يقع جامع السلطان الناصر محمد بن قلاوون في الجزء الجنوبي السكني من قلعة صلاح الدين -قلعة الجبل- وقد بناه السلطان الناصر محمد بن قلاوون718 هـ / 1318 م، وتخطيط المسجد مربع فيتكون من صحن مكشوف يحيط به اربعة ايوانات أكبرها ايوان القبلة الذي يتكون من أربع أروقة، والايوانات الثلاثة الاخرى كل منها يتكون من رواقين، والمدخل الرئيسي الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية ويتوجه عقد ثلاثي الفصوص، ومدخل ثانٍ في الجهة الشمالية الشرقية.

واجهات الجامع خالية من الزخارف، ويوجد في جزئها العلوي فتحات معقودة، ويتوج الواجهات شرافات بيضاوية تشبه شرافات القلاع، ويحتوي الجامع على أنواع مختلفة من الأعمدة الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استعمالها بشكل متناسق مع صنج عقوده الحجرية المنفذة بأسلوب الأبلق، على غرار ما هو مستخدم في جامع قرطبة في الأندلس.

كما يوجد في أعلى عقود الأروقة المطلة على الصحن فتحات نافذة معقودة على غرار ما هو موجود في الجامع الأموي في دمشق، ويعلو واجهات الأروقة المشرفة على الصحن شرفات مسننة تنتهى عند كل ركن من أركان الصحن بخوذة مضلعة محمولة على قاعدة مقرنصة.

وتقوم أمام المحراب قبة أنشئت سنة 1935م حلت محل القبة القديمة التى سقطت فى وقت غير معلوم وترتكز هذه القبة على مربع بأركانه الأربعة مقرنصات كبيرة من الخشب وبأسفلها طراز خشبى مكتوب به بالخط البارز الكبير اسم الناصر محمد وتاريخ الإنشاء سنة 735 هجرية. 

سقف الجامع فهو من الخشب على هيئة قصع نصف كروية تحيط بها أشكال هندسية تحصر بينها نهود بارزة تكون فى مجموعها منظر خلابا يدل ما بقى منه على ما كان عليه هذا السقف من جمال وبهاء، أما المئذنة فتتكون من مئذنتين تقع أولاهما إلى يسار المدخل الرئيسي (الشمالي الغربي)، أما الثانية فتوجد في الزاوية الجنوبية الشرقية من الجامع. وهكذا، تواجه هاتان المئذنتان الجهتين اللتين كان الآذان موجهاً إليهما، وهما المنطقة العسكرية في الجزء الغربي والمنطقة السكنية (القصور السلطانية) في الجزء الجنوبي من القلعة.

ويتضح في تصميم المئذنتين التأثير المغولي، ويشمل استخدام الآجر المطلي باللون الأخضر لتغطية قمتي المئذنتين، والكتابة القرآنية البيضاء على خلفية زرقاء والمنفذة على بلاطات من السيراميك، وقمتي المئذنتين اللتين أخذتا شكل قبة مفصصة.