إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني، من أبرز شعراء مصر في العصر الحديث، وهو روائي وكاتب وناقد أدبي، ويعتبر رائداً من رواد النهضة الأدبية في العصر الحديث، استطاع الأديب المازني أن يبني له أسلوباً أدبياً فريداً في الشعر والنثر، فقد امتاز بأسلوبه الكتابي الساخر مما أكسبه مكانةً مرموقةً بين أدباء عصره ومفكريه.
وُلد الشاعر والأديب إبراهيم عبد القادر المازني بتاريخ 19 أغسطس عام 1890م، ويرجع أصل الشاعر المازني إلى قبيلة بني مازن بن تميم بن مُرّ، وهي من أعرق القبائل العربية المتأصلة في أرض الحجاز، ومع مرور الزمن انتقل فرعٌ منها قديماً إلى مصر، وأصبحت للعائلة جذورٌ مصرية نشأت منها أسرة الشاعر المازني وأقرانه.
أتمّ المازني تعليمه الابتدائي والتحق بالمدرسة الخديوية التوفيقية في المرحلة الثانوية، ثم بدأ بدراسة الطب في سنواته الجامعية الأولى، ولكنه لم يكمل مسيرته في الطب إذ إنه لم يقوَ على التأقلم مع مساقات التشريح لرهافة حسه فترك الطب لذلك السبب، وانتقل إلى كلية الحقوق ولم يكمل تعليمه فيها أيضاً لكثرة تكاليف دراسة الحقوق آنذاك، حتى استقر به المطاف في مدرسة المعلمين التي تخرج منها عام 1909م، ليعمل بعد تخرّجه في سلك التدريس والتعليم والتربية لعشر سنوات متتالية.
وقد أبدع المازني في كتابة المقالات والقصص والروايات والشعر، وكان له باعٌ طويل في العمل الصحفي مع عدة صحف مهمة ومنها: صحيفة الأخبار، وصحيفة السياسة الأسبوعية، وصحيفة البلاغ، وغيرها من الصحف المصرية، وقد ساهم عمله في الصحافة في انتشار أعماله وتزايد عدد المهتمين والمعجبين بأسلوبه الكتابي الفريد.
وتميّز المازني في العمل الصحفي وشغل مناصب مهمة في هذا المجال، فكان رئيس صحيفة الاتحاد، وانتُخب وكيلاً لمجلس نقابة الصحفيين عام 1941م، وهو من أسس مدرسة الديوان مع عبد الرحمن شكري وعباس العقاد، كما انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وهو أيضاً من أعضاء المجتمع العلمي العربي في دمشق.
تعرّض إبراهيم المازني إلى العديد من والعقبات والتحدّيات، فقد توفي والده وهو لايزال صبياً في سن التاسعة من عمره، حيث كان والده مدرساً للغة العربية ومسؤولاً عن الشؤون الشرعية في القصر الملكي، في مصر وبعد وفاة والده أصبح أخوه الأكبر مسرفاً ومبذّراً فبدّد ميراث أبيه، وباتت العائلة تعيش في العَوَز والمعونة، وبعد أن تزوج المازنيّ بفترة ماتت زوجته دون أن يُرزق منها بأبناء، وتزوج بعد ذلك من امرأة أخرى ورزق منها ولدين من الذكور وفتاة، إلّا أن الفتاة توفّيت وهي في مقتبل عُمرها، وكذلك فقد توفيت والدتها، وبقي المازني ومعه ولداه. وقد كان للمازني عرجٌ في مشيته اجتمع عليه مع قصر قامته وهذا ساهم مساهمة مباشرة في جعله يستخدم فن السخرية اللاذع، فقد بدأ بالسخرية مما يعانيه هو شخصيّاً حتى لا يسخر منه الآخرون.
ومن أبرز المؤلفات المازني رحلته في عطائه الأدبي، فقد ألّف نحو أربعين كتاباً في النقد والأدب والقصص والروايات والشعر: كتابه الأول: ديوان المازني (الجزء الأول) عام 1913م.
ديوان المازني (الجزء الثاني) عام 1917م.
حصاد الهشيم (مقالات نقدية) عام 1924م. صندوق الدنيا (مقالات قصصية) عام 1929م.
غريزة المرأة أو حكم الطاغية (مسرحية) عام 1931م. إبراهيم الكاتب (رواية) عام 1931م.
إبراهيم الثاني (رواية) عام 1943م.
ديوان المازني (الجزء الثالث) عام 1961م.
قصة حياة (سيرة ذاتية) عام 1961 م.
توفي المازني بتاريخ 10 أغسطس عام 1949م، تاركاً خلفه إرثاً معرفياً وأدبياً وفنياً يملؤه الصدق والإبداع والفكاهة والأسى والعاطفة، وحس روحه ومعاناته وأحاديثه مع نفسه ومع أصدقائه كما مُلئت حياته بكل ذلك.