الخميس 23 مايو 2024

كمال سمير: الترانيم ليست أداة ربحية.. وجوهرها صلاة ومناجاة مع الله (خاص)

كمال سمير مؤسس كورال ثيؤطوكوس التراثي

ثقافة4-8-2021 | 20:11

بيمن خليل

قال الشاعر كمال سمير أن الترنيمة القبطية الأرثوذكسية في أساسها صلاة، وليست أغنية، أو منظر أو أي مظهر من مظاهر الإنتاج الصوتي بغرض الربح، ويجب أن نفهم ماهية الترنيمة الحقيقية التي نشأنا عليها جميعًا ونشأ عليها كل مَن سبقونا، فهم أدركوا روحانية الترنيمة ونحن خذلنا تلك الروح للأسف.

 

 

وأوضح "سمير" في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" أنه الفترة الأخيرة شهدت ظاهرة تقول بأن الترنيمة تُصنف حزين ومفرح، وهذا التصنيف بالطبع ليس صحيحًا، لأننا إذا أجمعنا أن الترنيمة صلاة في الأصل، فهل يعقل بعد ذلك أن نصنف بأن هناك صلاة حزينة وصلاة مفرحة؟! فالصلاة هي مناجاة وحوار وعلاقة مع الله نجتمع بها معه ونتواصل من خلالها، لذا التصنيف الذي لحق بالترنيمة القبطية في غير محله.

وأشار "سمير" إلى أنه  يجب أن ندرك قيمة الصلاة المتجسدة في الترنيمة القبطية، لأن الترنيمة جانب مهم للتوبة، فإذا نظرنا على روحانية الترنيمة الشديدة فسنجد أنها قادرة واستطاعت أن تجلب نفوس كثيرة كانت في طريقها إلى الهلاك ولكنها أتت بهم إلى بر التوبة والنجاة، ورسخت فيهم تعاليم المسيحية بصورة بسيطة وسهلة.

وتابع منتقدًا فكرة أن الترنيمة أداة للربح، قائلا: إذا جعلنا الترنيمة تتجه للربح، فستفقد روحها بالطبع، كأننا دعونا الناس للصلاة بمقابل ماديَّ، فالترنيمة جزء لا يتجزأ من صلاة الكنيسة، بل ولها دور هام لا نستطيع أن نتجاهله.

 

 

وأشار إلى حفلته الجديدة للاحتفال بإصدار ألبومه الثالث عشر "حبيب الروح" ستكون على مسرح الأنبا رويس في 3 سبتمبر المقبل، لها آباء الكنيسة حتى يعلن رسالته إليهم وهو الاهتمام بنمو وتطوير الترنيمة القبطية وأن يلتفتوا إليها ويدعموها لكي تظهر فرق جديدة تثمر في نمو وازدهار الترنيمة، وحتى تختفي ظاهرة الترنيمة التجارية.

يذكر أن كمال سمير شاعر وملحن قبطي ومؤسس كورال ثيؤطوكوس التراثي، برع في تطوير الترنيمة القبطية الأرثوذكسية على مدار أكثر من ربع قرن، أصدر فيهم 12 ألبومًا كان أولهم ألبوم صرخة إيمان في عام 1990م، بعدما قام بتأسيس كورال ثيؤطوكوس في عام 1987م، ليكون أقدم الصروح المعاصرة للترنيمة القبطية، والتي تتناول قضايا النفس البشرية والطقوس الكنيسة وأساس عقيدتها من ثوابت ومسلمات، لم يشأ أن يجُرف مع تيار ترانيم الموضة ذات القوالب المستحدثة والتي تتشابه مع الأغاني في أمور كثيرة، فقدت من خلالها الترنيمة روحانياتها وارتدت ثوب غريب لا يليق بها وبقدسيتها وعفتها، فأكمل مشواره على هذا النهج الروحاني متشبثًا بقواعد الترنيمة الأرثوذكسية وروحانيتها التي عاهدناها عليها منذ تأسيسها في القرون الأولى، والتي ظهرت الترنيمة فيها بغرض الفهم والتعليم لكل المناهج التي تشملها الكنيسة القبطية.