صوت رخيم ولغة عريية منضبطة، ملامح ونظرات حادة مكنته من تجسيد أدوار الشر بسهولة، بات أشهر تجار المخدرات في السينما، هو "عبده القماش" الذي يدخل في صراع مع الضابط "وحيد" الذي يحاول القبض عليه متلبسا بالمخدرات في"النمر والأنثى"وتجده "المعلم زينهم" الذي ينافس "حمدان" على الفوز بالزواج من "المعلمة أفكار" في "المدبح".

 

يبهرك بأداءه في مسلسل"عصفور النار" بشخصية "السنباطي" لشدة إتقانه لكل تفاصيلها من ملابس الشخصية الجلباب الذي يرتدي فوقه جاكيت طويل أسود اللون وطاقية إلي اللهجة، لا يدع لك الفرصة حتى تفيق من دهشتك، لتشاهده في دور "الوزير" في "الارهاب" ويبدع في دور "الحاج رضوان" كبير البلد في "آه يا بلد آه"، هو صاحب كل الشخصيات، المعلم، والفلاح، والوزير، هو الفنان الكبير أنور إسماعيل. 

 

ولد أنور إسماعيل في 1 أغسطس 1929 بمحافظة الشرقية، نشأ في عائلة فنية والده الموسيقي إسماعيل خليفة، وشقيق الموسيقار الراحل علي إسماعيل والفنان الراحل جمال إسماعيل، والمخرج فايق إسماعيل، حصل على بكالوريوس المعهد العالي للتمثيل، وبكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس.

عمل مدرسًا مسرحيًا بوزارة التربية والتعليم، ثم انتقل بعدها للعمل بالمسرح القومي وقدم عدة مسرحيات أبرزها "شهرذاد، حلاق بغداد، الفتى مهران، عودة الغائب، وست الملك"، وقدم في بداياته عدة أدوار صغيرة في عدد من الأعمال.

 جاءت إنطلاقته الحقيقة في فيلم "المدبح" 1985 مع نادية الجندي في دور "المعلم زينهم" وبعده بات حاضرا في حسبان المخرجين وتتوالت أعماله في السينما، وقدم في العام التالي فيلم "آه يا بلد آه" في دور "الحاج رضوان" كبير البلد، وفي نفس العام "التفاحة والجمجمة" مع إبراهيم نصر.

قدم "إسماعيل"دور العمر والذي يعد أشهر أدواره عندما قدم شخصية "عبده القماش" في فيلم "النمر والأنثى" 1987 مع عادل إمام، وكان بمثابة طاقة القدر التي فتحت له الباب عبر النجومية، بعد أن برع في تجسيد أدوار الشر، وفي العام التالي شارك في فيلم "عاد لينتقم" مع عزت العلايلي، وتألق في دور "الوزير" في فيلم "الإرهاب" 1989 مع فاروق الفيشاوي ونادية الجندي.

في التليفزيون قدم العديد من المسلسلات أبرزها "ألف ليلة وليلة، الشريد، الدنيا وأنا، الشعراء والصعاليك، الكهف والوهم والحب، لا يا ابنتي العزيزة"، وعدد من المسلسلات الدينية منها "القضاء في الإسلام، لا إله إلا الله محمد رسول الله، الكعبة المشرفة" ويبقى دور "السنباطي" في مسلسل "عصفور النار" مع محمود مرسي، وفردوس عبد الحميد من أشهر أدواره في الدراما.

استيقظ الوسط الفني في 23 أبريل 1989 على خبر العثور على جثة أنور إسماعيل داخل شقته في حي السيدة زينب بالقاهرة في ظروف غامضة، وتداولت عدة روايات حول وفاته أشهرها أنها بسبب تناول جرعة زائدة من الهيروين، وهو ما نفته اسرته في ذلك الوقت، وقيدت الواقعة في النهاية ضد مجهول، ولكن بقيت أعماله خير دليل على موهبته التي لا تعرف حدود.