الإثنين 25 نوفمبر 2024

ثقافة

مساجد أثرية| مسجد نور الدين محمد «أبو العلا»

  • 4-8-2021 | 17:19

مسجد نور الدين محمد

طباعة
  • عبدالله مسعد

يقع مسجد نور الدين محمد بشارع 26 يوليو فؤاد الأول سابقاً في حي بولاق ابو العلا، وقد بناه نور الدين علي بن نور الدين محمد ابن البرنس وجُدد بأمر الملك فؤاد الاول.

ومساحة المسجد حاليا 1264م2 وكانت في الأصل 843م2 هو تخطيط المدارس ذات الصحن الاوسط الذي تتعامد عليه ايوانات أربعة والعناصر الباقية من الجامع الأصلي تنحصر في المدخل الشمالي واجزاء من الواجهتين الشمالية والشرقيه والقبة والمئذنة والمنبر، وألحق به ضريحاً في سنة 890هـ حوالي 1485م له ثلاثة ابواب احدها على الشارع وهو الباب الكبير، والثاني غربي الجامع تجاه باب الضريح، والثالث باب الميضأة.

ومحراب المسجد مكسو بالرخام والمنبر هو من المنابر النادرة في مساجد المماليك البرجيّة الجراكسة وهو من الخشب المطعم بالعاج، وترجع اهميته إلى أنه يحمل اسم النجار الذي صنعه في عبارة نصها:" نجارة العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه الكريم علي بن طنين بمقام سيدي حسين أبو علي نفعنا الله ".

و المئذنة ترتفع المئذنة على يسار الباب وهي مبنية من الحجر وتتكون من ثلاث دورات، والاسقف سقف حديث ومزخرف التذهيب والاسقف محمولة على عقود من الحجر الإبيض والأحمر ترتكز على أعمدة من الرخام، والقبة التي فوق الضريح فتوجد في بداية الواجهة الشرقية وهي قبة بسيطة من الخارج مبنية من الآجر، وبها من الداخل كتابة تذكارية تسجل اسم منشىء الجامع الخواجا نور الدين علي.

بدأ الاهتمام بضاحية بولاق منذ الحملة الفرنسية على مصر، وكانت البداية شق طريق مستقيم يبدأ من منطقة الأزبكية إلى بولاق، وقام بتمهيده المهندس "لوبيريه" كبير مهندسي الطرق والكباري في الحملة، وغرس على جانبي الطريق الأشجار تسهيلا لمرور فرق الجيش الفرنسي. وكان هذا الطريق يصل ما بين الأزبكية وبولاق بعد مروره فوق قنطرة المغربي، التي كانت مقامة فوق خليج الطويلة "الخليج الناصري القديم" مخترقا التلال الموازية للخليج. ولكن العصر الذهبي لحي بولاق بدأ مع عصر محمد علي باشا، عندما أمر باستكمال شق الطريق بين "القاهرة.. وضاحية بولاق"، وكان لهذا الطريق فعل السحر في تعمير بولاق، كما أن محمد علي أنشأ هناك دارا لصناعة السفن مع بدء الإعداد لإرسال الحملة الوهابية، وضرورة إنشاء أسطول قوي لمصر في البحر الأحمر.

ثم أخذ في تحويل المنطقة إلى منطقة صناعية ضخمة.. منها المسابك والمصانع حتى عرفنا المنطقة الصناعية في السبتية. وفيما بين بولاق وشبرا على ساحل النيل، أقيمت الورش الكبرى والمطبعة الأميرية ودار الصناعة الكبرى والمباني الحكومية وحظيرة واسعة أطلق عليها اسم "المبيضة"، حيث كان يتم "تبيض" الأقمشة بالأساليب المستحدثة. وكما أنشئ مصنع الخوخ على شاطئ النيل وامتاز بجودة إنتاجه وأزيلت أنقاض بولاق، مما بقي منذ أيام الحملة الفرنسية، وتحولت إلى حي صناعي راق. فقامت فيه المصانع والمخازن ومساكن المهندسين ومدرسة صناعية كبيرة، حتى أصبحت بولاق بحق ثغر القاهرة في الشمال، وفيها أنشئت أول دار للطباعة في الشرق. وبجوارها أنشئ مصنع لصناعة الورق ليمد المطبعة بما تحتاجه، بل أنشئ مسبك لسبك الحروف العربية اللازمة للمطبعة. وتحولت بولاق والسبتية – امتدادها – إلى منطقة صناعية فيها مسابك الحديد ومصانع الأقمشة وورش النجارة والحدادة وغيرها.

وزاد الاهتمام بحي بولاق عندما خطط الخديوي إسماعيل "القاهرة الخديوية" ووصل التخطيط الجديد من ميدان الإسماعيلية جنوبا إلى نهاية شارعي شريف "المدابغ" وسليمان باشا. وكان لابد من تجـديد شارع بولاق "26 يوليو الآن" مع مشروع تخطيط ميدان الأزبكية.. لأن هذا الطريق هو بداية تعمير ضاحية بولاق الذي أدى إلى ربط القاهرة الجديدة بشاطئ بولاق، ولم تعد بولاق مجرد ضاحية للمدينة الصاعدة.. ثم جاءت الطفرة التعميرية عندما تم إنشاء كوبري بولاق "أبو العلا" الذي افتتح في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني "حفيد إسماعيل" عام 1912 م

أخبار الساعة

الاكثر قراءة