتشار وباء الكوليرا وإلى أي مدى بات يهدد حياة الناس باليمن؟

اجتياح وباء ‏الكوليرا لليمن؛ نتيجة طبيعية لتعرضه ‏لعدوان الحوثي، خاصة أنهم استهدفوا المنظومة الصحية، ودمروا المنشآت، وسيارات الإسعاف، ومنعوا دخول الأدوية، ‏‏والمستلزمات الطبية، وهو أحد ‏التداعيات الخطيرة التي خلفها الصراع، الدائر على الأرض، لا سيما في ظل تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن 300 ألف شخص مهددون بالموت بسبب الكوليرا.

كيف تواجه الحكومة اليمنية تلك المشكلة؟

بدأنا خطة مباشرة لإنقاذ الأوضاع، بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة، تمهيدا لبدء أعمال إعادة الإعمار بالمناطق المحررة، نعد الآن للقاء الخليجي لإعادة الإعمار، الذي سيعمل على توفير الأدوية ‏الأساسية لمعالجة الجرحى، ومكافحة الأوبئة، التي ‏تنتشر بسبب عدم وجود المياه الصالحة للشرب، وغياب الكهرباء، وانتشار النفايات والقمامة، على نطاق واسع.

وما خطة وزارة الصحة للتصدي لوباء الكوليرا؟

نبذل جهودا هائلة في هذا الشأن؛ من أجل مواجهة الوباء المنتشر في مختلف المحافظات، ونسعى لتحسين الأوضاع الصحية، وتوفير الأدوية، كما نطالب خطباء، وأئمة المساجد، والمرشدين، ووسائل الإعلام بأن يلعبوا دورا في التصدي للوباء، وذلك بتوعية المجتمع بمخاطر ‏الكوليرا، ‏وطرق الوقاية ‏منه.‏

وكيف يمكن للمواطن العادي أن يقي نفسه من الكوليرا؟

‏الوقاية من هذا ‏المرض سهلة، ومتاحة؛ عبر الاهتمام بالنظافة الشخصية، ‏والعامة ‏في المدن وأماكن التجمعات السكنية، ونظافة الشوارع، والأحياء، ‏‏ومصادر المياه.

هل انتهت الحرب في اليمن؟

لا ما زالنا في حالة حرب، فرغم عودة الهدوء لبعض المحافظات، فإن هناك معارك طاحنة تدور في محافظات أخرى، الأمر الذي يحتاج لجهود ضخمة؛ من أجل تفادي آثار تلك المعارك على المدنيين العزل.  

كلمة توجهها لشعوب العالم؟ ‏

‏أناشد شعوب العالم، أن تقف إلى جانب الشعب ‏اليمني، وأن تضغط بكل قوة؛ من أجل تدخل حكوماتها لفك ‏الحصار المفروض ‏على اليمن، والسماح بإدخال الأدوية، وإنقاذ ‏المواطنين، كما أدعو الشعوب العربية، إلى التحرك لإجبار حكوماتها على التحرك الفوري؛ لوقف ‏الكارثة ‏المتواصلة في ‏البلاد، منذ أكثر من عامين.