الإثنين 17 يونيو 2024

في دورته السبعين ووسط تأمين شديد .. السياسة واللاجئون وغياب هوليوود في «كان» السينمائي

21-5-2017 | 11:00

كتبت : نيفين الزهيري

مع الساعات الأولي من فجر غد الأربعاء تبدأ مدينة كان الفرنسية في استقبال النجوم وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم في أكبر تظاهرة سينمائية تقام سنويا، لمدة 12 يوما، حيث تبدأ غدا فعاليات الدورة الـسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي، يفتتح المهرجان بالفيلم الأمريكيIsmael,s Ghosts، تأليف وإخراج الفرنسي الكبير أرنو دبلشان في تعويض عن تجاهل المهرجان قبل عامين لفيلمه السابع الرائع "أيامي الذهبية"، والذي تسبب في انتقادات لمبرمجي المهرجان ، الفيلم بطولة ماريون كوتيار وشارلوت جانسبورج ولويس جاريل وماثيو امالريك، وغيرهم، فيلم "Ismael,s Ghosts" تدور أحداثه حول مخرج شاب على وشك تقديم فيلم عن علاقة حب قديمة hنتهت منذ 20 عاما، ويشارك هذا العام 18 فيلما اختارها المهرجان للتنافس على السعفة الذهبية، والتي تعد أرفع جائزة سينمائية في العالم.

وعملت الشرطة الفرنسية علي تأمين مدينتي كان ونيس لاستقبال نجوم المهرجان، حيث تم إنفاق ملايين الدولارات للتأمين من الهجمات الإرهابية المحتملة، وفقا لما أعلنه موقع "pagesix"، وأكد إيف داروس رئيس شرطة كان أنه تم إنفاق ما يقرب من 6 ملايين دولار من أجل العمليات التأمينية الخاصة بالمكان خلال فعاليات مهرجان كان السينمائى، كما ستكون هناك مراقبة مكثفة فى ميناء وخليج كان، بالإضافة إلى الطرق المؤدية لقصر المهرجانات، وجاءت فكرة التأمين المحكم للمكان بعد تكرار الهجمات الإرهابية فى فرنسا خلال الفترة الماضية والتى أثارت الكثير من القلق والرعب.

مستوي أمني

كما تم إنفاق نحو 4 ملايين جنيه استرليني لشراء حواجز قابلة للسحب عند مدخل المهرجان، كما قامت بتجنيد نحو 580 متطوعا يتولون القيام بدوريات بحثا عن الأنشطة المشبوهة ورفع التقارير إلى السلطات، وستعقد إدارة المهرجان اجتماعات يومية مع السلطات وموظفي الأمن من أجل ضبط مستوى الأمن المطلوب، هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد كاميرات المراقبة من 400 إلى 550 في جميع أنحاء المدينة السياحية والأماكن المخصصة للمهرجان.

وحسبما ذكرت مجلة Variety، فإن مهرجان كان لهذا العام هو أول مهرجان فني تستقبله فرنسا منذ وقوع حادث "نيس" المأساوي العام الماضي، حيث قام مجهول بدهس العديد من الأشخاص بشاحنته في يوم الباستيل وأسفر الحادث عن وفاة نحو 85 شخصا وإصابة المئات، وصرح ديفيد ليسنارد عمدة مهرجان "كان" لمجلة Variety: "نستقبل مهرجان كان منذ 35 عاما، ولكن هذه السنة سنصل إلى آفاق جديدة في التأمين" مشيرا إلى أنهم مستمرون في عقد اجتماعات مع موظفي الأمن لضمان تأمين عالي المستوى.

صبغة سياسية

وتخيم علي هذه الدورة صبغة سياسية مع كم كبير من الأعمال المتمحورة على الهجرة والتغير المناخي وغيرهما من قضايا الساعة، حيث قال رئيس المهرجان بيير ليسكور "آمل ألا تلقي كوريا الشمالية أو سوريا بظلالها على هذه الدورة التي نأمل أن تكون مستقرة واحتفالية". وأضاف "نأمل أن يكون هذا المهرجان فسحة للتنفيس تتيح لنا الغوص في شئون السينما... وبما أن السينما مرآة العالم... فسنتطرق أيضاً إلى السياسة ومواضيع الساعة".

وأضاف " بعد 11 عاماً على تقديم الفيلم الوثائقي آل جور بعنوان in confidence truth عن التغير المناخي، تقدم الدورة السبعون من المهرجان تكملة لهذا العمل تحت عنوان " truth to power: in confidence squeal تظهر الكفاح المتواصل لنائب الرئيس الأمريكي سابقاً الذي يجوب العالم لتعبئة عامة من أجل الدفاع عن البيئة. وسيحضر آل جور شخصياً لتقديم هذا العمل الجديد.

اللاجئون

أما قضية اللاجئين فهي في صلب عدة أعمال سينمائية في نسخة العام 2017 من المهرجان، وفيلم "Happy End"، إخراج مايكل هانيكه المكافأ مرتين في كان وبطولة إيزابيل أوبير وجان-لوي ترانتيجان، يروي قصة عائلة بورجوازية تعيش في شمال فرنسا بالقرب من مخيم للاجئين. أما المخرج المجري كورنيل ماندروتشو الحائز في العام 2014 جائزة فئة "نظرة ما" عن "White Gate"، فهو يقدم فليماً خيالياً عن استقبال اللاجئين يحمل اسم " jupiter moon".

وتقدم الممثلة والناشطة البريطانية فانيسا ريدجريف وثائقي "Sea Sorrow" عن أزمة اللاجئين. ويتطرق السلوفاكي جيورجي كريستوف من جهته إلى العمال من المهاجرين في أوروبا، وهو أول فيلم من إخراجه يعرض في فئة "نظرة ما"، والتي يعرض فيها أيضا أول فيلم طويل إخراج الإيطالية أناريتا تسامبرانو "Apres L'ager" حول الفترة المعروفة بسنوات الرصاص في إيطاليا.

مسائل جدلية

ومن الأفلام الأخرى السياسية الطابع، "نابالم" لكلود لانتزمان الذي سيعرض في جلسة خاصة والمعتمد على كوريا الشمالية التي زارها المخرج الفرنسي أربع مرات منذ العام 1958وقد يولد هذا الفيلم جدلاً، غير أن هذا الاحتمال لا يؤرق صاحبه المعتاد على إثارة مسائل جدلية. وقال في تصريحات أدلى بها مؤخراً لوكالة "فرانس برس" إن "كوريا الشمالية ليست محور الشر كما يقول جورج بوش".

ويواصل الفرنسي ريموند دوباردون التركيز على الأعمال الوثائقية مع "12 جور" عن الإدخال القسري إلى المصحات العقلية، في حين أن مواطنه روبن كامبييو (إيسترن بويز) يسلط الأضواء في "120 باتمان بار مينوت" على نضال جمعية "آكت آب" لتيسير حصول مرضى الإيدز على الأدوية في التسعينيات.

ومن الأفلام الأخرى المرشحة لنيل جائزة السعفة الذهبية، "أوكجا" للكوري الجنوبي بونج جون-هو الذي يروي قصة صداقة بين فتاة صغيرة وحيوان عملاق تقرر شركة كبيرة الاستيلاء عليه، وقال المندوب العام للمهرجان، تييري فريمو: "هو فيلم سياسي جدا بالرغم من طابعه الكوميدي... يغوص في طرق استغلال الحيوانات".

وتخصص هذه الدورة تكريما لذكرى السينمائي البولندي أندريه فايدا الحائز جائزة السعفة الذهبية سنة 1981 والذي توفي في أكتوبر 2016 ومن المرتقب حضور الزعيم السابق لحركة "تضامن" (سوليدارنوسك) البولندية، ليخ فاليسا، الحائز "نوبل" للسلام سنة 1983.

نيكول كيدمان

كما أعلن منظمو المهرجان عن مشاركة الممثلة الأسترالية، نيكول كيدمان، بأربعة أعمال، في هذه الدورة، حيث تدخل في المسابقة الرسمية بفيلمين وهما The Beguiled من إخراج صوفيا كوبولا، وتدور أحداثه في فترة الحرب الأهلية الأمريكية، و The Killing of a Sacred Deer للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، بالإضافة إلي مشاركتها في عملين آخرين خارج المسابقة الرسمية، وهما فيلم الخيال العلمي How to Talk to Girls at Parties وحلقة من المسلسل التلفزيوني Top of the Lake.

نجمات بوليوود

وأعلنت العديد من التقارير الإخبارية التي نشرت علي موقع Pinkvilla عن مشاركة ثلاث من نجمات بوليوود وهن النجمة "ديبيكا باديكون"، "آيشواريا راي" و"سونام كابور" في حفل توزيع جوائز مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الـ70، حيث ستكون نجمات بوليوود الثلاث سفراء في هذا المهرجان لأشهر ماركة مستحضرات تجميل في العالم.

وأشار الموقع أيضاً إلى أن هناك العديد من نجمات هوليوود اللاتي يمثلن هذه العلامة التجارية سوف يشاركن في المهرجان من بينهن "جوليان مور" و"إيفا لونجوريا"، وذكر الموقع أيضاً أن النجمة ديبيكا شاركت مرة واحدة في ذلك المهرجان خلال عام 2010، وسوف يكون ظهورها في ذلك الحفل هو الثاني لها في تاريخها.

وزارة التضامن

وأعلنت وزارة التضامن الاجتماعي في بيان لها عن مشاركتها في فعاليات مهرجان كان السينمائي من خلال الفيلم التسجيلي القصير "مستورة"، من إنتاج وزارة التضامن الاجتماعي، في ركن الفيلم القصير بالمهرجان، ويتناول الفيلم قصة سيدتين هما مستورة وميرفت، وهما حالتان مستفيدتان من برنامج تكافل وكرامة الذي يقدم دعما نقديا للفئات الأكثر فقرا، بحيث تظهر "مستورة" الشخصية الرئيسية في الفيلم عنوانا لبرنامج "كرامة" الذي يستفيد منه كبار السن فوق 65 عاما وذوو الإعاقة بدون دخل ثابت، بينما تظهر ميرفت عنوانا لبرنامج تكافل الذي تستفيد منه الأسر الفقيرة.

إيزابيل هوبر

اختيرت النجمة العالمية إيزابيل هوبير لتتصدر الملصق الخاص بـ"Women in Motion" فى طبعته الثالثة، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ70 للمهرجان، واستطاعت إيزابيل هوبير أن تبرز مدى قوة النساء ودورهن الفعال فى الأعمال السينمائية، فأكد نقاد سينمائيون أنها تمتلك نظرة مميزة جعلتها من أهم مقوماتها لتقدم الأدوار المميزة، وقدمت إيزابيل هوبير عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية الناجحة، من أبرزها: "Comedy of Power" و" Hidden Love" و"The Sea Wall" و"White Material" و"My Worst Nightmare" وغيرهم الكثيرون.

كلاسيكيات «كان»

قالت إدارة المهرجان إنّها ستخصص برنامج "كلاسيكيات كان 2017"، في جزء كبير منه، لعرض تاريخ المهرجان، واختارت إدارة المهرجان 24 فيلماً روائياً طويلاً، وفيلماً قصيراً واحداً وخمسة أفلام وثائقية، لعرضها خلال البرنامج، وتنتمي الأفلام التي تم اختيارها إلى دول: المجر، لبنان، صربيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، الولايات المتحدة، إسرائيل، موريتانيا، النيجر، بولندا، سويسرا، اليابان، إسبانيا، هولندا، كندا، بلجيكا، وأستراليا، وقالت إدارة "كان"، في بيان لها، إن "المهرجان لجأ منذ 15 عاما إلى تأسيس قسم للكلاسيكيات بعد أن كانت العلاقة بين السينما المعاصرة وذكرياتها على وشك أن تهتز من قبل وصول التكنولوجيا الرقمية الناشئة".

وبحسب البيان تُعرض الأفلام في قصر المهرجانات "سال بونويل أو سال دو سويكسانتيم" بحضور الأحياء من صناعها، وذكر البيان أن الأفلام التي تم اختيارها تغطي الفترة من أعوام 1946 إلى عام 1992، ومن أبرز الأفلام، التي اختيرت، "ميري تتجول في الجوار" انتاج 1956 للمخرج المجري زولتان فابري، "إلى أين" للمخرج اللبناني جورج ناصر إنتاج 1957. و"حتى أنني قابلت غجر سعداء" للمخرج الصربي ألكسندر بتروفيتش إنتاج 1967.

وكذلك "انفجار" للمخرج الإيطالي مايكل انجلو انطونيوني إنتاج عام 1967، و"سياج... سياج" للمخرج الإسرائيلي جيلبرتو توفانو إنتاج 1969، وأيضاً "رجل إيران" للمخرج الإيراني اندرزيج واجدا إنتاج 1981، و"يول- النسخة الكاملة" للمخرج السويسري سيرف جورين، إنتاج 1982، ويعرض أيضا ضمن برنامج كلاسيكيات كان فيلم عن تاريخ هذه الأفلام في علاقتها بمهرجان كان، منذ عام 1951 وحتى عام 1999، من إخراج الفرنسيين كريستين جون، ويعقوب كيرمابون.

غياب هوليوود

كانت المفاجأة هذا العام للسينما العالمية هي ترشيح عدد من الأعمال السينمائية المهمة، بعضها من السينما الأوروبية، والبعض الآخر من السينما الآسيوية، وسط غياب من السينما الأمريكية، والتى لم تمثل بأى عمل سينمائى داخل قائمة الأفلام المشاركة.

كانت عدة تقارير أشارت إلى أن خيبة أمل أصابت عدد من الاستديوهات الأمريكية الكبرى، بعد استبعاد عدد كبير من الأعمال المهمة، التى كان من المتوقع أن تدخل المنافسة بقوة خلال فعاليات المهرجان، وكان أبرز هذه الأعمال التى لم يتم ترشيحها، فيلم «دونكيرك» للمخرج الشهير «كريستوفر نولان»، الذى يروى من خلاله قصة الحرب العالمية الثانية من منظور مختلف وجديد، كما تعودنا من نولان، وهو ما شكل خيبة أمل كبيرة لشركة «وارنر بروس» المنتجة للفيلم، فى ظل إشارة عدد من النقاد إلى أن الفيلم سوف يكون حاضرًا فى عدد من المهرجانات الدولية المهمة، كما غاب أيضا عن الترشيحات فيلم الخيال العلمى «بلايد رانر 2049» للمخرج «دينيس فيلنيف»، وأيضا أحدث أجزاء سلسلة الخيال العلمى «إيلين كونفننت» للمخرج الشهير رايدلى سكوت، ومن الممكن أن تكون الفرصة لا تزال سانحة بعدما أعلن فريماوس خلال المؤتمر الصحفي، أنه من الممكن الاستعانة ببعض الأعمال الهوليوودية ضمن قائمة الترشيحات، وذكر أن أبرزها الجزء الخامس من سلسلة «قراصنة الكاريبي» للنجم جونى ديب، إضافة إلى فيلم «بلايد رانر 2049» للنجم رايان جوسلينج.