تعهد الاتحاد الأوروبي بضخ مساعدات مالية إضافية وزيادة الثقل الدبلوماسي لمساعدة ليتوانيا في معالجة أزمة المهاجرين التي تلقي باللوم فيها على بيلاروسيا المجاورة وزعيمها ألكسندر لوكاشينكو، فيما اعتبرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء بأنه أحدث علامة على تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومينسك.
وأفادت الصحيفة (في سياق تعليق نشرته على موقعها الالكتروني) أن ليتوانيا احتجزت 287 مهاجرا غير شرعي في يوم أمس الأول وحده، وهو رقم فاق ما احتجزته البلاد في أعوام 2018 و 2019 و 2020 بأكملها، وكانت الغالبية العظمى منهم من العراقيين الذين سافروا جوا إلى العاصمة البيلاروسية "مينسك" قبل التوجه شمالا للعبور إلى الدولة الأوروبية. كما تم اعتقال ما يقرب من 4000 مهاجر هذا العام، مقارنة بـ 81 لعام 2020 بأكمله.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشئون الداخلية إيلفا جوهانسون للصحفيين ليلة أمس الاثنين، بعد محادثات أجرتها مع رئيسة وزراء ليتوانيا إنجريدا سيمونيتي:" ما نواجهه هو عمل عدواني من نظام لوكاشينكو يهدف إلى الاستفزاز. والوضع يزداد سوءا ويتدهور. ونحن سوف نشدد على أنه لن يوجد دخول مجاني إلى أراضي الاتحاد الأوروبي".
ومن المعروف أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض عقوبات كاسحة على نظام لوكاشينكو في يونيو الماضي، بعد أن ادعى بطريقة اعتبرتها بروكسل "احتيالية" بشأن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت العام الماضي، ثم اصدار اوامر بقمع المحتجين بعنف وسجن المعارضين السياسيين.
وفي هذا، أبرزت الصحيفة أن القلق المتزايد بشأن عمليات عبور المهاجرين، والتي يقول مسئولو الاتحاد الأوروبي إنها حملة تتم بالتنسيق مع إدارة لوكاشينكو، يأتي في الوقت الذي طلبت فيه أحدى الرياضيين البيلاروس في أولمبياد طوكيو اللجوء إلى بولندا بعد أن حاولت إدارة فريقها إعادتها إلى بلدها ضد إرادتها ردا على انتقادها للنظام في مينسك بشكل علني.
وأضافت جوهانسون أن الاتحاد الأوروبي سيقدم ما بين 10 إلى 12 مليون يورو من التمويل الطارئ الفوري وسيرسل فريقًا من المسئولين إلى ليتوانيا لتقييم متطلبات المساعدة المالية طويلة الأجل، بما في ذلك تعزيز أمن الحدود بشكل اضافي، بينما صرحت سيمونيتي بأن ليتوانيا ستطلب "عشرات الملايين من اليوروهات" بحلول نهاية العام إذا استمر عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود على وتيرته الحالية.
وقال وزير خارجية ليتوانيا، جابريليوس لاندسبيرجيس، لصحيفة فاينانشيال تايمز في يونيو الماضي، إن بيلاروسيا ظلت "تسلح" الهجرة غير الشرعية للضغط على الدولة الواقعة في البلطيق بشأن قبولها للعديد من زعماء المعارضة. ومنذ ذلك الحين، ازداد بشكل حاد تدفق المهاجرين غير الشرعيين من العراق وسوريا وعدة دول أفريقية من خلال مينسك.
وزار دبلوماسيون عراقيون فيلنيوس نهاية الأسبوع الماضي بعد أن توجه وزير خارجية ليتوانيا إلى بغداد في منتصف يوليو المنصرم. وقالت جوهانسون يوم امس إن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي يجرون "اتصالات مكثفة" مع المسئولين العراقيين، ووصفتها بـ"البناءة أكثر مما كنا نأمل".
وتقدم الخطوط الجوية العراقية رحلات من أربعة مطارات عراقية إلى مينسك، غير أن الرئيس الإستوني السابق توماس إلفيس اقترح بأن يقطع الاتحاد الأوروبي مساعدته للعراق "على الفور حتى يوقفوا هذه الرحلات الجوية".