قال الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف إن المتصدر للعلم من جماعات التطرف لم تستوف مقومات العلم ولم يتتلمذوا على أيد علماء متخصصين، بل يتقمص أحدهم شخصية الآخر، فمن استهواه الوعظ صار خلف الوعاظ، وحاولوا أن يحتكروا كل شيء، وحاولوا تشويه كل الرموز الدينية عدا رموز عصابتهم.
وأضاف خلال كلمته في المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء أن جماعات التطرف يعملون على شراء ضعاف النفوس من جهة، ويجددون أشباح طلاب العلم من جهة أخرى محاولين الادعاء بأنهم العلماء الربانيون، ولا أدري ما مفهوم الربانية عندهم، ومن الذي خصهم بهذه الربانية أو منحهم إياها كما لا أدري ماذا يعنون بوصفهم الدعاة الجدد: أيعنون شيئا من الثياب والمظهر أم يعنون الخروج من العربية إلى اللهجات العامية أم يعون شيئا آخر لا نعرفه وكأنه لغز من الألغاز.
وشدد على ضرورة دعم وتقوية مؤسسات الدولة الوطنية إفتائية كانت أو دعوية كل في مجاله، كما لا يجوز على حق الدولة بالافتئات على دورها.
وفي ختام كلمته أكد وزير الأوقاف ضرورة سن القوانين التي تحول دون افتئات أي شخص أو جماعة أو تنظيم على الشأن الديني خاصة، وكذلك حتمية التعاون والتنسيق وجميع العاملين في الشأن الديني لبناء إنسان عامل متخصص ملم بأدواته ممتلك لوسائل العصر، مع ضرورة ملء الفضاء الإلكتروني مع تضييق الخناق فيه على التطرف والفكر الإرهابي.
وكانت قد انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء المصرية، ظهر اليوم، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وتنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
ويشهد مؤتمر الإفتاء الذي ينعقد تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون»، عدة جلسات على مدار يومَي المؤتمر، يشارك فيها كبار رجال الدولة، وعدد من العلماء الأجلاء والمفتين من مختلف دول العالم.
وتشهد الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من: الدكتور محمد مختار جمعة -وزير الأوقاف- وأ. د. محمد الضويني -وكيل الأزهر الشريف- والأستاذ الدكتور يوسف بلمهدي -وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر- وكذلك كلمة لسماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة -مفتي المملكة الأردنية الهاشمية- والدكتور عبد الرحمن الزيد -الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، وفضيلة أ. د. سعد حميد كمبش -رئيس ديوان الوقف السني بالعراق، والدكتور نصر الدين مفرح -وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني- إلى جانب كلمة الشيخ مصطفى سيريتش -المفتي الأسبق لدولة البوسنة والهرسك ورئيس العلماء في إقليم البلقان، فضلًا عن تشريف المؤتمر قامات كبيرة أخرى.