"الشلن" عملة غير متداولة لا تصلح لشراء أي سلعة غذائية، إلا أنها ظلت على مدار عقود طويلة يتم شراء رغيف الخبز بها، وتتحمل الدولة فارق تكلفة "العيش" بمقدار 55 قرش على أن يدفع المواطن 5 قروش أو ما يسمى "شلن"، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنهى حالة الخوف التي كانت تنتاب وزارة التموين من اتخاذ قرار رفع ثمن رغيف الخبز، على أن تتحمل الدولة جزءًا من ثمنه.
ولم يحدد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقدار تحريك سعر رغيف الخبز، إلا أن رؤساء شعب المخابز باتحاد الصناعات والغرف التجارية، قدموا اقتراح أن تقوم الدولة برفع سعر الرغيف بمقدار يتراوح ما بين 10 قروش إلى 20 قرش، مع زيادة وزن رغيف الخبز، خاصة أن انخفاض جودة الخبز جعلت الكثير من المواطنين يشترونه من أجل الطيور، إلا أن مع رفع سعر الرغيف وزيادة وزنه وجودته سيجبر المواطن على الحفاظ على رغيف الخبز، أو سيقوم شراء بدل نقاط من السلع التموينية.
وتدعم الدولة تكلفة رغيف الخبز بمبلغ سنويا يصل إلى 48 مليار جنيه سنويا، والسلع التموينية بمبلغ 36 مليار جنيه، بإجمالي قيمة دعم تصل إلى 84 مليار جنيه سنويا، حيث صدر قرار في أغسطس 2020، بتخفيض وزن رغيف الخبز المدعم من 110 غرامات إلى 90 جراما، نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج على المخابز.
رغيف الخبز بـ 20 قرش معقول
فمن جانبه أشاد حسن محمدي، رئيس شعبة المخابز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتحريك سعر رغيف الخبز، مقترحًا أن يكون سعر رغيف الخبز 10 قروش بزيادة في الوزن تتراوح ما بين 110 جرام إلى 140 جرام، وذلك بدلا من 5 قروش و بوزن 90 جرام فقط.
وأضاف محمدي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن هناك الكثير من المواطنين لا يتناولون رغيف الخبز الحالي كامل أو يتم اعطائه للبط كوجبة غذائية نتيجة قلة جودة الرغيف وعدم القدرة على تناوله، لذا يجب أن يكون هناك جودة عالية وزن سليم، وذلك حتى يتقبل المواطن فكرة تحريك سعر رغيف الخبز.
واقترح أن يتم الرجوع إلى سعر الرغيف خلال عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث كان يباع الرغيف وزن 140 جراما بسعر 20 قرشا، ورغيف وزن 110 جرامات بسعر 10 قروش.
وطالب وزارة التموين والتجارة الداخلية، بجعل جودة الدقيق 78% بدلا من 80%، خاصة أن جودة الدقيق كلما كانت أفضل كلما كان رغيف الخبز جيد ومقبول لدى المواطن، مشيرا إلى أن الدولة تتحمل 55 قرش من تكلفة الخبز خلال الفترة الحالية، على أن يقوم المواطن بتسديد 5 قروش للمخبز.
بزيادة 25%
وقال عبد الله غراب، رئيس شعبة المخابز في اتحاد الغرف التجارية، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتحريك سعر رغيف الخبز، جاء في وقته، الدولة تتحمل 55 قرش من سعر تكلفة الرغيف، الأمر الذي قد يرهق ميزانية الدولة.
وتوقع غراب في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن يتراوح ثمن الرغيف بعد تحريكة في حايز يتراوح ما بين 25% إلى 50%، أي ما بين 20 قروش إلى 30 قرش، وربما 10 قروش أو أقل، وقد تقوم الحكومة برفع وزن الرغيف من 90 جرام إلى 110 جرام أو ربما أكثر، حسب رؤية الدولة، مشيرا إلى أن الدولة هي من ستقوم بعمل دراسة بشأن سعر الرغيف للمواطن.
وأضاف أن الرئيس السيسي أشار إلى أن الجنيه المواطن يستخدمه في اتجاهين وهما شراء 20 رغيف بـ 100 قرش، في حين أنه يشتري سيجارة بنفس السعر، لذا فإنه من العدل أن يتم تحريك سعر الرغيف إلى الربع والنصف من تكلفته التي تصل إلى 60 قرش، وهذا يعود إلى قرار ورؤية الدولة.
قرار تأخر 30 سنة
وفي نفس السياق أشاد رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، عطية حماد، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتحريك سعر رغيف الخبز، مشيرا إلى أن هذا القرار تأخر أكثر من 30 سنة، وكان يجب أن يتخذ منذ فترة.
وأضاف حماد في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الدولة هي من ستحدد نسبة ارتفاع سعر الخبز وما على الشعبة إلا الرأي الاستشاري فقط، مشيرا إلى أن التكلفة الفعلية الآن لرغيف الخبز تتراوح ما بين 60 قرش إلى 62 قرش.
يذكر أن قرار تحريك سعر رغيف الخبز جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس المصري، صباح اليو، المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، فضلاً عن افتتاح عدد من المشروعات الأخري بمدن الدلتا.