السبت 1 يونيو 2024

الواد ده بتاعى.. اسمه على دراعى!

21-5-2017 | 10:49

بقلم : مى محمود

الدنيا مقلوبة حصرياً على قناة «شعبيات»، صبيان وبنات فرحانين ومزقططين، قاعدين يتفرجوا على كليب «الواد ده بتاعى.. اسمه على دراعى». الكليب كتب كلماته طارق السفاح وأنتجته الست ليلى الشيخ، أم الأختين الحلوين مريم وشهد فؤاد.. مريم عمرها 7سنين، بس إيه لهلوبة فى الرقص والغناء والغمز واللمز، وشهد 9 سنين، مربربة شوية بس برضه آخر حركات، عاملة خصلة ميش فى شعرها، والأمر ميخلاش من سهوكة وإيحاءات، وقال إيه الأختين بيتنافسوا على واد غتيت لابس بدلة إسموكن وقاعد متربع بين الاتنين، مريم تقول:

«الواد ده بتاعى اسمه على دراعى.. الواد بعيونى شطة وكمونى».

وشهد تقولها:

« أنا عينى منه مركزة.. وراشق فى القلب بأستذة».

وهات يارقص وهمبكة على موسيقى مولعة مقدرتش مية البيسين تطفيها. وولعها ولعها يا سفاح، ربنا يكرمك ونرتاح ياللى بسبب إللى زيك شفنا البنات بترقص بالسلاح، كل همك مزيد من الشهرة والأرباح، بكرة الغنوة تحطها شركات الاتصالات «كول تون» للحلوين والحلوات.

الكليب اللى ولع الدنيا طلع بدون موافقة الرقابة، وشعلل الخناقات على الهوا، حلمى بكر قال لمريم: «لما دلوقتى اسمه على دراعك.. لما تكبرى شوية اسمه هيكون فين؟!».

وهانى شاكر قال: «صعبان عليا مريم وشهد سهرانين لدلوقتى، وأحفادى من سنهم نايمين بقالهم 5 ساعات».

ومحمود البدوى، المحامى بتاع القانون، قالهم كلام فى الجول، فالكليب مش غنوة، إنما جريمة تنتهك الطفولة بقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل بقانون 1260 لسنة 2008 وكمان بنص الدستور!

بتوع الثقافة الشعبية كمان هاجموا الكليب لأنه بيشجع على زواج القاصرات، لما انتهى بالطفلة الحلوة الأمورة لابسة فستان الفرح.

والحكاية مش مجرد كليب خليع وكلام ورقص فظيع وإيحاءات جنسية وأطفال ضحية. الحكاية أكبر من كده بكتير، فالكليب اتهاجم لأنه خرج للنور حصرياً على قناة «شعبيات»، لكن فيه كليبات ياما محدش أنتجها ولا تعرف مؤلفها ومخرجها مالية السوق فى السر بيغنيها أطفال فى الأفراح وأعياد الميلاد والليالى الملاح، وياما فيه أطفال بترقص على المسامير والنار ويلموا النقطة على أنغام الطبلة والمزمار، وأطفال الليل ياما تلاقيهم فى الأحياء الشعبية بالطاقية والجلابية بيغنوا فى الأفراح مواويل العشق والغرام، وروح اتفرج يا باشا لو اتعزمت فى ليلة حنة، هتشوف العجب العجاب. الدنيا سداح مداح، وإيه يفيد يا محترم البكا والنواح على زمن التدنى والابتذال وفين راحت أيام وليالى زمن فات؟!

فاكرين فيروز لما غنت فى فيلم «دهب» «معانا ريال.. معانا ريال.. ده مبلغ عال»، و«أنا كتكوتة نونو ودح».

وفاكرين الأراجوز اللى كان بيجمع الأطفال حواليه يغنى لهم ويحكى لهم حكايات حلوة ومفيدة؟ وفاكرين ياولاد أغانى الأطفال الصابحة زى اللبن الحليب، وفين راحت حكايات أبلة فضيلة الجميلة اللى اتربى عليها أجيال؟!.. ومليون سؤال عن إيه اللى جرى وغير الأحوال؟ دلوقتى أبلة فاهيتا بتعلم قلة الأدب والتفاهة والابتذال والسخافات، والدراما بتعمل من الطفلة مشروع ست مسهوكة دايرة فى البارات والبنت صغيرة ولابسة كعب عالى وبنطلون محزق وسايبة شعرها على كتفها والصبيان 12 سنة وبيتحرشوا فى الشوارع بالبنات والستات!

الحكاية مش كليب ليلى الشيخ، الحكاية حكاية شعب حط القيم والأخلاق فى بؤجة ورماها فى البحر وثقافة عايشة فى برج عالى وقاعدة تتفرج، ومفيش دين ولاتربية ولاأخلاق.

الحكاية محتاجة ثورة ضمير وثقافة وأخلاق ورقابة حقيقية وتطبيق القانون فوراً على كل من يخرج عن النص ويشجع على الانحلال والابتذال، عشان ترجع الكلمة الحلوة الهادفة والمعنى الراقى، الكلمة اللى تعلم الأدب والسلوك وتصحى الضمير وتوصل الرسالة الصح، رسالة الفن الراقى للرقى بوجدان وسلوك الصغار والكبار.